الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب

عبدالامير الركابي

2024 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ليست البدئية التاسيسية الانهارية الراهنه مسالة عادية ضمن سياق التبلور المجتمعي، فهنا في هذا الموضع من الكرة الارضية تأسس كل مايتعلق بالوجود والحياة والرؤى، بشمولية واكتمال ابتدائي، وفي الموضع الشرق متوسطي بالذات وجدت كل اشكال ومبتنيات المجتمعية الكيانيه والتصورية الازدواجة والاحادية التي تنتظم المجتمعات، فلا من مزيد عليها، فاما ازدواجية مجتمعية هي مفردة واحدة، او احادية دولة، او احادية لادولة احترابيه، او مجال مادون التشكل الكياني، وكل هذا عائد وقد وجد ضمن اشتراطات المجتمعية اليدوية البيئية الاولى، وهو مالا يمكن مقارنته بحال من نوع ذلك الذي صار قائما مع ظهور الالة، وما طرا بحكم فعلها على المجتمعية والياتها، لابل وطبيعتها، وبالذات التسارعية الاستثنائية الدافعة لالياتها فضلا عن الاصطراعية النوعيه الانتقالية بالمجتمعية الى مابعد يدوية، اذا مااخنا الالة بما هي عنصر تغيير في البنيه المجتمعية، لامجرد تغير في وسيلة الانتاج كما ظل الغرب يتصور متوهما.
وقد تتردد في الغرب واحكامه اعتقادية من نوع "طفولة البشرية"، مقارنه ب " نضجها" باعتبار المجتمعية الالية الابتدائية الاوربية هي الكمال والنضج المقصود، مع ان المقارنه هنا قائمه بين مجتمعيتين من نوعين مختلفين كليا، احداهما يدوية والثانيه آلية، من البديهي ان نعتبر لكل منهما شكل تفاعليته المتاتية من طبيعته، ونوع كينونته النمطية مع الالة، وان الشرق الاوسط النهري الالي اذا تحقق آليا، لن يكون هو الغرب الاوربي كما اصبح بفعل الالة، وثمة من الحقائق الصارخة ماياخذنا بهذه المناسبة الى الابتداء الاول النهري، ومستوى ودرجه دينامياته المجتمعية، حيث اول الامبراطوريات في التاريخ البشري تتشكل في بقعه لاتذكر مساحه في ارض سومر جنوب مابين النهرين، ليحتل سرجون الاكدي في حينه2334 الى 2284 ق ـ م عيلام شرقا، وساحل الشام والاناضول، ويعبر الى جزيرة كريت مصرحا " انا حاكم زوايا الدنيا الاربع"، اي حاكم العالم، مع غابة المنجزات والاوائل التي بها تفتتح الممارسات البشرية وصولا لاعلى منجز تكنولوجي "الدولاب"، عدا الكتابة والتقويم سنينا واشهر وايام، وكل مايخص تدبر الشان الوجودي، وصولا الى بابل، ومن ثم الابراهميه واختراقيتها الكونية، هذا كطور اول قبل الطور الكوني الثاني لبغداد وريثة بابل كعاصمه للعالم، حيث لاينسى هارون الرشيد مخاطبة الغيوم قائلا "امطري حيث تشائين فانت في ارضي" بمعنى " انا حاكم زوايا الدنيا الاربع " تكررا، في الدورة الكونية اللاارضوية الامبراطورية الثانيه، مع منجزها الشامل، واثر اقتصادها العالمي التجاري الريعي على اوربا ونهضتها البرجوازية والاليه، ومعلوم ان هذا كله يوضع اليوم بالمقارنه، بوضع جزيرة معزولة صارت بقوة دفع الالة امبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس.
فاذا الحق مثل هذا الوصف ببريطانيه الراهنه، فانه لايرد مشفوعا بالقول بانها كيانيه آلية، لامجتمعية نمطية بيئية يدوية، لان مايترتب على قول استداركي كهذا لابد ان يفتح بابا امام نوع اخر من المقارنه، المطلوب تحاشيها وطمسها بقوة، فالعالم اليوم محكوم بان يسر في ركاب الموقع الذي عرف الاله اولا، وقبل غيره لاسباب موضوعيه خارجه عن ادراكيته، بحيث تصير من قبيل الحتمية موضوعه من نوع انقلاب الحال في ارض الانهار البدئية الى البرجوازية والراسمالية، و ( الدولة الامه) والديمقراطية والكيانيه الوطن قومية، لاغير وحكما. الامر المتعارض مع الحقيقة التاريخيه ومساراتها على مدى التاريخ اليدوي من عمر المجتمعية البشرية.
هل تملك المجتمعية النهرية او الشرق متوسطية بانماطها الثلاثة، والمجال والمدى اللاكياني، اي شيء بالامكان اضافته ضمن سياقات الانقلابية الالية، وهل ثمة مابرر الاعتقاد بمثل هذا الامكان، لابد هنا بالطبع من اخذ حال المنطقة المنوه عنها ابان ظهور الالة، مع الانتباه لخاصياتها الالية التاريخيه المحكومة لقانون الدورات والانقطاعات، وكونها تعيش منذ سقوط بغداد في القرن الثالث عشر، طورا انقطاعيا تردويا انحطاطيا، مايسهل وسط الغلبة الغامرة الحديثة النموذجية الاوربية، ومايتوفر لها من امكانات وقدرة، اللجوء اليها ومحاكاة نموذجها باعتباره مبتغى ومستهدف، تبرره وتشجع على اعتماده، حالة الانهيار الشامل مع افتراض النظر الحتمي من قبل من يعيشون في هذا المكان من المعمورة لماضيهم ليتساءلوا حتما، " لماذا تاخرنا وتقدم الغرب ؟".
اهم المغفلات الجاري طمسها على موقعها الفصل والحاسم، هو المقارنه مجتمعيا بين المتحقق الابتدائي الشرق متوسطي النهوضي الانهاري وماقد حققته الانتقالة الالية في المجال ذاته، فهل من "جديد" مبتكر اضيف الى المجتمعية وبنيتها في اي مجال، ام ان الاله لم تؤد الا الى تكريس معطى قائم، مع قدر من الاضافة ومحاولة التطوير، بما يجعل من الظاهرة المجتمعية ظاهرة شرق متوسطية بنية وكينونة ثابته، الضجيج الذي احدثه الغرب مع دخوله الزمن الالي لايستحق بالمقارنه، ايا ممما قد ثم الايحاء به، بما في ذلك موضوع الديمقراطية(9) ومختلف اشكال التحسينات المدعاة والمبالغ في طبيعتها ونوعها اليوم، مقارنه بما سبقها قبل بضعة الاف السنين، لماعادت تستحق الذكر، بالذات بمايتعلق بالفارق بين التاسيسي الابتداء، واللاحق المرتكز لاساس جاهز، عدا توقفه عند محاولة الاضافة التطويرية غير الموثوقة، ولا المؤكدة.
ونكاد نصل لهذه الجهه الى مالايمكن تصوره من التوهمية التضليلية للذات والعالم، حين نقارن بين اكتشاف الكتابة قبل خمسة الاف عام، وماتحقق من اشكال تنظيم على مستوى الدولة والانظمه والكيانيه التي هي حالة تطوير لقائم، او اكتشاف الدولاب في حينه، وبالقياس بين العبقرية الاستثنائية ضمن الشروط اليدوية السابقة بعشرات القرون، والمنجز الراهن الالي حيث لايعود الحاصل اليوم الا مجرد اضافة خالية من اية ابداعية، فالمجتمعية هي واقعا ابتداء ابتداعي شرق متوسطي تاسيسي، صولا لمرحله او حالة اضافة وتطوير راهنه متاخرة، ماتزال لم غير مختبره، وجدت تحت طائلة محرك براني طاريء تسريعي للاليات، مع مايترتب على مثل هذا الحكم من ضرورة قياس ومقارنه زمنية، لن تكون الظاهرة الاوربية الحديثة خلالها الا ظاهرة عارضة ودونية، قياسا الى المنطلق الاصل الانهاري، مع ماينبغي الانتباه له وتوقعه من احتمالية منطويات وشكل تفاعلية مختلف، مع الانقلابيه المستجده المختلفة حتما ،متجاوزة للغرب وظاهرته العابرة المؤقته، من منطلق فحص الديناميات المجتمعية ومساراتها المقررة، مع افتراض ثنائية بدئيتها مابين بدئية اولى نهرية منتقصة تنتظر توفر الاسباب الضرورية للتحقق، وبدئية ثانيه منتظرة استكمالية، عندها يتحقق ماكان قد تعذر تحققه في الدورة التاسيسية الاولى، مايضع الظاهرة الغربية في محلها، كمحطة ضرورة انتقالية، غير مؤهله بنيويا للاجابة على المطلوب مابعد يدويا، لازمه وضرورة من دون شك، تنطوي على، وتوفر بعض العناصر الاساسية المفتقدة التي لاتحقق للتحولية المجتمعية الكبرى، مابعد النهرية الشرق متوسطية من دونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة