الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخطر، عضة الإنسان!

ابراهيم زورو

2024 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هناك معلومة طبية تقول: إن عضة الإنسان هي الاخطر من عضة أي حيوان إليف أو مفترس، بشرط أن يكون الحيوان سليماً غير مريض. وهكذا نستنتج، أن الفم هو مكان للاختمار فضلات الطعام وكذلك يعد ممراً لطرد الهواء من المعدة، بالاضافة إلى أن الفضاء المجرثم والناقل لكافة الجراثيم والبكتيريا مرحب به دائماً به في الفم.
كما أن الهواء ينقل العديد من روائح وآثار البترول المنبعثة من عوادم السيارات والفطائس المرمية في العراء، إلى فم الإنسان.
وهذا يذكرنا بالامثلة العربية التي تحكى بالعامية : "بيحكي من مؤخرته"، "و كُل الهوا". ونتيجة لتقدم العلم والمعرفة ندرك أن العرب اخطاوا في المثال الأول. لأننا نستطيع تنظيف المؤخرة من كل العوالق الجرثومية بمجرد غسلها أما الفم فلا يمكن تنظيفه بأي حال من الأحوال، حتى إن قمت بتنظيفه بالسيانيد والخردل!، كما أن المؤخرة تعمل على تنظيف داخلها عندما تطرد الهواء وهي مستورة تماماً فبالتالي لا يمكنها استقبال الهواء والجراثيم التي ترافقها.
الإنسان مريض دون أن يدري، خاصة إذا كان من نسل خضراء الدمن!.
فاختلاف الأمراض مصدرها اختلاف الفضاء الفكري والثقافي هو الذي يحدد أي منهما يشملنا لان الفضاءات تختلف وكذلك أنواع الجراثيم في الجو تكون مختلفة ونسبة الاهتمام بالفم يلعب دوراً مهماً.
فالجراثيم الاجتماعية أشد خطورة من أي مرض أخر، اعتقد أن العوائل سُجنت وبعضهم تم تصفيتهم والأخرون هربوا نتيجة الفم المفتوح على كل الاحتمالات ولم يصدق أي احتمال وأن ماصدق لم يكن على ما يرام.
الماصدق لم يكن يتناسب مع السرديات التي تنتمي إلى المفهوم، لم نرها ولم نلمسها رغم جانبها الحسي الملموس وأن الوراثة تلعب دوراً رئيسياً، لا احد يصدق ابداً أن البيضة التي تلقح ربما تخضع للماصدق ذاته، على مبدأ من كان يعرف تماماً إن الطب سوف يستدل على أن اللسان والفم مرتع ومكان لمبيت الجراثيم ورغم علمنا أن اللسان اثقل من الجسد بشكله الطبيعي حينما يعبر عن ما في داخلنا وفي النهاية الجسد هو من يتحمل كل الاهانات حينما يخطأ اللسان بالتعبير أو التركيب اللغوي ويكون سبباً رئيسياً في انزال العقوبة على الجسد. الجراثيم الحميدة لا تدخل كالعادة في هذا السياق، لأننا البشر نحترم من يضرنا أكثر.
وإذا حاولنا أن نطبق على وضع السوري نعرف تماماً، أي فم يملكه السوريين، اغلبهم يأكلون الجيفة فكان عضته لاخيه السوري قاتلاً، فعندما كان يعض الاتراك ينزع طاقم اسنانه، جميع السوريين قًلع اسنانهم من قبل الاتراك لهذا السبب، وجميع الغلمان ايام السلاطين كانوا منزوعي الاسنان لسبب في نفس الذي لا يسمى!.
يدهشني جداً إذا ربطنا بين مشروع التمركز وميتافيزيقيا الحضور، فالكتابة ثابتة الذي ابدع فيه جاك دريدا، على أن الكلام هو الذي يغذي العاطفة بينما الكتابة مصدرها عقلي وبالتالي هناك حضارة مبنية على الكتابة و الفم ليس الوحيد الذي يغذي العاطفة بهذه الحالة وأنما يجلب الأمراض ويؤدي إلى تدمير الحضارة عندما لا نستطيع أغلاقه! لهذا قالوا السكوت من الذهب!.
فلا يمكن بكل الاحوال أن ننتقد أي شيء من الغلاف الخارجي أو نقد موازي للنص، القلم الذي يكتفي أن يكون خارج النص فهو خارج العقل، لأن الحضارة هي حضارة دعائمها قائمة على الكتابة والتمركز حولها، كونها العقلية وتصبح واقعية بحسب هيغل. وكما أن الكتابة الادبية مهما علّت شأنها تبقى تخاطب العاطفة وتعد بعيدة عن اي احداث! أي الفرق على مستوى الواقع. نحن هنا نقارن بين الفلسفة والأدب، وأيهما يتنافس على أحقية الوجود اكثر من الآخر، من حيث أن الأدب فأنك تستطيع أن تفهم وانت مغمض العينين بينما الفلسفة عليك أن تجلس لتقرأ وتكتب لتفهم. إن المفهوم خارج النص هو أمر يدعو للكتابة عن الكاتب وحياته بالدرجة الأولى، كونه ليس جزء من العمل تيمنا بمقولة نيتشه حول موت المؤلف! وهذا يقّربه عن المدرسة الماركسية مرتبطة بهذا النوع من النقد أي حياة المؤلف ومعيشته تكشف لنا عمله...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!