الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د. عبد السلام الشاذلي ونصف قرن من النقد الأدبي

حكمت الحاج

2024 / 3 / 26
الادب والفن


د. عبد السلام الشاذلي: نصف قرن من النقد.. *
يسرني أن أرحب بكم في ندوة فريدة من ندوات "فوروم كناية للحوار وتبادل الثقافات"، حيث سنحتفي بمسيرة نصف قرن من العطاء الفكري والنقدي لشخصية استثنائية في عالم الأدب العربي، الأستاذ الدكتور عبد السلام الشاذلي. سنقف معا لنقدّر جهود هذا العَلم البارز الذي أغنى الساحة الثقافية بإسهاماته الجليلة، مخلفًا بصمة لا تُمحى في تاريخ النقد الأدبي العربي.
منذ بداياته الأولى وحتى اللحظة، لم يكن الأستاذ عبد السلام الشاذلي مجرد ناقد يقف عند حدود النصوص، بل كان مفكرًا ومؤرخًا للأدب، ينقب في أعماق الكلمات ليستخرج درر الفكر والمعنى. لقد كانت رؤاه النقدية مرآة تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي، ومن خلالها استطاع أن يقدم تحليلات عميقة للأعمال الأدبية، معتمدًا على منهجية علمية دقيقة ورؤية جمالية فريدة.
في هذه الندوة، والتي تشكل حلقة أولى من ثلاث حلقات مخصصة للاحتفاء به، سنسبر أغوار فكر الأستاذ عبد السلام الشاذلي، ونستعرض أبرز محطاته النقدية التي شكلت معالم في الحركة الأدبية. سنتناول كيف أثرت نظرياته وتحليلاته في تطوير النقد الأدبي، وكيف ساهمت في تنوير الأجيال وإلهامها. كما سنلقي الضوء على دوره كمعلم ومرشد للعديد من النقاد الشباب الذين يسيرون اليوم على خطاه.
يُعتبر د. الشاذلي شخصية بارزة في النقد الأدبي، وقد حازت أعماله مثل "تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر" على جوائز وتقدير في الأوساط الأدبية. يُشاد بمساهماته في تطوير مناهج النقد الأدبي وتحليله العميق للأدب العربي، وخاصة في مجال الشعر والرواية.
تُظهر الأعمال النقدية لعبد السلام الشاذلي تفاعلًا مع القضايا الثقافية والاجتماعية، وقد أثرت في النقاد اللاحقين وألهمت العديد من الدراسات الأدبية. يُنظر إلى إنجازاته على أنها إضافة قيمة للمكتبة النقدية العربية، وتُعتبر رؤاه النقدية مصدرًا للإلهام والتأمل في الأدب العربي.
ان كتاب "شخصية المثقف في الرواية العربية المعاصرة" للدكتور عبد السلام الشاذلي يعد من الأعمال النقدية المهمة التي تناولت دور المثقفين كأبطال في الرواية العربية. يقوم الكتاب بتحليل شامل لشخصية المثقف وتأثيرها على الرواية العربية الحديثة، مستخدمًا مجموعة من المؤشرات والعوامل التي تؤثر على هذه الشخصية.
يتطرق الكتاب إلى الأبعاد الفكرية والفنية لشخصية المثقف، ويسلط الضوء على التحولات والتطورات الاجتماعية التي تؤثر على الرواية العربية. يُظهر الكتاب كيف أن الرواية، كونها فنًا يقوم على منهج تكاملي، تعبر بمرونة عن شخصية المثقف ومشاكله الأساسية.
فمن خلال قراءته النقدية لرواية "قنديل أم هاشم" للراحل يحيى حقي، ورواية "مليم الأكبر" لعادل كامل، والقاهرة الجديدة لنجيب محفوظ، يُظهر الشاذلي كيف يمكن للنقد أن يُسهم في فهم أعمق للشخصيات والأفكار المتضمنة في النصوص الأدبية، ويُعد هذا النهج مثالًا على كيفية تطبيقه لنظرياته النقدية.
إضافة إلى ذلك، يُعرف الشاذلي بتحليلاته النقدية التي تتناول الخطاب الروائي والتغيرات السياسية والفكرية في الأدب الحديث، مما يساهم في فهم أعمق للرواية كوسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية.
كان للدكتور عبد السلام الشاذلي أثر ملحوظ في نقد الشعر. من خلال دراساته، ساهم في تعزيز فهم الشعر العربي وتطوير مناهج النقد الأدبي. وقد تناول في أعماله النقدية موضوعات متعددة تشمل البلاغة والنقد الشعري في الأدب العربي القديم، وكذلك أثر الشعر في التعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية.
إضافة إلى ذلك، حاز كتابه "تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر" جائزة النقد الأدبي في عام 2008، مما يدل على تقدير المجتمع الأدبي لمساهماته في هذا المجال. يُعتبر الشاذلي مصدر إلهام للنقاد اللاحقين وقد أثرى النقد الأدبي برؤاه النقدية العميقة وتحليلاته الشاملة للشعر العربي.
لقد تناول د. الشاذلي مجموعة متنوعة من الأدبيات في دراساته. من بينها، محاضرة بعنوان "التفسير الحضاري للظاهرة الأدبية"، وله دراسات حول عميد الأدب العربي طه حسين. كما أن له مساهمات في تاريخ الأدب العربي، مثل كتابه "الاتجاهات العلمية في مناهج تاريخ الادب العربي" الذي صدر بين عامي 1967 و 1972. وقد تناول أيضًا صورة الأب في الشعر العربي في العصور القديمة.
الدكتور الشاذلي معروف بتحليلاته النقدية العميقة وقدرته على تفسير الظواهر الأدبية في سياقها الحضاري. من أبرز نظرياته هي تلك التي تتعلق بـ"التفسير الحضاري للظاهرة الأدبية"، والتي يقدم فيها رؤية شاملة للأدب كجزء من الحضارة والثقافة.
عبد السلام الشاذلي هو شخصية بارزة في مجال النقد الأدبي، وقد أسهم بشكل كبير في تطوير النقد الأدبي العربي من خلال أعماله ودراساته. له العديد من النظريات النقدية التي تناولت الشعر والرواية، ومن أبرزها دراسته لقصيدة المهد للشاعر أدونيس، وهي القصيدة المطولة التي كتبها عن صنعاء عاصمة اليمن، ودراسته النقدية لرواية "قنديل أم هاشم" التي تعد قراءة نقدية حضارية من منظوره.
أما بالنسبة لأهم كتبه النقدية، فمنها "التغريب والتجريب في الأدب العربي" الذي صدر في عام 1985 وأعيد طبعه في عام 2015. كما أن له كتاب "تجربة للمدينة في الشعر العربي المعاصر" الذي حاز جائزة النقد الأدبي في عام 2008. ولديه أيضًا مؤلفات أخرى مثل "شخصية المثقف في الرواية العربية الحديثة والمعاصرة" والذي يععد من أشهر أعماله.
يُعتبر الدكتور الشاذلي مثالًا للمثقف العربي الذي أثرى المكتبة العربية بإسهاماته النقدية والأدبية، وقد عمل كأستاذ للنقد الأدبي في عدة جامعات عربية.
عبد السلام الشاذلي يُعتبر من النقاد الذين لهم بصمة واضحة في النقد الأدبي، ويبدو أنه يتبع نهجًا نقديًا يركز على تحليل الشخصية والخطاب الروائي، مع التركيز على الأبعاد السياسية والفكرية والأدبية في الأعمال التي يدرسها. يُظهر اهتمامًا خاصًا بأزمة المثقف في الخطاب الروائي، ويستكشف التابوهات والمسكوت عنه في الأدب العربي.
ندعوكم إذن، عزيزاتي أعزائي من متتبعي "فوروم كناية للحوار وتبادل الثقافات" للانضمام إلينا في هذا الحوار الثري، لنتشارك الأفكار ونتبادل الآراء، ولنحتفل معًا بإرث الأستاذ د. عبد السلام الشاذلي الذي سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وإليكم مؤلفات د. عبد السلام الشاذلي التي سنتناولها بالبحث في ندواتنا الثلاث:
1 شخصية المثقف في الرواية العربية الحديثة، دار الحداثة، بيروت 1989
2 الأسس النظرية في مناهج البحث الأدبي العربي الحديث، دار الحداثة، بيروت 1989
3 تجربة المدينة في الشعر العربي المعاصر (صنعاء نموذجا)، القاهرة 2006
4 التغريب والتجريب في الأدب العربي المعاصر، القاهرة 2015
(*نص الكلمة التي ألقاها حكمت الحاج في مستهل الندوة التي أقيمت لتكريم د. عبد السلام الشاذلي مساء يوم 24 مارس 2024 على فوروم كناية للحوار وتبادل الثقافات).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا