الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم في كتاب -الجمر والرماد- هشام شرابي

رائد الحواري

2024 / 3 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


التعليم في كتاب
"الجمر والرماد"
هشام شرابي
بداية أنوه إلى أن ما قرأته "لهشام شرابي" من كتب ومقالات ما زال صالحا لتحسين الواقع العربي، إن كان رسميا أم شعبيا، فكتاب "مقدمة لدراسة المجتمع العربي" يعد من اهم الكتب التي عالجت مشاكلنا في المطقة العربية، كما أن مقالته التي تناول فيها هجرة العقول العربية لم يتم العمل بآرائه وأفكاره، علما بأنه قدم هذا المداخلات قبل أكثر من أربعين سنة، ومع هذا لم يؤخذ بها ولا بغيرها، لأن النظام الرسمي العربي أسير وتابع لما يمليه عليه الأعداء، من هنا نجد الواقع العربي في تراجع مستمر، وحال المثقف أما القهر أو الهجرة.
هذه المرة الرابعة التي أقرأ فيها كتاب "الجمر والرماد" وهذا يعود إلى حجم الألم الكامن فيه، ألم "هشام شربي" الذي غادر وطنه مكرها، وواقع "أنطون سعادة" الذي تآمر عليه القريب والبعيد، ولم يحقق حلمه في وحدة الوطن السوري وتحرر "سورية من يهود الداخل والخارج.
أجزم أن هذا الكتاب يعد من أفضل الكتب التي تتناول حال المثقف في المنطقة العربية، والمقصود هنا المثقف الثوري المستنير، فرغم أن الكتاب صدر قبل ما يزيد عن أربعين عاما، إلا أنه يحاكي واقعنا اليوم، الواقع الرسمي، واقع المثقفين، واقع الأحزاب، واقع المتآمرين، لهذا يعتبر "الجمر والرماد" عابر للزمان العربي، فهو يمثل قرع جدار الخزان الذي يجب أن يستمر مهما كان الحال بائسا.
"هشام شربي" في هذا الكتاب يتناول أكثر من موضوع، التعليم وحاله في المنطقة العربية، والتعليم في الخارج، المثقف وما يتعرض له من أذى وقهر ومطاردة، "أنطون سعادة" كقائد وكفكر منتمي لقضيته القومية، ودور "سعادة" في خالق فكر نير يتجاوز ما هو مطروح، فلسطين ومكانتها عند الكاتب وعند سعادة، الحزب السوري القومي الاجتماعي وما تركه من أثر في الكاتب، كل هذه القضايا تناولها الكاتب في "الجمر والرماد" وهي قضايا ما زالت عالقة حتى اليوم، وبحاجة إلى حل حتى يتم تحررنا وخلاصنا مما نحن فيه من بؤس.
التعليم في المنطقة العربية
سأحاول التوقف عند بعض المحطات المهمة التي جاءت في الكتاب، وأبدأ من التعليم في المنطقة العربية، الجامعة الأمريكية في بيروت كانت تعد أهم صرح علمي في المنطقة العربية، ومع هذا كانت طريقة التعليم فيها تحمل العديد من الأخطاء، فالمعلم كان يحمل داخله (العقل) العربي المتخلف، حيث كان يعتبر نفسه كامل مكملا ولا يأتيه الخطأ أبدا، وما على الطلاب إلا الخضوع لما يميه عليهم من تعليمات، فهو (أبو) العالم والتعليم والمعرفة، وما على (الأبناء) إلا السمع والطاعة: "كان جميع أساتذتي، بلا استثناء تقريبا، يتبعون الأسلوب نفسه في محاضرتهم، أسلوب الوصف والخطابة والوعظ، كانوا ينظرون إلى الأمور من وجهة نظرهم الخاصة ولا يجدون حرجا في تقديم أفكارهم الذاتية وكأنها حقائق موضوعية ثابتة، وإذا طرحنا عليهم أسئلة تتضمن بعض النقد أو الإحراج، يتخذون موقفا دفاعا، ويجيبون عن أسئلتنا بروح عدائية تدفعنا إلى الصمت فالتراجع.
كان شاغلهم الرئيسي إبراز أنفسهم وتعزيز وجهة نظرهم أو تسويقها، وكانوا يعتبرون أي اختلاف مع وجهة نظرهم إهانة شخصية لهم، فتعلمنا أن لا تخالفهم بالرأي وأن نتقبل ما يقولونه برضوخ " ص27، أجزم أن هذا الواقع ما زال على حاله إلى الآن، إن كان في المدارس أو في الجامعات، أن كان في البيت أو في المساجد والكنائس، فهناك أب وعلى الابن السمع والطاعة، وهذا ما يجعل كتاب وطروحات "هشام شرابي" عابرة للزمن في منطقتنا وواقعنا العربي.
وعن طريقة رد الأساتذة على الطالب (المشاكس) يقول: "كان التهكم هو السلاح الأشد فتكا في يد أساتذتنا، وكانوا لا يتورعون عن استخدامه في جميع المناسبات" ص34، أيضا هذا حالنا معلمينا في المدارس وفي الجامعات، فالمعلم يختزل دوره في التلقين فقط، من هنا يستهجن ويثور إذا ما وجد الوعاء غير صالح/قابل/مهيأ لتعبئة ما يريد أن يميله.
التعليم في الخارج
في المقابل يتحدث الكاتب عن طريقة التعليم في أمريكيا وكيف يتم التعامل مع الطالب في الجامعات، حيث كان المعلم فيها يعتبر أفكاره مجرد أفكار، تحتمل الخطأ والصواب، من وهنا وجدهم يستخدمون مصطلحات نسبية وليست مطلقة: "عند التحاقي في جامعة شيكاغو اكتشفت أن هناك تعابير في اللغة الإنكليزية كنت أعرف معناها لكني لم استعملها إلا نادرا، مثل probably(على الأرجح) somewhat (نوعا ما) to some extent (إلى حد ما) الخ.. وهذه التعابير تستعمل للتخفيف من حدة الجزم، فتسبغ على الكلام اتزانا واعتدالا" ص31، أعتقد أن هذه المصطلحات تستحق التوقف عندها من قل القائمين على هيأت ومؤسسات التعليم، فالمواطن العربي لم يعد يحتمل أو يؤمن بالشمولية والمطلقات التي يسمعها يوميا.
وعن الأساتذة وكيف يكونوا أثناء الدرس: "لا أذكر في شيكاغو أستاذ دخل قاعة الدرس خالي اليدين أو ألقى محاضرته وهو يلوح بسلسة مفاتيحه" ص124، رغم أن هذا الالتزام (شكلي) إلا أن له تأثير عملي على الطالب، فالشكل هنا يأتي لخدمة المضمون، فهيئة المعلم توحي للطالب بحرص وتهيأ المعلم على لإعطاء المادة التعليمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ