الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حظر المواقع و صدمة جدار الواقع

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2024 / 3 / 27
كتابات ساخرة


محاولات حظر المواقع والتطبيقات في العراق تشبه إلى حد ما عمليات:
- حظر السيارات لأن بعض السواق لايلتزمون بالقيادة
- حظر الماء لأنه يسبب الغرق لمن لايجيد السباحة
- حظر (مرگة الشجر والطرشانة) لأن البعض لايحبها ويفضل عليها (طاوة من البيض والطماطة)، أما داعيكم الذي يحبها سأنظر لحظرها كتعدّي مفضوح وظلم سافر ومؤامرة مبيّتة ضدنا نحن عشاق الشجر والقيسي والدولمة ، فمن لايعجبه (الكشمش) من غير المعقول أن يحظر الكشمش على العالم فماهكذا تورد الإبل يا عمارة
فكل تكنولوجيا فيها جانب مفيد (كبير) وجانب سيء (صغير) حيث الأخير نتيجة لسوء إستخدام (بعض البشر) لتلك التكنولوجيا التي جعلت الجميع يظهرون ويتنافسون ويصنعون ويتركون بصمات مؤثرة حسب أفكارهم ومستوى إدراكهم وطريقة تشغيلهم لأدمغتهم التي تتبع رصيدهم المعرفي الذي يتأثر بالمعطيات والمجتمع والبيئة ..
فالحواسيب ولغات البرمجة والسيرفرات والتطبيقات والمواقع تم تغذيتها ببرمجيات تقدم فائدة للزبائن في كل العالم
أما أن يستخدمها البعض للإبتزاز والتسقيط والقذف فتلك تسمى (جريمة) وماعداها يسمى حرية رأي وتعبير وهي حق مكفول للشعوب في أغلب بلدان العالم ..
أرى كما يرى النائم أن محاولات المنع القهري والإجبار القسري ستؤدي إلى ظهور خط صد قوي حسب قاعدة (كل ممنوع مرغوب) وسيؤدي إلى نتائج عكسية وخيمة لاسيما أن المواطن العراقي (حاد المزاج) و(ذو طبع غاضب) فيلجأ للترفيه في السوشيال ميديا ليهرب من واقعه ليتعلم أو يبتسم أو يطور مهاراته أو علاقاته ويجوب من خلالها بلدان العالم
مع كل منع وحظر سيكون هناك رد فعل لانعرف نتائجه لكنه بالتأكيد يزيد الغضب والإحباط عند المواطن وإن كان ضد فئات عمرية فهي كتل بشرية لها الحق بالتعبير وممارسة الهوايات مادامت لاتؤذي غيرها بالمباشر
أما أن يتم التحكم بالناس حسب المزاجيات والرؤية العرجاء الغير كاملة فهي سلوك أقل مايقال عنه أنه (ديكتاتوري)
سيأتي واحد يقول: ألم تر أن أمريكا بجلالة قدرها تناقش حظر تطبيق التيكتوك؟
سأقول له : أميركا (مفروسة) من التيكتوك لأنها (تغار) من الصين (رغم صاحب التطبيق سنغافوري) لكنها لا تتقبل الإكتساح العالمي لتطبيق صيني ..
أما من يدعي أن لعبة الببجي تخرب الشباب وتستهلك وقتهم فأقول (رغم أني لا أعرف تلك اللعبة) أن الألعاب العالمية أمر واقع ويوجد غيرها آلاف يلجأ لها اللاعبين بمجرد حظر الببجي , وربما فيها جوانب مفيدة كـ (إكتشاف صداقات وجانب ربحي وتقوية مهارات من خلال الفعل ورد والفعل أضف له التسلية وتعديل المزاج والإلتزام بالقواعد ، ألخ من أمور لست ضالعا فيها
في الختام أقول :
الإنسان مخير في إستخدام الأشياء فإن آذى الأخرين سيدفع الثمن لوحده بوسائل حضارية موجودة
وإن أجاد الإستخدام فهو متحضر وحريص ويعرف مسؤولياته أمام نفسه وغيره
زمن التحكم بالناس ذهب إلى غير رجعة ومن يحاول فرض آرائه بالقوة عليه أن يواجه فئآت ومجموعات وكتل بشرية لن يعجبها الإستعباد ولن تسكت عن الحبس عن التكنولوجيا
أقول قولي هذا وأشهد أنني (لاعندي مطي ولاخايف من السخرة) لكن وراء القصد أن نبحث ونناقش ونحمي المجتمع والأهم من ذلك أن نحيي مقولة (سارتر) الذي يقول :
واجب المثقف إقلاق السلطة ،
نحتاج دوما إلى تنوير (سلطة البلاك أور وايت: ثقافة الأسود أوالأبيض) تلك التي تتجاهل التدرج الذوقي وتتناسى المناطق الرمادية والناصعة والفاقعة التي تملأ البلد من زاخو للبصرة لتحبسها في بوتقة الإستشراف اللالوني المثير للشفقة وتفعل ذلك في بلاد كانت شمس النور والتنوير والحضارة.. ستأتيكم الأخبار اللاحقة وتكتمل الحكاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟