الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيضا من سمات البرجوازية الاردنية استغلالها الفاحش للطبقة العاملة المصرية

وليد حكمت

2006 / 12 / 5
الحركة العمالية والنقابية


تشكل العمالة المصرية أكثر من نصف العمالة الوافدة في الأردن حيث يقدر عددها بثلاثمائة ألف , يعملون ويكدحون في مختلف القطاعات ابتداءا من القطاع الزراعي الذي يتركز فيه الفلاحون والعمال يليه قطاع البناء ثم قطاع الخدمات المختلفة , ويعتبر العمال المصريون الركيزة الأساسية لأغلب النشاطات الاقتصادية الأردنية فهم الذين شيدوا على اكتافهم البنى التحتية الرئيسة للأردن منذ حوالي ثلث قرن أو يزيد , يمتازون بالصبر والطاعة والإخلاص والتفاني وإتقان العمل خصوصا العمل الزراعي بالدرجة الأولى لكونهم يمتلكون الأعراف والتقاليد الفلاحية كشعب عريق في تلك التقاليد والعادات أيضا يمتازون بأنهم يرضون بالقليل وبكل عمل مهما كان شاقا ولذلك يتواجدون بكثرة في قطاعات العمل الشاق كالمقالع والمحاجر والمناجم وغيرها من القطاعات التي تنفر منها باقي العمالات الوافدة ,, والأهم في ذلك أنهم يقبلون القليل من الأجور وهذا ما يحفز ازدياد الطلب عليهم ويشجع على استغلالهم.

تقوم البرجوازية الأردنية الصناعية منها والزراعية المتمثلة بأصحاب المصانع والمزارع والأشغال الشاقة في المشاريع الكبيرة وقطاع الخدمات المختلفة بممارسة الاستغلال الفاحش لتلك الطبقة المقهورة ويمارس بحقها أبشع أنواع الاستغلال .... هذه الطبقة المكافحة المناضلة المغتربة من اجل لقمة العيش الشريفة المضحية بجهدها وصحتها وكرامتها أحيانا تحت ضغط الحاجة وإلحاح الفقر والفاقة من اجل تأمين لقمة العيش لأسرها في مصر المحروسة التي تلفظ ابناءها شرقا وغربا غير آبهة بمصيرهم ومستقبلهم ومعاناتهم.

استغلال هذه الطبقة الكبيرة لا يتم فقط من خلال استغلال فائض القيمة الباهظ الذي تجنيه البرجوازية الأردنية منها والذي يقدر بمئات الملايين كل عام , بل تقوم بإلزام العمال المصريين بدفع الرسوم المترتبة على منح التصاريح وهي رسوم باهظة تزداد كل عام قصد منها جني الملايين ورفد خزينة الدولة من جهة لتغطية عجز الموازنة الذي تتسبب به نشاطات البرجوازية الأردنية الترفية ويدفع ثمنه الكادحون الأردنيون والمصريون وباقي العمالة الوافدة في الأردن ويقدر عدد المصريين الذين يلتزمون بتلك التصاريح ما يقارب ال 140000 عامل في حين لا يلتزم الآخرون بدفع التزامهم وهم متواجدون بصورة غير شرعية لكنهم يتعرضون أيضا لأبشع أنواع الاستغلال من قبل أرباب العمل للتغطية عليهم وتدبير شؤونهم كي لا يتم تسفيرهم ...

هذه المكوس والضرائب التي يتم جنيها من تلك الطبقة لا يتم تقديم اية خدمة مقابلها سواء أكانت خدمة صحية أم أمنية أم اجتماعية أو غير ذلك.

ولا يعني أن تلك الطبقة التي تلتزم بالتصاريح تأخذ حقوقها كاملة بل على العكس هي محرومة من حقوق العامل الأساسية و من حق العلاج وخطورة العمل وكافة المخاطر الاجتماعية ومنها النصب والاحتيال الذي تتعرض له في غالب الأحيان وتغض الطرف عنه خوفا من التهديد بالتسفير او الايذاء او مختلف التهديدات,,, هذا بالنسبة للعمال المصريين المتواجدين بصورة شرعية اما بالنسبة الى العمال المتواجدين بصورة غير شرعية فحدث عن استغلالهم واهانتهم ولا حرج فهؤلاء يتعرضون كثيرا الى ابتزاز أصحاب العمل ويتعرضون كثيرا الى النصب والاحتيال في عملية اشبه بالاتجار بالبشر وهذه الممارسات شاهدت بام عيني الكثير منها ومن ضحاياها الذين خسروا تحويشة عمرهم من اجل تأمين عمل مستقر وتصريح رسمي دون ان يكون هناك أية مقابل من رعاية او اهتمام أو أمن وأمان من قبل السلطات الرسمية الأردنية.

ومن من المصريين نجا يوما ما من مصايد الشرطة الأردنية التي تتقنص اولئك العمال في اماكن تجمعهم في الصباح فتنقض عليهم انقضاض الأسد على الفريسة وتجلبهم الى المراكز الامنية وتجبرهم على القيام باعمال النظافة والطبخ وغيرها وسيل الاهانات يتدفق بألوان الشتائم القذرة بحق هذه الطبقة المقهورة ,, وماذا عساهم ان يفعلوا هؤلاء المساكين الا ان يفعلوا ما تأمرهم به القوة السلطوية والا فالتسفير في انتظارهم وأحيانا يقومون بتسفيرهم بعد الانتهاء من استغلالهم

الاستغلال البشع الذي تمارسه البرجوازية الزراعية والتجارية وباقي القطاعات استغلال فاحش وبشع يتمثل بإطالة وقت العمل ومنع العطلة والحرمان من كل الحقوق هذا هو الواقع وما نشاهده بأم أعيننا وليس ما تدعيه الحكومة الأردنية التي تدعي زورا وبهتانا بان المصريين أشقاء وهم على رأسنا وعيننا وفي قلوبنا

دخول المصريين إلى الأردن لا يشترط الفيزا أو التصريح كمعطى أولي أساسي وهذا الأمر الذي يشجع الكثير من المصريين العمال على القدوم الى الاردن والمغامرة ومباشرة العمل وهذه السياسة سنتها البرجوازية وهي ليست مغفلة فهي تدرك ان العامل الذي لا يحمل التصريح يتم استغلاله بشكل اكبر وأبشع من الذي يحمل التصريح السنوي فذاك العامل يتعرض للتهديد بالتسفير الفوري ولذا يرضخ للشروط القاسية المؤلمة وغالبا ما يعمل هؤلاء عند أركان الطبقة البرجوازية التي تمتلك المزارع الكبيرة وهم أصحاب النفوذ من الطبقة البرجوازية الأردنية.

تعيش تلك الطبقة العاملة المستغلة في ظروف صحية واجتماعية قاسية يحيط بها الخوف وعدم الأمان على المستقبل والصحة والرزق فهي تتعرض للاستغلال البشع المستمر وتتعرض للإهانة من قبل أرباب العمل الذين يعاملون المصريين وكأنهم عبيد مأجورين على الرغم من المجهودات التي قدمتها وتقدمها تلك الطبقة المكافحة بشرف وقد رأيت بأم عيني كيف تتعرض هذه الطبقة للاستغلال البشع بشتى صوره ,, خلافا لما تدعي الحكومة الأردنية وتروج له....

البرجوازية الأردنية تمارس استغلالها البشع بحق تلك الطبقة الشريفة التي تبني وتزرع وتصنع وتنتج في حين تقطف الثمار الحشرات الطفيلية لتكدس الثروات والأرصدة ....

لك الله أيها الكادح المصري تستغل في بلدك وفي غربتك ... لك الله









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية


.. توغل صيني في سوق العمل الجزائري




.. واشنطن بوست.. اتحاد طلبة جامعة كاليفورنيا يأذن بالإضراب في أ


.. تونس.. نقابة الصحفيين تتضامن مع الزغيدي وبسيس




.. رئيس الغابون السابق يضرب عن الطعام احتجاجا على -تعذيب أسرته-