الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الطحن .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 3 / 29
الادب والفن


مقامة الطحن : تجاذبات في الرد على قصيدة / كحجري رحى , للشاعرة عالية محمد علي

من أي شيء يأتي الشعر؟ ومن أي باب يدخل إلى الوجدان ؟ هل من دروب الأنكسارات والاستدعاء المتواترلمشكلة قلب عصيّ على الموت والاستسلام ؟ أم من نثار التفاصيل اليومية, وشقشقة الروح الهائمة في ألأحلام ؟ أم من جدل الذات للذات ، والمراوحة المتجددة كلما نستدير أمام مرآة البوح ؟ أم يا ترى من الاحتماء بالشعر والتخيّل المتكئ على شعرية السيرة الذاتية في تماسها مع المكان , وفي اللحظات القلقة من العمر ؟ هنا يقع طحن الرحى ..وحنين القمح المسحون , بعد ان مرق سهم شاتل الورد . تغرفين من البحر لبطلة قصيدتك لتشرب , ولا تزداد منه الا عطشا , ولمسة الزر التي تحول العالم الواقعي الى عالم أفتراضي , دلينا عليها فكلنا ملتاع حد الطحن . تتدفقين شعرا وأبداعا , وتظلين مابين اللحظة واللحظة تحرقين أجنحة الكلمات كي لا تتسلل من الضمير ، وتتداخل الرؤى لكن المتلقي يستطيع أن يتلمس و(يرى) دون دليل . تختبئ الاحلام , ورغم انها تعيش حياة هادئة آمنة ألا أنها تجدها ليسَت مادة جيدة للخيال , وتتذكر للحظة ان هناك شيئا اسمه الحب ذلك الذي لا ينبت اعتباطاً كالنبتة البرية وإنما يُغرَس بعناية , لحظة مارقة فقط تجعلها تسطرها بنص حارق لاهث متورم القدمين يتسلل من ضميرها . أتذكرين قصيدة محمود درويش التي يقول فيها ((وأنسى, بعد حينٍ, في لقاء العين بالعينِ... بأنّا مرة كنّا, وراءَ الباب, اثنين)) , ذكرتني بها لحظة بطلتك عندما أنعكس الفراغ بالمرآة , هناك لحظات في الروح لا تمحوها الأيام , كتلك النظرة الخاطفة والسريعة التي تسلل طيفها في الروح بطريقة الحسرة الممزوجة بالتمني .... وفيها ومنها تماهى وجودها وبقي عالقا في الذاكرة....وصار التساؤل عنها من بعيد يدهمها بين الحين والحين , لقد كانت واحدة من تجليات الإنسان في رومانسية أحلامه المتحدة التي يظل شبحها مجرد ذكرى تمر كلما هدأت النفس ودامت في التمني . قديما قالت العرب : البعض تعيش معه عمرا , لا تذكر منه لحظةً , والبعض تعيش معه لحظة تتذكرها طول العمر و أول ما يكسر هو القلب , وأول من يكفر هو العقل , وندرك متأخرين جداً أن ما رأيناه ليس ماءاً بل سراباً في سراب , ذلك هو الحزن اللقيط المتدثر بالأماني المتبناة لبطلتك , وها هي قد عبرت كل المسالك والممرات وجاءت فقط لتدق على بوابات القلبِ الموصدة , وتريد أن تنام فيه ، فالبرد خارجه قاتل , والعواصف تشل القدم وتمتص كل الحواس ، فمن أين يأتي الهدوء ؟ قرأت لجبران قوله : الصمت والكتمان احرى بمن يعشق . نصك يذكرني بعريان السيد خلف حين يقول: (( وبكيف الظروف نعيش ... محد عايش بكيفه )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور