الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيضا من سمات البرجوازية الاردنية القمع والاذلال للطبقات الشعبية الكادحة

وليد حكمت

2006 / 12 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كنا حينها طلابا في الثانوية العامة عندما اندلعت أحداث عام 89م التي جاءت احتجاجا على قرارات رفع الأسعار وهتك الاستار التي صدرتها لنا البرجوازية الاردنية بشكل مفاجئ ودون سابق انذار وتنبيه وكانت النسبة في رفع الاسعار حادة أتت نتيجة لترحيل أزمات وقرارات سياسية لا شأن لنا بها ولا ناقة لنا فيها ولا جمل,, احتج سائقو التكسي أمام مبنى محافظة معان وطلبوا مقابلة المحافظ ( جمال المومني) فرفض استقبالهم وكان رده عنيفا ونبذ أولئك الكادحين بأبشع الالقاب فما كان منهم الا ان توجهوا الى المدرسة الثانوية حينها اخبروا الطلاب بنيتهم للاحتجاج والتظاهر فاندفع طلاب الثانوية بالمئات وتوجهوا الى شوارع المدينة منددين وهاتفين ( فليسقط زيد الرفاعي) وهو رئيس الحكومة الأسبق في تلك الحقبة .. تأزمت الأوضاع وتفاقمت وامتدت الى باقي مدن المملكة باستثناء المدن الكبيرة , لم تفلح قوات مكافحة الشغب وقوات حرس البادية في قمع المتظاهرين الذين كانوا يتدفقون الى الشوارع بالآلاف يشعلون الاطارت ويقيمون الحواجز على الطرق مطالبين الحكومة بالتراجع عن قراراتها في رفع الأسعار التي بدورها قتلت القدرة الشرائية للمواطن فهل سيتحمل المواطن عواقب ونتائج قرارات البرجوازية السياسية والاقتصادية وهل سيتحمل بذخ وترف وفسوق البرجوازية .

دخل الجيش وحوصرت المدينة وشنت حملة اعتقالات شملت المئات من شباب ورجالات المدينة تم الايقاع بهم ووضعهم في المعتقلات تحت التعذيب الشديد بكافة اشكاله النفسي والجسدي من أجل سحب الاعترافات و
ترهيب كل من تسول له نفسه التفكير في التحريض أو القيام بأي عمل تعبيري سياسي أو اجتماعي او اقتصادي…

كانت الحكومة تتخبط آنذاك في قراراتها وكانت تمارس القمع عشوائيا الأمر الذي نتج عنه مقتل بعض شباب المدينة برصاص القناصة الذين تمركزوا على البنايات العالية وقت الأحداث… واصيب العشرات بجروح مختلفة واصابات اخرى كانت متعددة الخطورة..

اضطرت الدولة الاردنية تحت الضغط الشعبي المتزايد والانتفاضة النيسانية الشعبية الى انقاذ نفسها من الورطة التي تسببت بها واعادة ترتيب اوراقها وصياغة وتشكيل سياسات جديدة فكان الاعلان عن عودة الحياة الديمقراطية والانتخابات البرلمانية والغاء الاحكام العرفية والسماح لبعض الحريات الشكلية للظهور امام الجماهير.
القمع هو السلاح الوحيد لضرب اي احتجاج أو اي تعبير سلمي شعبي يراد به اشهار موقف سياسي وطني أو المطالبة بحق اقتصادي او اجتماعي … عام 89م كانت انتفاضة الجوع وكان عقابا القمع بكافة اشكاله وفي عام 1996م كانت انتفاضة الجوع وكانت عقوبتها القمع والحصار على بعض مدن المملكة وخاصة الكرك وفي عام 1998م كانت المظاهرات ضد ضرب العراق من قبل بريطانيا والولايات المتحدة فكان العقاب القمع والحصار وقطع الكهرباء والماء والاتصالات على ابناء الشعب الاردني في معان رافقه حملة واسعة من الاعتقالات المتضمنة صنوف التعذيب المستوردة والمحلية واسفرت الاحداث تلك عن استشهاد الشاب المدرس محمد الكاتب …..

وكما هي عادة البرجوازية في انزال العقوبات البدنية والنفسية بأسفل قاعدة الهرم الانتاجي والوظيفي فقد تحملت البرجوازية عناء اعتقال المئات وكابرت كثيرا على الرغم من حرجها وضيقها بتلك المئات من الشباب الذين ملؤوا السجون وقاوموا عمليات القمع داخلها رافعين رؤوسهم ينادون بالحرية والكرامة والعيش الكريم….

تلك البرجوازية التي تتشدق بالوطنية وتدوس الشرعية الديمقراطية باقدامها إن احست بشيء من التململ بين صفوف المقهورين من فئات الشعب المقهور والمستغل,,,,

في عام 2001م اعتقلت السلطات الاردنية شاب حدث السن في معان ونقلته الى مركز امني في اطراف المدينة حيث لاقى حتفه تحت التعذيب الذي مورس بحقه من أجل سحب بعض الاعترافات, وما كان من البرجوازية الا ان كابرت مجددا تلك البرجوازية التي يبرر لها افعاله وسلوكياتها القمعية ما يسمى بالمركز الوطني لحقوق الانسان والذي يشرف عليه ويديره شخص اشتهر بالقمع والاشراف على التعذيب للسجناء السياسيين وهو ( احمد عبيدات ) مدير المخابرات الاسبق

القمع لا يختص بمدينة معان وحدها بل يعم أرجاء الوطن الغالي من شماله الى جنوبه ولكننا عند التحدث عن سياسات القمع والاذلال نستشهد بمدينة معان التي عاصرنا بها كل تلك الممارسات معاصرة حية تلك البرجوازية القبيحة التي تتخمنا ليلا نهارا باكذوبة الديمقراطية والحرية وتعابيرها المختلفة
في عام 2002م مورست العقوبات الجماعية بحق المدنيين العزل في مدينة معان بحجة البحث عن مطلوبين اسلاميين لا يتجاوز عددهم البضعة اشخاص ,,, هكذا الادعاء لكن العقوبة شملت المدينة باطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها … وقد خط عنوانها تاجر الحديد والمقاول الفذ ورجل البزنس ( المهندس علي ابو الراغب) الذي هندس عمليات القمع فأحسن هندستها هو الطغمة العرفية التي اشرفت وادارت الحدث … فكان القتل لبعض الشباب أحدهم موظف جامعي والآخر عامل في مستشفى معان وآخر موظف بسيط وآخر شاب حدث ليس له أي علم بما يحدث,, اتبعها المهندس ابو الراغب بعمليات حرق بعض المنازل ( منزل خميس و عصري ابو درويش) وكانت الطائرات الباسلة تحلق في سماوات المدينة وتقصف البيوت وتصيب المدنيين

أعلى الشعوب قساور صيالة وعلى اليهود أرانب ونعام؟؟

ورافق تلك الحملة حملة اعلامية ظالمة قصد بها تشويه صورة المدينة المعزولة والتي جلها من الكادحين الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم ,, لكن كشف الاعلام المهتريء الجائر صاحب التقنيات المتخلفة مدى ابتعاده عن الموضوعية والتجرد وكافة الادبيات المهنية الملتزمة وهذا ليس غريبا عليه فهو الذي يحتضن الانتهازية المثقفة الاردنية المسترزقة من فتات البرجوازية والمروجة لها,, تلك الطبقة المثقفة منتجة ايدولوجيات البرجوازية البيروقراطية والزعامات القبلية الاردنية الرجعية التي كانت ابواق مطبلة ومزمرة ومؤيدة لتلك الحملات البربرية بحق ابناء الشعب في معان والاردن عامة….

البرجوازية تملك السلاح وتنفذ ما تريد وتأخذ ما تريد وتنهب وتشتت وتسطو في حين يقبع الشعب في اسفل الهرم ليؤدي وظيفة الطاعة لأولئك النفر الساديين الديكتاتوريين ,, وأما الصحفيون وسائر الابواق النفاقية فيقدمون المبررات لقتل وتعذيب واذلال الشعب هؤلاء هم المتاجرون بالقيم والمبادئ ودماء الاردنيين الشرفاء هؤلاء هم حثالة الشعب مصيرهم مزبلة التاريخ ومحرقة الشعب …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا