الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تمتلك فرنسا وسائل خوض الحرب ضد روسيا

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 3 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


منذ 2022، بعد التوغل الروسي في شرق أوكرانيا بدأت فرنسا تطرح على نفسها هذا السؤال: هل أمتلك وسائل خوض الحرب ضد روسيا؟
وبينما استمرت التوترات على الحدود الأوكرانية ولاح شبح العدوان العسكري في الأفق، عملت فرنسا على تشديد موقفها ضد روسيا. وهكذا أعلن إيمانويل ماكرون عن “رد” من فرنسا في حالة العدوان الروسي. لكن هل كانت فرنسا تستطيع تحمل تكاليف الحرب ضد روسيا؟
اكتفى إيمانويل ماكرون آنذاك باستعراض العضلات. وفي مواجهة تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا، أعلن رئيس الجمهورية عقب حديثه مع المستشار الألماني أولاف شولتز: "في حالة العدوان الروسي، سيكون الرد جاهزا وستكون التكلفة باهظة جدا. ورغم تهديدات القوى الغربية، لم ترتعد فرائص فلاديمير بوتين، وبدأ الكرملين للتو مناورات عسكرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، على الحدود مع أوكرانيا. صباح يوم الثلاثاء 26 مارس 2022، اجتمع مجلس الدفاع الفرنسي. لكن، هل تمتلك فرنسا الوسائل لشن حرب ضد روسيا؟ إجمالا وسائلها غير كافية؛ ذلك أن فرنسا تمتلم بالفعل وسائل مادية وتكنولوجية لشن الحرب، وقد أثبتت ذلك خاصة خلال وجودها في منطقة الساحل. بيد أن الحرب ضد روسيا أكثر تعقيدا بكثير. لهذا، أطلقت القوات المسلحة الفرنسية لقب "تيتان" على سيناريو حرب مماثلة في إشارة إلى البطل الذي لا يقهر في التراجيديا اليونانية. حكاية تكشف مدى الصعوبة التي ستفرضها الحرب ضد فلاديمير بوتين. وفي ذلك الوقت، ظهر الجيش الفرنسي غير قادر على نشر ما يزيد على 15 ألف رجل والألف مركبة مدرعة المطلوبة في حالة نشوب حرب ضد روسيا. بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير لمجلس الشيوخ لعام 2020 إلى النواقص المادية للجيش الفرنسي.
ومع ذلك، وإدراكاً منه لنقاط ضعفه، عمل الجيش الفرنسي على تعزيز ترسانته. والهدف هو أنه بحلول عام 2025، ستكون فرنسا قادرة على مواجهة عدو من نوع "العملاق" مع حلفائها إذا أصبح سيناريو الحرب ضروريا. وللقيام بذلك، يقوم الجيش، الذي يبلغ قوامه 98 ألف جندي، بتعزيز تدريباته.
وفق المنطق الذي فرضته تطورات الحرب في أوكرانيا، تستعد فرنسا، بحسب روسيا، لإرسال فرقة من 2000 رجل تقول موسكو إنهم بمثابة "أهداف ذات أولوية” للجيش الروسي
ويزعم جهاز المخابرات الخارجية التابع للكرملين أن لديه معلومات ذات صلة بالموضوع.
حاول إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي توضيح موقفه بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، مؤكدا من ناحية أنه لا يريد أبدا أن يكون في موقف هجوم ضد روسيا بينما يكرر موقفه المبدئي: ألا يستبعد أي شيء.
نقلت وكالة الأنباء الرسمية للنظام تاس، الثلاثاء، عن مسؤول روسي كبير قوله إن لديه معلومات تفيد بأن فرنسا تستعد لإرسال جنود إلى أوكرانيا.
أكد مدير جهاز المخابرات الخارجية (SVR، المرتبط مباشرة بالرئيس فلاديمير بوتين) في الاتحاد الروسي أن وحدة فرنسية تستعد بالفعل لـ
ويقدر سيرجي ناريشكين أنه "في المرحلة الأولية، سيكون هناك حوالي 2000 رجل".
وأضاف أن هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي تخشى من إمكانية نقل مثل هذه القوة الكبيرة بشكل سري وتمركزها في أوكرانيا.
سيصبح هؤلاء الرجال "هدفا مشروعا ذا أولوية للقوات المسلحة الروسية. وهذا يعني أنهم سيواجهون نفس مصير جميع الفرنسيين الآخرين الذين ذهبوا إلى روسيا [للقتال]"، كما حذر رئيس المخابرات الخارجية في الختام.
ينبغي أخذ هذه التصريحات بحذر في سياق حرب المعلومات التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا وحلفائها.
لكن فرنسا وصفت يوم امس الثلاثاء التصريحات التي أدلى بها رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية بأنها "استفزاز غير مسؤول".
وبالمقابل، زعمت موسكو في وقت سابق أن "مرتزقة" فرنسيين موجودون بالفعل في أوكرانيا وأن عددا كبيرا منهم قتلوا، دون تقديم دليل، وهو ما تنفيه باريس بانتظام.
في خضم هذه الحرب الإعلامية، لم يفوت الجاتب الروسي الفرصة للإشارة إلى حملة نابليون الروسية عام 1812، والتي انتهت بفشل مرير للإمبراطور الفرنسي، وكانت نهايتها معركة بيريزينا الشهيرة. يقدر المؤرخون الخسائر الفرنسية في هذه المعركة بما بين 200.000 و250.000 رجل على الأراضي الروسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل