الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبّت يدا أعداء العراق

نضال الشمخي

2006 / 12 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


مجزرة أخرى تضاف الى مجازر البعث والأرهاب عندما فجرّ أعداء العراق عصر أمس ثلاث مفخخات في شارع يعتبر واحد من اكثر مناطق بغداد ازدحاما ويعج بالمتسوقين عصرا حدث هذا في الساعة الرابعة والنصف عصرا في منطقة الصدرية.
كنت أعرف هذه المنطقة وأنا صغيرة عندما كنت أذهب الى منطقة العوينة مع أهلي لزيارة الأقرباء, هناك كانت تكنس الأرض وتنظف من مزابل السوق (صباحا) ليتيح عصرا لشباب المنطقة الفقيرة ممارسة لعبتهم المفضلة كرة القدم, شباب كانوا في عمر الزهور منهم من استشهد في محرقة القادسية ومنهم من دفن في المقابر الجماعية ومنهم من غادر الوطن بحثا عن مكان أمن هو وعائلته.
شباب خليط من مختلف الأديان والطوائف منهم التلكيفي والأرمني والأثوري ومنهم المسلم الشيعي والسني والملحد واليزيدي وغيرهم , وان دل هذا فأنما يدل على مدى تماسك بنية الشعب العراقي ومدى تحرره من العقد القومجية والطائفية, كانوا جميعا يجمعهم حبهم للحياة والعراق.
المنطقة كانت تعج بالأكراد الفيلية الذي شتت شملهم المجرم صدام فقتل شبابهم وسفرت نسائهم وأطفالهم الى أيران (وهذه التسفيرات تذكرني دائما بواقعة كربلاء) فقد اتبع صدام نهج جده الأعلى السفاح يزيد بن معاوية عندما قتل الحسين وشباب أهل البيت وسبى نساءهم الى بلاد الشام, وقد تجاوز صدام بوحشيته نهج جده الأعلى يزيد فلم يسبى النساء فقط وانما أعتدى على شرف الفتيات بواسطة جلاوزته المجرمة ليضيف لدموية حزب البعث سلسلة اخرى من جرائمه التي فاقت كل جرائم العصور ووحشية جبابرته. ولتبقى وصمة عار في تاريخ البعث العار.

منطقة الصدرية لن تعرف يوما تميزا قومجيا او دينيا او طائفيا يجمهم فقط حبهم للوطن واحترام بعضهم البعض وكرههم جميعا للبعثيين فالبعثي في تلك المنطقة يعتبر نشازا ويكون محتقرا من كافة الجهات فالبعثي يعني الكره, الحقد, العنصرية, التجسس, الرذالة, الدناءه, الخسة, الفساد الأخلاقي,الخ .....في كل مايحوي قاموس اللغة العربية من كلمات تليق بالبعثيين ومؤيديهم في الداخل والخارج ومن ضمنهم العار بنت القذافي وبشرى الحقود!
عجبي انني لأرى حتى مدينة صدام تحمل اسما مخالفا ونشازا ايضا بين أقضية العراق فهي أسما على مسمى تدل على اعوجاج وتفسخ تلك العشيرة الأ وهي (العوجة)!
أتصلت بأخي اليوم لأسمع اخبارهم ولا أقول اطمئن عليهم لأن الضحايا هم أهلي وأبناء شعبي, وجاءني صوته مؤثرأ ولأول مره اسمعه يبكي, قال:- انها كارثة ومجزرة حقيقية, عدد القتلى تجاوز60 شهيدا وعشرات الجرحى, الأشلاء متناثره في الشارع, حتى الشقق القديمة انهارت بعوائلها كان يبكي ويقول هل تتحمل الصدرية ثلاث مفخخات السوق ملئ بالناس الأبرياء من مخلتف الأديان والطوائف , أذن:- العملية كانت مستهدفة كثافة الناس في المنطقة وليست الشيعة فقط , أصدقاءه وأحباءه الذين ودّعهم عند غلقه للمحل عصر أمس قبل وقوع الحادثة لن يراهم مرة اخرى فلقد كان الوداع الأخير بينهم ! مصيبة لن يدركها الاّ من يعيش المأساة يوميا, كنت ابكيه وأبكي الوطن والضحايا.

من ينقذ العراق وصرخاتنا أزعجت حتى السماء!
العيون تبكي والجروح تنزف وكوكبة الشهداء تمر أمامنا يوميا شاهدا على بربرية البعث والأرهاب, ومجزرتهم هذه دليل على حقد تلك الوحوش على العراقيين بكل طوائفهم وأديانهم وقومياتهم وسيبقى العراقيون نسورا تتحدى كل زواحف الأرض وجرذانه المخبئة في الحفر كما سفاحهم المجرم صدام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل