الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة واقعية.

المهدي المغربي

2024 / 3 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


على جبل بين الصخور توجد مدرسة و الطريق إليها جد وعرة. الرياح تهب في كل الاتجاهات كان فصل الشتاء و البرد القارس حدث و لا حرج الاشجار صلعاء و اذا أمطرت السماء تنجرف التربة مع السيول و يصعب الصعود و النزول لكن الحركة لا تتوقف لان الناس هنا تعودوا على كل شيء.
و كما هو معروف عند بعض الشعوب ظروف الطبيعة القاسية تزرع في نفسية الإنسان تحدي رهيب يقاوم الصعاب مهما بلغ عنفها.

في يوم من الأيام اتباعا لبرامج الدروس المعتادة و تطبيقا للمواد المقررة
في الصف الدراسي في حصة الاعراب.
اليوم قرر الأستاذ ان يخرج عن السياق المرسوم.
رفع راسه بثبات و قال للحضور:
مشيرا إلى المكتوب على السبورة السوداء.

أعربوا من فضلكم ما تحته خط احمر؟
لا تتفاجؤوا
الجملة كتبت كالتالي.

"المقاومة ثورة شعبية"

ساد صمت للتفكير و بعد ذلك تطوعوا ثلاثة بعد التشاور و بدؤوا عملية الاعراب الواحد تلو الآخر كل و وقته المحدد.
وقفت في مكانها و قالت البنت الأولى

المقاومة:
فعل كامل الاوصاف و صالح لكل زمان و مكان و هو فخر لكل الشعوب المناضلة حتى الظفر بالحرية و الاستقلال.

بعد ذلك جلست مطمئنة لما أعربت
ثم قال الثاني واقفا

ثورة:
شرط هدف و أفق إستراتيجي و كحتمية تاريخية بتظافر الجهود الصادقة هي اتية لا ريب فيها.
و المسألة بدها طول نفس كما قالت الشهيدة.

هو كذلك جلس مطمئنا
ثم قال الثالث مشيرا بيديه إلى الحضور.

شعبية:
اسم مشتق من الشعب و هو الفاعل الحقيقي في كل مشروع سياسي أكان صغيرا ام كبيرا و مهما كثر اللغط إرادة الشعوب اصلا لا تقهر. و ياما شعوب حققت انتصارات بعد ألم طويل و سنين مريرة مرت بها.

أظهر الأستاذ إعجابه بما سمع من إعراب مبتسما و هي إشارة التقطها الحضور فورا و بذكاء.
ساد جو غريب و عجيب في الصف أوحى بأن هناك شيء ما يترقب الحدوث و كأنها الفرصة المرتقبة من فترة طويلة.

انتهت حصة درس الاعراب فاستعد الجميع و انطلق الحضور إلى التطبيق على الميدان جمعوا أغراضهم المدرسية في محفظاتهم ثم تزاحموا أمام الباب و تدافعوا للخروج و منهم من قفز من النافذة كي يكون من السباقين.

خرجوا جميعا بسلام أولادا و بناتا يقفزون من فوق صخور ظهر الجبل و كلهم حيوية و نشاط غير مبالين لا بالجروح و لا بالكسور فقط هدف واحد يدور في رؤوسهم و يدفعهم متحمسين إلى الأمام.

بعدها اقفل الأستاذ هو كذلك باب الصف قبل نهاية الزمن المدرسي المحكوم عليه به ذاك اليوم متجاوزا الضوابط الادارية الكلاسيكية و هو يطير من الفرح لأن الفكرة وصلت و في نفس الوقت نضجت و تبعهم بسرعة يجري حتى التحق بهم غير مبال بوعرة المنحدر الصخري الحاد و كان ايضا غير مبال بالمرة بتابعات الفصل من الوظيفة.
انها بكل المعاني وصية الإنسان الحر لما يمتفض.

بعد ذاك اليوم المشمس الموعود مرت ايام و ايام جرت فيها أحداث سجلها التاريخ بماء الدهب تناقلتها الاجيال تباعا.

هي القصة انتهت لكن
في العبرة من الحكي معاني كثيرة للجيل الجديد كما كانت عبرة لاجيال الزمن الأول. و هي كذلك محفز يعتمد بين الفينة و الأخرى حقنات التذكير الأكثر نجاعة و إفادة.
و كيف تصل الشجاعة و المعرفة و العلم إلى أقصى مدى ممكن.
و كيف تصبح الأفكار الثورية قوة مادية ما بين الناس عند اعتناقها و تفعيلها بناء على أن محيطنا الاجتماعي الطبقي هو الذي يحدد افكارنا و وجودنا في بعده التحرري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب