الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عشتار الفصول:14087 . أتحفظ على تسميتها بلغة السورث .
اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
2024 / 3 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هناك دراسات ظهرت للعيان وبدأت تتحدث عن لغة السورث أو السورت .ولكوننا نرى أهمية الولوج إلى هذا البحث لما يكوّنه عندي شخصياً من تحدٍّ لأمرين . الأول هو أنني لا أخذ بأقوال العامة ولا الخاصة بدون دراسة الموضوع بشكل أكاديمي وعلمي وموضوعي وثانياً لأنني مع كل أسف قد نسيتُ السريانية المكتوبة( كتوبونويو) منذ ما يزيد عن خمسين عاماً كوني كنتُ أتعلمها في مدرسة السريان الأرثوذكس بالحسكة( الخابور ومن ثم البحتري) ولهذا فقد رحنا نستنسخ من النيت المواضيع المتعلقة بهذا الموضوع فوجدنا شذرات هنا وكتابات ٍ هناك ،وبعضها فقط حمل العنوان ولمحة موجزة عن الموضوع .
وتأكد لنا دون أدنى شك بأن هناك جهداً بحثياً يُحسب لأصحابه حول هذه اللهجة لابل كما سنعلم بأن هناك أكثر من تسعة لهجات وليس لهجة واحدة .
وأغلب الباحثين لابل جلهم .يؤكد على أنّ هذه اللهجة (السورث) وجدت قبل التدوين منذ القرن العاشر قبل الميلاد وكان ظهورها نتيجة منطقية لتلاقح اللغتين الآرامية التي جاءت مع الآراميين الذين وصلوا إلى أعالي بلاد ما بين النهرين في الجهة الشرقية واختلاطهم بالبابليين والآشوريين الذين كانوا يتحدثوا باللغة الأكادية بلهجتيها البابلية في الجنوب والأشورية في الشمال.
مما خلق لهجة شعبية أصبح الجميع يفهمها ولكنها قامت منذ بدايتها على الأبجدية الآرامية الشرقية .ولهذا أميل إلى تسميتها منذ البداية بأنها لهجة آرامية شرقية مع تأكيدنا بأنها تتمايز عن اللهجة المندائية والتدمرية وحتى الرهاوية التي هي لهجات آرامية .
وقد ظلت هذه اللهجة (السورث ) مع أبناء شعبنا منذ أن وجدت وكانت حال لسانهم وترجمة حية لمشاعرهم حتى أنها كانت هي والآرامية ( السريانية) الطقسية الكنسية تتزاحم حيناً وتهدأ الصراعات بينهما حيناً آخر .
ولكن في القرن السادس عشر للميلاد بدأت تظهر بوادر تغيير في العقيدة المذهبية لأبناء شعبنا من خلال المبشرين الذين جاؤوا من روما . وهنا يحدث ذاك الانقسام الأسري وتبدأُ فصول الكثلكة والبروتستنتية تدخلان على مذاهبنا الدينية .وحدثت أن أدخلوا ثقافات غربية إلى مناطقنا . مما أدى إلى تسويغ الكتابة باللهجة المحكية بدلاً عن اللغة بالفصحى وأعني السريانية . بل بدأنا نرى الكتابة باللهجة التي يسمونها سورث. مما أدى لظهور أدب خاص بها عُرف بمصطلح ( الدورِكْياثا) وهذا يعني بأنهم بدأوا بكتابة الشعر بلغة مفهومة بالنسبة لعامة الشعب. وأستعير هنا قولاً للدكتور روبين بيث شموئيل بأن ذلك الشعر يشبه ( الزجل اللبناني) المكتوب باللهجة المحكية.
ولكن مع القرن التاسع عشر نشهد التدوين بهذه اللهجة وخاصة لهجة أوروميا.
ومع الأسف فقد سمح للعديد من الباحثين بتسميتها اللغة الحديثة ( لشانا خاتا) .
وهناك جزئية تتحدث عن متى دونت السريانية( الآرامية الرهاوية ) والتي سبق تدوينها للهجة السورث ب 1500 سنة لأن هذا ليست هذه غايتي ولا وجهتي.
إنما هناك عدة أسئلة نطرحها على السادة المختصين باللغة السريانية ولهجة السورث خاصة .وتلك الأسئلة تقول:
1= هل نحن أمام ترسيخ تاريخي لولادة لغة جديدة اسمها السورث؟
2= هل نُدرك عواقب تسمية لهجة بلغة؟
3= ما هو المنطقي في أصل ترسيخ مفهوم كلمة لغة في أبحاث
4= هل اللغة التي تقولون بها لها أبجدية غير السريانية ( الآرامية)!!
إن الدارس الحيادي يرى أن ترسيخ مفهوم لغة السورث هو بمثابة الرفض الكلي للاعتراف بأنّ اللغة القومية لأبناء أشور وآرام ( السريان الغربيون) والكلدان والموارنة بأنها السريانية التي هي الآرامية بعينها لأنّ الأبجدية السريانية هي أبجدية آرامية ،كما قلنا سابقاً ونقولها لاحقاً. مع تقديرنا للهجات المناطقية .
ولأنّ اللغة الآشورية التي كان يتحدث بها أبناء شعبنا في إمبراطوريتهم في بلاد مابين النهرين كانت اللغة الأكادية التي تختلف اختلافاً جذرياً عن الآرامية ( السريانية فيما بعد).ولهذا نرى خطورة تبني مبدأ أن هناك لغة اسمها السورث .لماذا لا نقول بأنها اللغة السريانية المحكية؟!!! فهذا التعبير أكثر منطقية وتاريخية واستنتاجية من أن ندعوها بلغة وتسمية للهجة وأميل وأدافع عن رأيي هذا .
لأنّ السورث التي تحدث بها أبناء شعبنا منذ ما قبل الميلاد كانت إحدى اللهجات الآرامية الشرقية التي نتجت عن تلاقح ما بين لغتهم الأم التي كانت الأكادية واللغة الآرامية التي جاءتهم من الآراميين وتبنوها ومع الاعتراف بتأثير مثاقفتها مع اللغات المجاورة وتغيرات في الألفاظ وتطور في بعضها. وهذا أمر طبيعي كما وأنها تم استخدامها في القرن السابع عشر للأغراض الأدبية .
مرة ثانية نؤكد على تحفظنا على من يقول بأنها لغة . فاللغة لها أبجدية خاصة بها وهي نتاج وحصيلة استهلاك العالم اللغوي المحيط بها كما وأنني أتحفظ على أن َّ كل لهجة ولضرورات فهم أبنائها نقوم ونجعلها لغة وهي بالحقيقة تعتمد على أبجدية لها اسمها وتسميتها (السريانية ).
لهذا سأثبت رأيي والذي استنتجته من خلال قراءات زادت عن شهرين في موضوع السورث لابل منذ أن تبادلنا الحديث مع الأخ المدرّس أنور أتوّ المتواجد في أستراليا منذ عام 2021م بشأن مركز بيث نهرين الاستراتيجي العالمي للدراسات .حيث تحدثنا عن اللغة لأبناء شعبنا والتي هي السريانية ،التي هي امتداد وتطور طبيعي ومنطقي للهجة الآرامية الرهاوية .
فقال يومها ( أنّ اللغة التي يتحدث بها أبناء شعبنا اسمها السورث وهي مقبولة للجميع تقريباً) . تحفظتُ يومها عن كلامه لأنها لم تكن هي مشروعي بل المشروع كان ولادة مركز أسسته ووضعتُ نظامه الداخلي وفكرته بالحقيقة كانت تطويراً لفكرة المعهد العالمي الاستراتيجي للدراسات السريانية الآشورية الكلدانية الذي كنتُ قد أسسته عام 1996م وعملت عليه مدة أكثر من عامين.
أورد هذه الأفكار لأن لها علاقة بقائل يقول : وأنت لاتُجيد اللغة الأم فلماذا تُقحم نفسك في أمور لا تعرفها؟
نقول لهؤلاء السذج .إنّ البحث لا يقتصر على العارف باللغة يا سادة فكم من عارف للغة وينطلق من منطلقات عاطفية ويبني آراءه على أمور لا تستقيم بمنطقيتها واستنتاجاتها وعلميتها .
كما وأن البحث في كل الأمور مشروع لأيّ شخص كان. مدامه مُجيد لأدواته ومستلزمات بحثه ويعتمد على المناهج التالية في مثل هذا الموضوع : 1=المنهج التاريخي .2=المنهج التحليلي .3= المنهج الاستنتاجي .4=المنهج المقارن. ويُدرك محطات بحثه وغايته بشكل حرفي ، كما ويُجيد في قراءة القرائن المادية والأبحاث الخاصة بموضوعه والوثائق المتوفرة لديه ويُساعده في هذا الوقت أكبر المكتبات العالمية من خلال العم كوكل( غوغل) . وللعلم فقد أشرت في مطلع النص على أنني قرأتُ وتعلمت السريانية المكتوبة 6 سنوات في مدرسة السريان الأرثوذكس بالحسكة .
ولهذا إن وجدَ مثل أصحاب الرأي السابق فهم بالحقيقة يمثلون الشوفينية القومية والمناطقية واللهجوية والقروية ليس إلا .وثمار هؤلاء تسبق كل آرائهم التي أرى فيها الإرهاب الفكري بعينه لأنهم يُحرمون على من لا يعرف الأشورية أو السريانية أن يُشارك في أيّ عمل يخصهم تسميتهم أو قوميتهم أو لغتهم وهؤلاء مع الأسف ينتشرون شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً .
ومما سبق أكرر اعتقادي وتحفظي وقولي بأنّ مخاطر تسمية اللهجة التي يتحدث بها أبناء شعبنا وبعضهم يكتب بها. باسم اللغة السورث لها منعطفات خطيرة وخطيرة للغاية على مستقبل تراثنا المكتوب منه. فبعد مئة عام سنرى اللغة السريانية المكتوبة ( الفصحى) اليوم ستبقى عبارة عن إحدى اللغات العتيقة الموجودة في متحف عتيق ليس إلا ،وستنقرض كلياً من حيث التسمية وستبقى كما اللغة اللاتينية اليونانية القديمة .وبهذا نكون قد جيرنا حق الأبجدية الآرامية التي هي أساس وأس السريانية لصالح تسمية شعبية ليس إلاَّ اسمها السورث.
نحنُ نُدرك ونؤكد بوجود معجم للسورث كمعجم اللغة لسريانية. وأنّ الاتفاق والمشترك بينهما يصل إلى 70% في المعاني والصيغ. وهناك إقرار بأنّ للسورث بنية لغوية ونحوية ولفظية وتراكبية وصرفية وتتضمن العامي والفصيح والمحدّث والدخيل من اللغات المجاورة وأنها تنهل أساسها من اللغة الأكادية والآرامية ( السريانية) ومن الفارسية والعربية والتركية .
ولكننا في الوقت نفسه نعلم بأنّ لهجات السورث هي على عدة لهجات.
فهناك.1= لهجة أورمية( إيران).2= ولهجة القوش.3= ولهجة زاخو .4=ولهجة العمادية .5=ولهجة عقرة .6=ولهجة قره قوش.7= ولهجة عينكاوة .8=ولهجة شقلاوة .
وفي هذه اللهجات خلافات لفظية وكلمات دخيلة تختلف بحسب قرب هذه اللهجة من لغات ولهجات لغات غريبة لقوميات تعيش في المنطقة .
وهنا لابدّ أن نسأل هل نحن أمام لهجة واحدة ومفهومة للجميع أم أمام عدة لهجات ونُحاول أن نسميها بلغة؟
لايمكن لعاقل ويتعصب على أن لا ضير من كل هذه اللهجات مادام التفاهم بينها يبلغ 87% مثلاً ولكنه في الوقت نفسه يُحاول تبرير وتمرير مشروع جعل لهجة لابل لهجات لغة . ففي هذا فعلاً ما سيكون له عواقب وخيمة .ولكن ولأننا نؤمن بأن يفهم أغلب الشعب بمكوناته المناطقية ومذاهبه الدينية اللغة التي تتناول حياته العامة والخاصة وأخص تلك التي يتعامل بها يومياً أن تدخل حياته حتى في الجانب الطقسي
وأمام التطور والتقدم وآلية عنصر الحركة الاجتماعية والثقافية والوعي للشخصية القومية لأبناء شعبنا وعدم بقاءه في مناطقه التاريخية بل هاجر أغلبه إلى العالم لابدّ من الاعتراف بحتمية التغير في كل الاتجاهات والمنظومات الاجتماعية والعقلية والسلوكية والوعي وحتى في الألفاظ والكلمات والكتابة ونحن لسنا ضد كل هذه المعطيات الحتمية كل ما نؤكد عليه هو قولنا ما الضير إذا قلنا لغتنا السريانية المحكية
ولكن نتحفظ بشدة على تسميتها بلغة السورث .
إذا للانتهاء من هذه الجزئية نقول: لسنا ضد التجديد في آلية اللغة الأم التي يتحدث بها بعضنا ويكتب بها بعضنا الآخر ويُقيم الطقوس الدينية الفريق الروحي إنما نحن لسنا مع من يُسميها لغة السورث بل علينا التأكيد على أنها السريانية المحكية . والسؤال هل كلمة السريانية مخيفة؟!
وأما بشأن المكتوب ( رأي غير ملزم، رأي ملزم) فالأول هو لغير الدارسين أولئك الذين يُخالفون حتى يُعرفوا، والرأي الثاني ملزم هو للدارسين الذين فعلاً يُقدمون أبحاثاً ستكون إرث أجيالنا القادمة وللباحثين الغرباء الراغبين في تقديم أبحاث في لهجتنا السورث.).
تحية لكلّ العاملين في حقول نهضة أبناء شعبنا الذي هو بحاجة إلى وحدة وليس إلى تفرقة . تحية للمنفتحين على أهمية استيعاب آثار التطور والتقدم في مصلحة المسؤولية التاريخية.
تحية على من يرمم آثارنا وليس ذاك الذي يُريد هدمها (لغاية في نفس يعقوب).
للبحث متابعة
اسحق قومي.26/3/2024م
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -وصلي صوتنا للعالم-.. فتاة عالقة في جباليا تناشد معلمتها
.. لحظة تنفيذ طيران إسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة زبدين جنوبي
.. مواطن فلسطيني من غزة يرد على خالد مشعل: -قاعد بتنظر علينا..
.. فلسطينيون في غزة يهاجمون خالد مشعل بعد خطابه: -بيكفي ضحك على
.. مع رفض بايدن الخطوة.. محللون يطرحون أيضاً 3 عقبات أمام إسرائ