الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدفة لن انساها (قصة قصيرة)

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2024 / 3 / 30
الادب والفن


اسكن في مدينة هادئة قليلة الصخب سكانها طيبين سلوكهم ملتزم بالاخلاق و السيرة الحسنة يحترمون الصغير و الكبير وذلك ما دفعني الى الاستقرار فيها بعد ان تركت وطني منذ اكثر من عشرة سنين ، احببت هذه المدينة واحببت اهلها ومناطقها ومحلاتها و اسواقها ، ورغم اني لم اعقد او ابني علاقات اجتماعية مع السكان وحتى الجيران الا اني كنت اعامل و اتعامل باحترام مع اي من التعاملات اليومية الطبيعية مع الباعة و اصحاب المحلات . فحياتي روتينية و رتيبة ومع ذلك فقد اعتدت ان اخرج للتسوق كل يوم اربعاء فأذهب الى سوق المدينة الرئيسي لاوفر احتياجات المنزل من مشتريات المواد الغذائية و الخضروات الطازجة المعروضة و المتوفرة في السوق والتي تكون هناك بأسعار رخيصة ولن احدثكم عن الخيرات والنِعم والجودة التي تجدها في سوق الخضار مما أنعم الله على مزارعهم الموسمسية ، وكنت اخرج قبل الظهر بقليل لكي اكون قرب احد الجوامع في مركز المدينة القريبة من السوق كي استطيع ان اؤدي فريضة الصلاة عندما يحين وقت صلاة الظهر . في ذلك اليوم حدث لي امر لن انساه طيلة حياتي فأنا لست ملتصق بشعائر الدين فأكون متدينا ولا رجل دين لكني اوفي التزاماتي الدينية على قدر المستطاع . في ذلك الاربعاء خرجت متأخرا قليلا وخلال تجوالي للوصول الى مركز المدينة كنت اتعمد ان ابطيء خطواتي في المشي و انا اناظر المحلات و معروضاتها ، و مر الوقت دون ان اشعر حين سمعت صوت اذان الظهر و انا امام باب الجامع ولما كنت متوضأ ومستعد للصلاة ، أسرعت بالدخول الى الجامع و وجدت مكانا لي في متنصف الصف الاول وما هي الا دقائق حتى سمعت صوتا يقول قفوا واصطفوا واعتدلو في صفوفكم يرحمكم الله فأنتظمنا فورا وكان إمام الجمع قد وقف في مقدمة الصف وقد رفع يديه ليقيم الصلاة بعد ان فرغ المؤذن من الاذان ، بدأ الإمام بالصلاة ثم السجدة الاولى ثم الثانية و عند النهوض من السجدة الثانية سمعت كما سمع غيري في الصف الاول صوت اطلاق غازات من جهة الإمام الذي يئم بنا ثم ساد الصمت لثوان ، ثوان مرت ثقيلة وكانت نظراتي موجهة اليه .. مرت الثوان الثقيلة وفجأة استدار ناحيتي والتقت عيني بعينه وهو يوجه كلامه لي قائلا ، اتمم الصلاة او اقمها من جديد يا اخي أجرك الله … وتركنا وخرج مسرعا وكان الخجل واضحا عليه … لكن في الحقيقة ان الخجل و الارتباك قد نالا مني اكثر منه وشعرت اني في موقف صعب لم اواحه مثله من قبل. لكني وقبل ان تمضي تلك الثوان الثقيلة تشجعت و تحركت لأكون في المقدمة لأقف في مكان الإمام لأكمل الصلاة مناديا الله اكبر وانا في مكاني أئم المصلين لكي نكمل الصلاة … وفعلا اتممت الصلاة بخير … وبعد ان سلمنا ذات اليمين و ذات اليسار و الدعاء الذي القيته قمت بالألتفاف للخلف لأشاهد المصلين وهم ينهضون ليغادرو المسجد فوجدت الإمام المفزوع خلفي وهو يبتسم ويقول احسنت اخي المسلم بارك الله فيك ومد يده ليصافحني فتناولت يده و انا اقول عفوا يا إمامنا انه فضل من الله نحمده و نشكره على فضله وعاد فشكرني مرة ثانية ، لم ولن انسى هذا الحدث الكبير في حياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع