الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – في ذكرى يوم الأرض

زياد الزبيدي

2024 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


أولغا ستريلتسوفا
كاتبة صحفية روسية
صحيفة زافترا الالكترونية

3 أبريل 2018

في 30 مارس/آذار، عندما احتفلت فلسطين بيوم الأرض تخليداً لذكرى الستة الذين قُتلوا عام 1976 أثناء احتجاج على مصادرة إسرائيل للأراضي العربية، قُتل 18 فلسطينياً وجُرح حوالي 1500 على يد القوات الإسرائيلية بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل. وطالب المتظاهرون غير المسلحين، الموجودين على أراضيهم، فقط بعودة اللاجئين إلى وطنهم الأصلي. وأعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس يوم 31 مارس يوم حداد وطني(هذه أحداث 2018).

كان يوم 14 مايو 1948 (يوم تأسيس دولة إسرائيل) مأساة للشعب الفلسطيني الذي طرد من أراضيه. ويسمي الفلسطينيون يوم 15 مايو، وهو اليوم التالي لإنشاء دولة إسرائيل، بيوم الكارثة (النكبة).

يقول المستشرق شامل سلطانوف: “قبل 70 عامًا، فقد الفلسطينيون وطنهم فعليًا، وخسروا الحق في الحرية، والحق في الاستقلال، وحقهم في الحياة.
هذا العام، قررت حركة حماس البدء بسلسلة من التحركات السياسية السلمية على شكل مظاهرات ومسيرات بشكل خاص – في قطاع غزة، وبلغت هذه التحركات ذروتها بحلول 15 مايو/أيار، عندما تعتزم الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، وإسرائيل – تحتفل بالذكرى ال70 لقيامها.
يريد الفلسطينيون بتحركاتهم أن يلفتوا انتباه العالم أجمع إلى مأساتهم، يريدون أن يظهروا أن الشعب الفلسطيني لا ينسى هذه المأساة، الشعب الفلسطيني يتذكر ذلك، على عكس الكثير من الشعوب التي تنسى وطنها وجذورها. وفي 30 آذار/مارس، نُظِّمت مظاهرة ضمت عدة آلاف في قطاع غزة على طول الجدار مع إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الأماكن يكون هذا جدارًا حقيقيًا بالفعل، وفي البعض الآخر يكون عبارة عن أسلاك شائكة، والتي تفصل قطاع غزة عن أراضي دولة إسرائيل. ونشر الإسرائيليون قناصة على الحدود على طول الجدار وقالوا إنهم سيطلقون النار بهدف القتل. وعندما اقترب الفلسطينيون من هذا الجدار، أثناء تواجدهم على أراضيهم في قطاع غزة، ، تم استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والأسلحة النارية ضدهم. القتلى هم من الشباب حصرا. في الواقع، كانت هناك مذبحة. ونحن نرى أنه مثلما أنشئت إسرائيل عام 1948 على الدم، فإنها تحتفل الآن بالذكرى السبعين لتأسيسها على الدم. هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا هم ضحايا ابرياء".

كلام الجانب الإسرائيلي بشأن ما حدث مذهل. وهكذا "أفادت الخدمة الصحفية للجيش أنه ردا على أعمال العنف خلال الاحتجاجات على الحدود يوم الجمعة، استخدم الجنود إجراءات السيطرة على الحشود". ماذا! إن قتل الأشخاص العزل على أراضيهم هو بمثابة سيطرة على الحشود. عندما يكون لدينا في موسكو "سيطرة على الحشود" من الليبراليين، لا سمح الله، فإنهم إذا اصيب شخص ما بكدمة، يبدأ الصراخ العالمي والاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ماذا عن المجتمع العالمي، الذي يشعر بالقلق الشديد بشأن التسمم الغامض للجاسوس الروسي سكريبال في بريطانيا؟ هل تم وضع السم له ام لا - الموضوع يلفه الضباب. وإذا تم تسميمه فمن الذي فعل ذلك؟ مما يضفي المزيد من الضبابية. ولكن بالفعل – سمعنا الصراخ وفرض العقوبات!
وهناك (في غزة) – كل شيء واضح: هنا القتلى العزل، وهنا القتلة المسلحون حتى الأسنان. هل حياة الإنسان لا تقدر بثمن في كل مكان، أم أن هناك مناطق تكون فيها أرخص أو أكثر تكلفة؟ أين ميزان هذه القيم ومن يحددها؟

وقد اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالفعل. و ماذا حصل؟ لم يتم اعتماد مشروع بيان مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة (الذي اقترحته الكويت). "الخلاف الرئيسي في المواقف حدث بين الكويت والولايات المتحدة." والولايات المتحدة، إذا نسي أحد، هي صانع السلام الرئيسي وماسحة دموع الأطفال على هذا الكوكب. لكن قتل 18 شخصاً لا يعتبر جريمة! وعرقلوا مشروع البيان حول الوضع في قطاع غزة. ودعا أعضاء مجلس الأمن الدولي فقط “جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد”. كما دعا مجلس الأمن إلى “إجراء تحقيق مستقل وشفاف في جميع الحوادث والامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان”. ما هي الحقوق التي يتمتع بها المقتول؟ من يقتل - ماذا يتبقى له من حقوق؟.

ووفقا لمكسيم شيفتشينكو، "هذه جريمة أخرى للنظام الصهيوني، ومحاولة أخرى لتحويل الأحداث السياسية الكبرى في العالم والمنطقة إلى أكتاف الشعوب. وكما هو الحال دائما، سيدفع الفلسطينيون واليهود ثمن ذلك. اليهود، الذين يتمتعون بتفوق تقني كبير، سيكونون الجلادين والمضطهدين، والفلسطينيون يلعبون دور الضحايا. يتم تحريضهم ضد بعضهم البعض وتلعب بهم القوى العالمية الرأسمالية الكبرى والإمبريالية المالية في نفس الوقت. الفلسطينيون المقتولون – هم إخوة لي . لن ننساهم ابدا . ما حدث هو أكثر مأساوية لأنه حدث عشية عيد الفصح. حتى أن البعض يرى شيئا من الطقوس في هذا. ولكن ليس هناك حاجة للوقوع في هذا النوع من التصوف. ما حدث هو مظهر آخر من مظاهر القسوة وعدم إطفاء هذا الصراع في الشرق الأوسط.
إن شكل الدولة التي أنشأها الإمبرياليون الغرباء بشكل مصطنع متضخمة بالدماء والجرائم، كأنما نمى لها الجلد الثاني. وكلما أصبحت متضخمة بالدم والجرائم، كلما زادت القوى المهتمة باختراع أساطير تبرر الدماء والجرائم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي