الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة ثلاث مدن عراقية وثلاث اخرى ضدها!-2

مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)

2024 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


- أنــا العِـراقُ، لسانـي قلبــهُ، ودمي فراتُـــهُ، وكياني منهُ، أشطــارُ
( الجواهري)

-فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
(زهير بن ابي سلمى)

-العراق جمجُمة الْعَرَبِ، وَكَنْزُ الإِيمَانِ، وَرُمْحُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، ومادَّة الأَمْصَارِ.
(عمر بن الخطاب)

-أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالمرْأَةِ الْـحَامِلِ، حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ وَمَاتَ قَيِّمُهَا، وَطَالَ تَأَيُّمُهَا، وَوَرِثَهَا أَبْعَدُهَا. أَمَا وَاللهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً، وَلكِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: عَليٌّ يَكْذِبُ، قَاتَلَكُمُ اللهُ! فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ، أَعَلَى اللهِ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ! أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ، كَلاَّ وَاللهِ، ولكِنَّهَا لَـهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا، وَلَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا، وَيْلُ امِّهِ، كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ! لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ!
( علي بن ابي طالب)

-أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني.
أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى وانى دعوت الله ان يبلوكم بي فاستجاب. ثم قال: والله يا أهل العراق، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مسكا، فوجهني إليكم، ورماكم بي وامرنى بانصاف مظلومكم وامضاء الحكم على ظالمكم. يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني والله لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت، إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟. يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها!
(الحجاج)

-العراق بلد مفتعل
( مسعود برزاني)

(3)
عندما يجب ان يكون العراق فوق الجميع!

ان لم ننقد تاريخنا بشكل صريح فلن نتمكن من بناء دولة وعالم صحي وصحيح,
والا فان نفس الاخطاء ترتكب وتتكرر بعدة اوجه والوان, لان مصدرها واحد يعيش فينا ويتلاعب بمقدراتنا!
تلك الفايروسات التاريخية التي نهشت العراق مستمرة وتتناسل, لان جهاز المناعة فيه لايتعرف على هولاء الاعداء ولذا فنحن بحاجة لمصل او لقاح ضدها!
وهذا واجب المثقفين الوطنيين الحقيقيين, في تاكيد الحقائق والبحث عن جذورها واسبابها وبالتالي علاجها!
كل مدن العراق وقومياته واديانه محترمة مادام كل منتسب لها يومن بوحدة العراق ورفعته وعزته ورخاءه فوق الجميع!
والمشكلة ليست مع قومية او دين او طائفة او عشيرة بل مع من يستخدم كل ذلك لمصالحه!
الانقسام في المجتمع العراقي من اجل السلطة حول كل المقدسات في خدمة ذلك الهدف!
اوضح مثال هو عدم اتفاق العراقيين بعد ثورة العشرين على رجل عراقي ليكون ملكا ولكنهم قبلوا بملك هاشمي من الحجاز!
والمثال الاخر الصارخ الان هو وجود مئات من الاحزاب والمليشيات المتناسلة! وعمق ارتباط الكثير من تلك الاحزاب بالخارج ومصالح دول اخرى!
لاوجود لديمقراطية حقيقية تقوم على التمزق والتناحر وخدمة دول اخرى وصناعة المليشيات والفساد والارهاب!
الحل هو ماسنجده بعد تحليل كل عوامل التاريخ والجغرافية!
الحل ان نجد مثالا ما في العالم الفسيح نحتذي به من اجل بلد مسالم متطور متقدم قوي عزيز عبر معرفة الاسس التي تم اعتمادها في ذلك المثال!
الحل في ان يتحول الجميع لعمال وفلاحين وجنود وترك السلطة في حوزة فئة تستحقها علميا ووطنيا واخلاقيا.
وليس في صناعة اجيال تسعى من اجل السلطة وتقديس بشر وخدمة مصالح دول اخرى وتدمير بلادها وتسعى للفتن والقلاقل والفساد والاثرة السريعة دون عمل او كد.

(4)
بغداد والبصرة والموصل كانت تمثل اهم واكبر مدن العراق!

وبغداد هي عاصمة العراق ومركزها المتالق عبر التاريخ, منذ بناها ابو جعفر المنصور عام 762 لتصبح عاصمة الدولة العباسية التي اقيمت عام 750 ودامت لخمسة قرون! حتى حطمها الفساد والظلم وتامر القوى الفارسية المتحالفة مع اعداء العراق والعرب والاسلام!
كانت الدولة العباسية على الرغم من علاتها افضل من كل الدول او الدويلات او الاحتلالات التي تبعتها.
كانت دولة بني العباس في اوج تالقها منارة للحضارة والتقدم والثراء والعلم والفن والفلسفة بينما كانت تنهش فيها بصمت عوامل الخراب الطائفية خدمة لاعداء الامة عبر مرويات واسباب مختلقة ملفقة لاتفكر ولاتهتم بمصالح الناس والدولة والعظمة والقوة والرخاء بل انها تدور في حلقة اصنام بشرية مبتذلة لم يكن لها اي دور تاريخي في حياة العرب والعراق!
لم يجري ابدا محاكمة تاريخ العراق واستخلاص العبر للاجيال الحالية او السابقة, وتلك احد جرائم الانظمة المتعاقبة او المتصدين للثقافة في العراق!
وحتى في ظل الاحتلال العثماني الذي دام لحوالي 4 قرون, من عام 1534 الى عام 1918 حافظت بغداد على مركزها كمدينة محورية في العراق, واستمر الوضع بعد قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1920 وحتى عام 2003 عند سقوط النظام السابق, وقد سقط بفعل اكذوبة صنعتها المخابرات المركزية بالتعاون مع ذيول ايران والاحزاب الكردية والمعارضة العراقية وبفعل تخبط وغباء صدام الذي زحف دون داعي على الكويت فكان ذلك بوابة جهنم له وللنظام ولتكريت وللعراق ولبغداد!.
وبالطبع فان دول الخليج التي سهلت مرور القوات الامريكية وطيرانها تتحمل مسؤولية قانونية واخلاقية وفق القانون الدولي عن ذلك لان الحرب لم تكن وفق القانون والشرعية الدولية وحدثت بفعل تامر امريكي مع خونة!
كان تحطيم بغداد والبصرة والموصل, وكل العراق, هدفا مركزيا تاريخيا للحلف الفارسي مع الاحزاب الكردية, ومركزهما النجف واربيل! وهذا الحلف هو من صنع دستور عام 2005 المخزي, الذي جعل العراق يدور في حلقة مفرغة من الدماء والموت والخراب والنهب.
كانت المرجعية تصرخ بتعجيل اقرار الدستور!!, وتصدت بدر والمجلس الاعلى والدعوة وحزب برزاني وطالباني من اجل دستور سريع يحمل بين طياته خراب العراق المستديم وفيه فقرات دستورية كثيرة لم يجري تطبيقها لحد اليوم, ولن يجري ذلك مالم يتم سحق هذا النظام وطحنه, عبر سحق كل القوى الباطنية والظاهرية التي تمثله! وكل مرتكزاته وقواه ومليشياته وثقافته المنحطة!
كان الدستور احد منتجات الحلف الرباعي الفارسي بين المجلس والدعوة والبارتي واليكيتي!

(5)
كان مركز الدولة والعراق في بغداد, لم تنافسها مدينة اخرى على ذلك, وفي بغداد كان هناك حتى ثورة 14 تموز 1958 جيش واحد اتصف بالمهنية والوطنية والشجاعة والتضحية, وسارت البلاد ولو بخطى وئيدة ولكنها ثابتة نحو تشكيل دولة قوية فعالة متقدمة ضمن ظروفها واوضاعها وساهم الجيش في حرب فلسطين عام 1948 ودافع ببسالة عن كل المدن الفلسطينية التي قاتل فيها, وله صفحات بيضاء من التضحية والبسالة هناك.
وكافح الجيش ببسالة من اجل وحدة البلاد ضد اعمال التمرد الكثيرة, ووحدة اي بلد هو الشرط الاول للتقدم والعزة والمنعة!
ومهمة الحفاظ على وحدة العراق مهما كانت التضخيات هي مهمة مقدسة لكل الوطنيين العراقيين!
لم يكن النظام الملكي ينشيء المليشيات للدفاع عنه! لان ذلك غير وارد في مقاييس الدول المتقدمة ونصف المتقدمة...

حتى حلت علينا ثورة 14 تموز لتتشكل اول مليشيا عرفها العراق وهي مليشيات المقاومة الشعبية وارتكبت تلك المليشيا كعادة المليشيات اعمال منكرة ضد اعدائها ولو بنطاق محدود ولكنها كانت مدانة.
وكانت اعمال العنف في كركوك والموصل على محدوديتها, تمثل اول بروفه لما سيحدث فيما بعد, وسببت تلك الرزايا بفعل المليشيات غير المنضبطة, انقلاب الزعيم على الشيوعيين!
وكان عزيز محمد الذي اصبح سكرتير الحزب بعد مقتل سلام عادل بعد انقلاب شباط 1963, هو المسوول عن منظمة الحزب في كركوك وتم استغلال ذكرى ثورة تموز الاولى للاصطدام وقتل اعداء الاكراد او مناوئيهم من التركمان في كركوك بطرق بشعة, ولاننكر ربما دور عناصر متطرفة تركمانية في ذلك- وعزا عزيز الامر الى ان الاوضاع قد فلتت!
وهكذا في اول فرصة انفجرت الاحقاد القومية, على بعض من ادعى الشيوعية من الاخوة الاكراد ليتغطى بها ويسبب باعماله تلك والاعمال الاجرامية – غير المبررة- في الموصل ابادة الحزب الشيوعي برمته بعد ذلك!
كان بعض الاخوة الاكراد شطارا في اختراق الحزب الشيوعي, والسيطرة عليه فيما بعد, وقيادته باتجاه تحقيق الاهداف الكردية القومية وتلك لعبة اجادها بعض الفرس والاكراد في العراق.
طبعا هناك الكثير من الاخوة الاكراد كانوا صادقين في ايمانهم بالشيوعية وقد قتلوا وسجنوا دون ان يبدلوا فكرهم!

وكان السيد سلام عادل او حسين الرضوي, هو من النجف ومن قبله عدد اخر من القياديين من النجف, وعزيز محمد من اربيل وقد جلب اكراد على مستوى متواضع ليصبحوا قادة للحزب الشيوعي!
وعلى الجانب الاخر كان ابو الكفاح المسلح عزيز الحاج من الكاظمية من ابويين كرديين – او كرديين فيليين- والكاظمية ايضا نجف مصغرة! وهو الذي شق الحزب الشيوعي الذي كان يقوده بشكل عام اكرادا حتى انهوه تماما! عن قصد او بدون قصد.
على الرغم من ان تلك الطروحات القومية الضيقة داخل الحزب لم تكن واردة في سياقها العام! ولكن لكل قومية او عشيرة او منطقة بصماتها على ابنائها شاءوا ام ابوا!
وعندما حققت الحركة الكردية اقليمها ! قام اكراد الحزب الشيوعي بتشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني!
فيا لها من شيوعية تركض حافية وراء القومية او القومية الشوفينية!
حتى بعد ان سلم العرب قيادة الحزب لهم طوال عقود وبالتالي مصير العراق, لم يشفع لهم ذلك!
ومازال الكثير من الشيوعيين العرب, العراقيين هم مجرد عبيد ( فكرا وعقيدة) لقادتهم الاكراد السابقين وهنا تبرز بصمة العبودية التي جاءت من منطقة او طائفة او عشيرة!

عزيز الحاج الذي بقى في السجن لعشرة اعوام خلال الحكم الملكي, انهار بعد ان القى البعث القبض عليه وكشف كل رفاقه! وخرج في التلفزيون يتحدث ويرد عن كل شيء ثم جرى تكريمه واصبح في منصب خارجي رفيع, بعد ان طوف رفاقه قتلى في الاهوار والبعض الاخر في السجون والمعتقلات!
فما عدا مما بدا!
عجبا لحزب كان الجيش في يده ولايتحرك ثم يريد بعد خراب البصرة قتال الجيش للوصول للسلطة! فاي طريق هو الاسلم!
كان ذلك هو احد امثلة التقليد الاعمى العراقي لتجارب الاخرين!

على جانب النجف شكل الفرس حزب الدعوة الاسلامية للوقوف بوجه المد الشيوعي, بعد ثورة 14 تموز ويقولون انه تاسس عام 1957!, بعد ان راوا ان افكار الحزب الشيوعي تمثل خطرا على مصالح المرجعية وافكارها, وخصوصا على خمس السادة عبر القضاء على الاقطاعيين حلفاء السادة ودافعي الخمس لهم مقابل استغلال الفلاحين, وقد عاد الفلاحين الذين حررتهم ثورة 14 تموز لعبودية السادة بعد عام 2003, بسبب سيطرة النباح الديني والفتاوي وغسل الادمغة والمارثونات والولائم التي حولت الجماهير البائسة الى مثال لسخرية العالم!
لابل حولتهم الى عبيد لكل العالم يقدمون الطعام والشراب والمنام لكل من هب ودب تحت حجج زائفة بينما تجني السعودية مثلا من طقوس الحج والعمرة المليارات لدعم اقتصادها عبر الارتزاق من الدين المزيف!
بينما السعودية دولة ثرية اما العراق فان نصف السكان تحت خط الفقر والعراق مطلوب ب 120 مليار دولار للداخل والخارج!
فاي عقل داهية هو من يقود العراق!
يباع العراق وينهب ويجهل ويمرض ويفقر من اجل تحقيق اهداف المشروع الصفوي وتوسيع نفوذه,عبر العالم ومن خلال مراسم الزيارات الدينية في العراق حيث تفتح ابواب العراق لكل من هب ودب لتتربح شركات النقل والسياحة والفنادق الايرانية ومطارات ومنافذ اللادولة,ليبقى فيه المتسولون والارهابيون والقتلة ومن يزاحم العراقيين على ارزاقهم!
هل رايتم يوما زائرا عراقيا في ايران يقدم له قدح ماء مجانا!
ام ان الائمة في ايران غير سلالة الائمة في العراق! ولهم تعاليمهم الاخرى!

نعود للحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز:
كان ماحصل هو نتاج الحزب الذي اضاع الفرصة التاريخية في الاستيلاء على السلطة او التفاهم مع القوى القومية والدينية وطمانتها!
وبدلا من ان يفعل الحزب الشيوعي ذلك, انخرط الانتهازيون والجهلة فيه وبتاييد ضمني من القيادة في رفع الشعارات التي تغيض المتدينون! والقوميون ووصل بهم الامر الى المطالبة بالاشتراك في الحكومة واستعراض اعداد هائلة في التظاهرات لم تكن تتضمن اي مصلحة لهم ولا للعراق في مواجهة القوى الغربية التي كانت منخرطة في الحرب الباردة! وبذا كانوا هم ايضا سببا فيما تعرضوا له من ابادة!
ولما طالب الزعيم بالكويت بعد الانسحاب البريطاني في حزيران 1961 قام الملة البرزاني – الذي جلبه الزعيم من منفاه واكرمه عام 1958- برفع السلاح ضد الجيش العراقي والدولة في عودة للعبته القديمة وهي سلاح ماجور - بدعم من الشاه والموساد وامريكا والغرب والكويت والعرب!
وذلك في ايلول 1961 مما سبب كارثة للعراق! استمرت حتى عام 1975 وتم القضاء على التمرد او الحركة الكردية بثمن باهض وبنصف شط العرب.
وبالطبع فان اجراءات الاصلاح الزراعي ضد الاغوات الاكراد قد دفعتهم لصنع التمرد مع برزاني من جديد!
وهكذا نرى ولم يرى غيرنا بعد ربما, ان الحريات السياسية في العراق والديمقراطية المنفلته (بسبب تعقيدات الوضع الجيوسياسي والاثني) والجمهورية بدلا من الملكية, كانت اكبر كارثة تاريخية على العراق ستستمر حتى الان وستبقى, مالم يتم اصلاح الامر برمته!

كانت فرق عراقية قد تمرست على حرب العصابات والامن الداخلي في شمال العراق بعد انتصارعام 1975, وفجاة دعاها الغبي صدام لشن الحرب ضد النظام الايراني الذي بدا هو بشن الحرب ضد العراق باعمال استفزازية واجرامية خطيرة, وبذا تخلخل الامن هناك وعادت تلك الاحزاب لرفع السلاح والتعاون مع ايران ضد الجيش العراقي.
كان الجيش العراقي عام 1973 في حرب تشرين قد زحف احيانا على السرف قاطعا مئات الكيلومترات ليدخل المعركة فورا ضد اسرائيل! – على الرغم من مخاطر العدوان الايراني والبارتي! في مغامرة خطيرة غير محسوبة العواقب وكانت اسرائيل تدعو برزاني للهجوم على الجيش العراقي لانها تعرف من هو الجيش الزاحف ضدها! - وقد منع الجيش العراقي ببسالته وعقيدته الوطنية والقومية, دمشق او ماحولها من السقوط, ويحمل السوريون حتى الان مشاعر الامتنان للجيش العراقي لما راوه من بسالة منقطعة النظير!
كان رد النظام السوري هو دعم ايران في حربها ضد العراق عام 1980 وهكذا تحالفت النجف عبر ابنها البار حزب الدعوة والمجلس الاعلى في القتال مع ايران ضد الجيش العراقي وابناء من اربيل والسليمانية في القتال مع ايران!
وقد تاسس حزب طالباني في دمشق عام 1975 ولم تجف دماء شهداء العراق في حرب تشرين دفاعا عن دمشق بعد!
وقد قبلت ايران العمل مع الاحزب الكردية على الرغم من علمها ان هولاء هم صنائع لانفسهم ولغيرهم!
وحدث تعاون تسليحي مع اسرائيل وامريكا عبر فضيحة ايران الكونترا!
كان الحكيم قد اصدر فتوى تكفير الحزب الشيوعي! بعد ثورة 14 تموز وبعدها فتوى حرمة قتال التمرد الكردي! الذي انطلق مجددا ضد ثورة تموز والعراق عام 1961 ولم تصدر المرجعية اي ايضاح حول استفتاء برزاني للانفصال عام 2007!
وهكذا نرى بوضوح هذا الحلف الفارسي الكردي او حلف النجف اربيل!
مع ملاحظة ان اعداد غفيرة من الاخوة الاكراد العراقيين والعشائر الكردية هم وطنيون مخلصون وحاربوا مع الجيش العراقي وانخرطوا في الاحزاب الوطنية, ولكن حملة ممنهجة تاريخية شنت ضد هولاء باعتبارهم جحوش!
ولكن التقييم التاريخي يخبرنا ان الجحوش هم الطرف المقابل ربما!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -