الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة المياه اصبحت واقعا

عبد الكريم حسن سلومي

2024 / 3 / 29
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


واجهت ادارات المياه بالعالم كافة تحديات كبيره خلال القرن ال20 الماضي بسبب زياد ة السكان مما ادى ذلك الى صعوبة الحصول على المياه النقية والنظيفة الصالحة للاستخدامات المتنوعة
ففي بعض الدول اصبح الحصول على المياه الصالحة للشرب شيء صعب حتى وان استطاعت هذه الدول التأقلم مع ظاهرة التغير المناخي لكن يبقى وضع الحصول على مياه الشرب خطير ومخيف ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض المدن والدول من فيضانات لكن تتعرض البعض الى الجفاف القاسي وهناك مناطق كثيرة تشهد هطولا متفاوتا للأمطار وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها مما يؤدي لفقدان مواسم زراعيه بالكامل وبالتالي وقوع مجاعة ويتوقع أن تشهد العقود المقبلة توترات وسوء تغذية بسبب ندرة المياه في المناطق القاحلة ما سيؤدي ذلك لهجرات جماعيه وبذلك فالحق مع الكثير من المراكز البحثية والشخصيات العالمية في تحذيرها من نشوب حروب المياه في المستقبل
الماء سر الحياة
المياه الصالحة للشرب أصبحت سلعة عزيزة وقد تجاوز سعرها في بعض الدول سعر الوقود. فبالرغم من أن المياه تغطي سطح الكرة الأرضية بنسبة 72 بالمائة إلا أن نسبة المياه الصالحة للشرب لا يتجاوز 0.3 بالمائة من مخزون المياه في الكرة الأرضية. ووفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2006 فإن 20 بالمائة من سكان الأرض (1.1 مليار إنسان) يفتقرون إلى موارد عذبة للمياه وستزيد هذه النسبة لتصل إلى 30 بالمائة من السكان عام 2025. بينما يفتقر 2.6 مليار إنسان(40 بالمائة من سكان الأرض) إلى شبكات للمجاري والصرف الصحي. وهي القضية التي لاقت اهتمام في أعمال أسبوع المياه الدولي في ستوكهولم فكل عام يصاب أكثر من مليار شخص بسبب المياه بالأمراض وفي كل دقيقة من كل يوم يموت 22 شخصًا لأنهم لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من المياه الصالحة للشرب ويعانى الكثير من الناس اليوم من نقص المياه الصالحة للشرب ويموتون بنسب أكثر مما كان يموتوا بسبب الحروب والنزاعات المسلحة والأطفال هم أكثر من يعاني فكل عام يموت 3 مليون من الأطفال من الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا واضطرابات الاسهال وغيرها
أوروبا وشحة في مياه الشرب
ان مشكلة نقص المياه لا تقتصر على الدول النامية فحسب إنما تشمل أيضا الدول الغنية. فقد أعربت المفوضية الأوروبية مؤخرا عن قلقها الشديد من النقص المستمر في مصادر المياه في أوروبا. فوفقا لدراسة حديثة أجرتها المفوضية فأن غالبية الدول الأوروبية تستهلك كمية من الماء تفوق مخزونها مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية. يذكر أن بعض المصانع في ألمانيا اضطرت إلى إغلاق أبوابها عام 2003 نتيجة لنقص المياه.
اسباب ظهور تجارة المياه
ادت الزيادة الكبيرة في عدد السكان بالعالم خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين الماضي وخلال الربع الاول من القرن الحالي الى زيادة التحديات بشأن موارد المياه حاضرا وستكون خطيره مستقبلا فبسبب زيادة السكان زاد الطلب على المياه بنسبه كبيره مما حدى بالدوائر الإمبريالية العالمية ليقدموا النصح المضلل للاقتصاديين والسياسيين اصحاب القرار بأن اصحاب المال والشركات هم القادرين على مواجهة التحديات و شحة المياه والعجز فيها
واليوم بات واضحا ان العديد من الدول بدأت تفكر وتسعى للاستفادة من الاتجار بالمياه وخاصة الدول التي لديها فائض ووفره في المياه العذبة وكذلك اصحاب رؤوس الاموال والشركات الذي يسعون لتحقيق أرباح جيدة من تصدير المياه والمتاجرة بها لأنها مورد يحتاجه كل الكائنات الحيه وبات اليوم الكثير من ساسة العالم الرأسمالي والامبريالي يتفق على أن قوى السوق هي الأفضل قدرة على حل قضايا ومشاكل وازمات المياه بينما المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان ومختلف شرائح المجتمعات يعارضون النظر إلى المياه من الناحية الاقتصادية وهم اليوم يقومون بالتصدي واتهام اتفاقيات التجارة الدولية والمؤسسات الاقتصادية الدولية بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمحاولة خصخصة الموارد التي يعتبرونها حق أساسي من حقوق الإنسان وقد أدى عدم وجود فهم مشترك في مسألة النظر إلى المياه كسلعة أو حق أساسي من حقوق الإنسان إلى مناقشات ساخنة وحادة بين المهنيين القانونيين والاكاديميين وبين المنظمات المالية الدولية واليوم تواجه دول كثيرة في العالم مشكلة شح المياه وأزمة في مياه الشرب لذلك لابد من العمل الجاد لاتخاذ التدابير الملائمة لرفع كفاءة الري والمحافظة على المياه الجوفية واستمرار توسعة الرقعة الخضراء مع الاستفادة من المياه المعالجة
تغطي المياه أكثر من 70 بالمائة من مساحة الأرض لكن هذا لا يعني بأن مياه الشرب متوفرة بكثرة. إذ فقط 2,5 بالمائة من المياه على سطح الأرض صالحة للشرب وهو أمر مثير للقلق فإن المياه العذبة تشكل 3 بالمائة فقط من المياه على الأرض. وتشكل المناطق الجليدية والأنهار المتجمدة أغلب مصادر المياه العذبة مما يجعل ما هو متاح أقل من واحد بالمائة وهو ما يمكن استخدامه للشرب والزراعة.
نزاعات مسلحة مستقبلا بسبب المياه
تعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم افتقارا للمياه فبالرغم من أنها تضم 5 بالمائة من سكان العالم فإنه لا يتوفر فيها سوى 1 بالمائة من مخزون العالم من المياه. لذلك تذهب بعض آراء الخبراء إلى أن المياه قد تتحول إلى سبب للحروب القادمة بسبب النقص المتزايد في هذه الثروة الطبيعية الحيوية.
على سبيل المثال النزاع حول نهر الحاصباني بين إسرائيل ولبنان إضافة إلى الخلاف بين دول حوض النيل حول حصة كل دولة وأيضا الخلاف التركي السوري العراقي بسبب السدود التي تبنيها تركيا على منابع نهري دجلة والفرات وخلافات بين العراق وايران كلها تحديات قد تعجل بحروب المياه .
كما ان الحروب التي تندلع لا سباب اخرى تؤدي لازمات بالشأن المائي فبسبب الحرب بسوريا تعمقت ازمة المياه بلبنان والاردن ايضا فقد سبب النزوح للاماكن الجديدة من جراء الحروب بنقص بالمياه فقبل اندلاع الحرب الأهلية بسوريا عانت سوريا من اطول فترة جفاف ومع انقضاء 3 سنوات جفاف عام 2010 نزح جبرا مليون ونص مواطن وانتقلوا من شمال شرق سوريا الاكثر جفافا واستقروا بدرعا الجنوبية ليعملوا بصفة مزارعين
**ومن جراء الحرب والجفاف فقد يتقلص انتاج سوريا من الحبوب (القمح)الى حوالي الثلث عما كان قبل الازمه وهو كان يقارب 3,5 مليون طن وهذا سيعرض الامن الغذائي لهزه كبيره حيث حوالي 6,5 مليون شخص بسوريه حوالي ثلث السكان يحتاجون لمساعده غذائية عاجله هذا اضافة لا كثر من 3 ملايين لاجئ يعيشون بالدول المجاورة علما ان النزوح للبنان قد ترك اثارا خطيره على الامن الغذائي بلبنان وقد ذكرت وزارة بيئة لبنان في 2014(ان هذا البلد الصغير قد استضاف اكثر من 40% من النازحين السوريين بالمنطقة اي ما يقارب 1,8 مليون نازح من ك1 سنة 2014)
بالإضافة لزيادة كمية النفايات في بلد اصلا يعاني من أزمة معالجة النفايات وسبب النزوح مشكلة بموارد المياه وقد زاد الضغط على استهلاك موارد المياه العذب بنسبة اكثر من 9% والى القدرة المحدودة بلبنان بمعالجة مياه الصرف الصحي التي لا تتعدى نسبة 8% على الصعيد الوطني اصلا وبذلك فان الارتفاع بكمية المياه المبتذلة الناتجة عن ازمة سوريا ادى لتفاقم الوضع وتزايد التلوث في المياه والارض
ومع استمرار تدفق اللاجئين تم التعدي على الاراضي الزراعية والنظم الأيكولوجية حيث ارتفعت الكثافة السكانية من 400 الى 520 نسمه/كم2 مع ما ينتج من توسع عشوائي بالمدن من جراء ذلك
لكل ذلك كله نقول لابد للعالم العربي عامة والعراق خاصة ان يوضعوا خطط استراتيجيه لمواجهة تسعيرة مياه الشرب وتغير اساليبهم بادارة المياه لكي لايعيشوا الازمات حتى على مستوى مياه الشرب




المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي
27-3-2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي