الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتل بحماية العاهل

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 3 / 31
القضية الفلسطينية


حتى في قلب إسرائيل يحق لكل يهودي التظاهر ضد نتنياهو والبصق على صورته، والمطالبة برحيله ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين في غزة. وفي البلدان الاوروبية الداعمة لإسرائيل يحق لكل مواطن التظاهر ضد قاتل الأطفال، فحرية التظاهر وحقوق الاحتجاج والاعتصام والاستنكار مكفولة ومضمومة للجميع بحكم القوانين والأعراف التي آمنت بها الشعوب والأمم. باستثناء المملكة الأردنية التي باتت تطارد شبابها وتعتقل شيوخها دفاعا عن نتنياهو، وحرصا منها على عدم المساس به، وقد تكررت امام أعيننا مشاهد الشرطة الأردنية التي نزلت بكامل قوتها إلى شوارع عمان لمنع التظاهرات المنددة بحملات الإبادة. .
فقد قدمت لنا حكومة الأردن صورة حية عن الصهيونية الوظيفية، صورة للملك المؤمن الصائم المصلي لكنه يؤدي الوظائف المنوطة بالحرس الشخصي لنتنياهو. .
ففي كل ليلة يخرج الشعب الأردني بعد صلاة التراويح. ينددون ويطالبون ويهتفون امام السفارة الاسرائيلية في عمان، بينما يجلس السفير في شرفته. يشرب القهوة ويتحدث مع سكرتيرته بابتسامة عريضة، يجلس مطمئنا من عدم المساس، مؤمناً بقدرات الشرطة الأردنية المكلفة من الملك نفسه بوجوب حمايته، ولديهم صلاحية كاملة لاستخدام القوة اللازمة ضد اي موطن يتجرأ على شتم نتنياهو أو يتطاول على مقام زوجته سارة. .
على مدى ستة اشهر يواصل ابناء الشعب الأردني احتجاجاته ضد جرائم إسرائيل من دون ان يكون لهم اي تأثير على تدفق الشاحنات الأردنية المتوجهة إلى تل ابيب. تماما على عكس التصريحات التي ينكر فيها رئيس الوزراء قوافل الشاحنات، ذلك لأن الملك نفسه هو الذي يدعمها ويفسح لها الطريق ويشحنها بما لذ وطاب من الفواكه والخضروات بأمر من نتنياهو. .
تتعالى الصيحات والهتافات في محيط السفارة الإسرائيلية كل ليلة: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود. ففي بوابة السفارة تقف كتائب من الجنود المسلمين الصائمين المدججين بالسلاح، معظمهم من أبناء العشائر والقبائل العربية الأصيلة، لكنهم على استعداد تام للقتال حتى الموت دفاعاً عن السفارات المشاركة في العدوان على الصائمين الجائعين في غزة. . كتائب مهمتها قتل كل من تسول له نفسه الدفاع عن المسجد الأقصى. .
وتستمر الاعتصامات، من دون ان تكترث الحكومة الأردنية الداعمة لإسرائيل، والتي دأبت على ارسال طائراتها لقصف غزة بالمظلات المثقوبة. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية