الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحذر من سياسة الادارة الامريكية.. لاستثمار وقف الحرب لصالح التطبيع

علي عرمش شوكت

2024 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تمتاز سياسة البيت الابيض الامريكي بعدوانيتها الصميمية، حتى وان رفعت شعار الدفاع عن اصدقائها او بالاحرى صنيعتها، كما هو حالها ازاء اوكرانيا اداتها المتأمرة. او مساندة العدوان الاسرائلي في غزة الصامدة. ففي كلا الحالتين لا تخرج عن كونها شر ملوّن، مرة مصبوغة بطلاء دفاع مموه، شبيه بالبطيخ الصيفي، لونه الخارجي اخضر ولكن داخله احمر يعكس حقيقته الدموية. وفي نوبة اخرى منزوعة الجلد كأنها تقول: ،لا حياء بالعدوان،
لا نذهب بعيداً اذاما رصدنا متتبعين ايقاع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وطفحها السام وبخاصة ازاء العدوان الاسرائلي على غزة، سيصل اي منصف الى اقرار بأنها ذات وجه واحد وان تنكرت " بطاقية خفاء " كما يقال. وليس هذا فحسب بل في منعطفات معينة اخرى تجاهر وتكشر عن انيابها وتهدد داعية الى الاصطفاف على رصيفها مع كونه منصة للعدوان ليس الا. وقد تجلى ذلك بابشع صوره في حرب السابع من اكتوبر.. حيث غدا وزير خارجيتها " بلنكن " مبعوثاً متجولاً لتبليغ الدول المعنية العربية تحديداً بعدم التحرك ضد اسرائيل تحت زعم عدم توسع الحرب. كما وجهت رسائل تنطوى على عواقب وخيمة اذا ما تم التدخل لصالح الشعب الفلسطيني. وللاسف الشديد قد تمت الاستجابة ، او بالاحرى الخشية من تلك القواقب الموعودة.
لقد انتاب الادارة الامريكية شعور بجعل الدول العربية وحتى ايران رافعة الراية الاعلى لتحرير القدس تحت السيطرة. غيران الاخيرة لم يفتها الامر لتبرر سكوتها فلعبتها بحنكة عندما حركت ذراعها في اليمن الذي ادى دوراً عظيماً يحسب له، ويعطي عذراً لايران من حالة التسمر ازاء مذابح غزة .. ولكن الجميع لم يلتفت الى مراحل الغضب المصاعدة من لدن الشعوب العربية وشعوب العالم تحديداً الغربي، وحتى داخل الكيان الصهيوني .. وفي هذا المنحنى تبدلت وجهة الدعم الامريكي خشية من تصاعد المعارضة من ان تضغط على حكوماتها لتشكل زخماً كارهاً للولايات المحدة الامريكية وخشية ايضاً من حصول ربيع عربي جديد وانتفاضات على غرار انتفاضة تشرين العراقية.
وبعد ان رفعت الادارة الامريكية حق الفيتو لافشال قرار مجلس الامن الداعي لايقاف الحرب، لكنها وبدافع من مجساتها المنذرة بالكارثة عليها وعلى الكيان الصهيوني في التهاب الشرق الاوسط، صارت تسخّر كل ما بجعبتها من احابيل، التي تجلت بالتحذيرمن النوايا الاسرائيلية لاجتياح مدينة رفح.. وحتى مقترحها الاخير الى مجلس الامن بخصوص وقف الحرب كان مبعث للسخرية لكونه يخلو من المصداقية والجد للدعوة بوقف الحرب في غزة.. وكانها تشارك بمسرحية مسموح الاداء خارج نصوصها. غير ان المتغير الحاصل في مجلس الامن الجديد اليوم 25 - اذار بوقف الحرب الفوري قد قطع الطريق على نوايا واشنطن الخبيثة.
كان الاستثمار الامريكي لحرب غزة لم يبتعد عن استغلال ضعف موقف الحكام العرب. فسلكت مساراً سياسياً خطيراً مؤداه تجيير وقف الحرب لصالح التطبيع مع اسرائيل. صارفة الانظارعن المقترح العربي الداعي الى حل الدولتين ، وقد اخذ بعض المنصاعين الجدد بالتيمم للسجود في قبلة التطبيع الجهنمية، ليتخذوا منها محراباً سياسياً يؤدون فيه طاعتهم بلا حدود. غير ان ذلك لن يكون الا سراباً طالما هنالك وعياً متزايداً لدى شعوبنا العربية ، وكذلك ارتفاع مناسيب الغضب التي تعد من اهم الممهدات لمقاومة الهيمنة الامريكية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت