الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل الكُبرى تستجدي أمريكا العُظمى

عصام محمد جميل مروة

2024 / 3 / 31
القضية الفلسطينية


لقد ساد قديماً تحكم الطغاة الاولين وهم يكتسحون المعمورة شبراً بعد شبر حسب قراءات كثيرة إمتدت منذ بداية التواجد الانساني على هذه الارض التي يتصارع عليها عظماء العظماء وكبار الكبار واباطرة يستمدون فرضية سلطتهم القوية هِبةً من الألهة قبل الاعتماد الاخير والتوصل دينياً الى حسم قضية "" الله - الرب - الإله - الواحد - الأحد - منذ حضارات متعددة سادت في مهد الارض المقدسة ما بين النهرين والبحر المتوسط على طريقة اهم منظري فلسفة التكوين "" الاغريق في الجزر اليونانية ، التي انتشرت رائحة وعبق أعتناق الاديان وترك القوة لكل زعيم يرى في عنفه ترهيباً وترغيباً وقتلاً لكل من يرفع الرماح بوجهه . هكذا سادت السبعة الاف عام السابقة وتسردها اخبار الحرب اليوم في قراءة مجتزأة لما يسود العالم المتمدن الخارج من بطون العنف والقوة وحتى الإشراك بالله او بالرب او بالألهة جميعاً .
هكذا تعمل إسرائيل وهكذا تفعل وهكذا تقتل وتسحل ، وتسجن "" وتغتصب النساء- جسدياً او جنسياً او معنوياً لأغراض مشبوهة "" ، و تُعدمُ كل من تعتقلهُ في الميدان من الشباب والصبيان في اعمار لا تتجاوز العاشرة ، اذا ما عددنا افعال تلك العصابات المجرمة التي لها تاريخ في الشناعة والاستباحة لفرض عمليات التهجير والترحيل لكل كائن حي في امكنة عمليات الحرب التي اتخذتها إسرائيل كطريقة مُجدية للترهيب المُعَمد الذي يُمَيَّز الشعب الصهيوني اليهودي في عنصرية غير مسبوقة في العصر الحديث ، فلذلك إسرائيل الكبرى لا يُمكن لها ان تقوم ولا لحظة واحدة اذا ما تخلى عن فرضيتها الشيطان الأكبر غول بلاد العم سام في غرف البيت الابيض الذي يَسْودُ سواداً .
يوم وُلِدَت الصراعات السياسية في منطقة تطوير نطاق التدويل او التأسيس لمشروع التقسيم الاداري لكل قارة او قطعة على الارض تقاس وتُحتسب على مقدرة الالوان والتعرف على الأعراق الاخرى قبل بروز نغمة نحنُ مَنْ نُقرر من هم الامم الذين سوف يكون هناك شئناً لهم حسب رؤية عنصرية مدروسة بعد طغيان العرق الآري الأبيض النقي والحليبي المشاهدة وإن ليس هناك تشابها او تنسيقاً لفلسفة ان الحضارة اليهودية هي آرية منقية بيضاء بلا شواهد وشوائب على التزاوج لكى تنتهي الى تعدد وإغتصاب الزوجات او بطريقة اصح مشروع إمتزاج العرق اليهودي مع الاخر ليس ملزماً إلا من ابواب الخدمة للأولين وهنا هُم يقولون "" نحنُ فوق الجميع ونسير على الرؤوس والجماجم جيلاً بعد جيل تحسباً لمجابهتنا او الاعتراض على صيغة فرض سلطتنا على الامم "" هذا اذا ما اعترفنا أن هناك أمم غيرنا في العصور الغابرة والحاضرة ونعمل للمستقبل .
كما مرَ معنا هنا ان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في "" 177 يوماً من القتل والانتقام والتدمير والحصار والمحاولات في تذليل كل الحلول التي يتم التواصل مع الحكومة الاسرائيلية في تعاونها - كلها خاطئة "" .
ولا تستند الى احترام حقوق الانسان مع كل وفد رسمي يتوجه الى تل ابيب او العكس ، للبحث عن إيجاد علاقة تنسيق لإيقاف حمامات الدماء التي تنسال من ألشعب الفلسطيني والمدنيين هُم مَنْ يدفع الضريبة الاكبر .
رغم الضجيج الفج حينما نسمع يومياً عن مرارة الهزيمة لدى عصابات الصهاينة والحكومة المصغرة في تعثرها بينما تجوب تظاهرات لأهالي الرهائن رافضين مرحلة توسع نطاق عمل الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر وهناك مطالب في الساحات العامة مكتوب عليها "" أيها القاتل قف - وأعد لنا اهلنا قبل اي شي أخر "" . حتى لو ادى ذلك الى محادثات جانبية ومباشرة مع "" يحي السنوار - وجماعتهِ"" الذين يخوضون الحرب الشرسة ضد ألات الموت والدمار التي تستخدمها قوات الجيش العسكرية في ملاحقة الارهابيين و انفاقهم تحت المستشفايات مؤخراً برزت هناك اشارات ان الرهائن ربما هُم في حالة موت محتوم اذا ما تم إقتحام حدود وجنوب قطاع غزة في رفح ، وبدأت الإيهامات في تخبط المواقف بعد سلسلة مواقف الحكومة الاسرائيلية التي عَبرت سابقاً قبل مطلع شهر رمضان المبارك عن امكانية هدنة خلال الأسبوعين الاوائل بحثاً لتبادل بين مطالب حركة حماس في اطلاق حرية اعداد كبيرة من الاسري الفلسطينيين الذين تم الحكم عليهم لأكثر من مؤبد وهذا غير مسبوق في معاقبة الاسرى الذين يدافعون ويقاومون الاحتلال ، مهما كان شكل ومعتقد وحالة انتشار واسع ما بين المقاومة وما بين المُحَتل .
فلذلك نعود الى قراءة شفهية عن ماهية الدعم العلني التي تقدمه الولايات المتحدة الامريكية و الدول التي تدور في فلكها منذ الايام الاولى عندما جاهرت بريطانيا وفرنسا اضافة الى جَر العديد من الدول الاوروبية الصناعية في تقبل مشروع تدويل سمعة دولة اليهود وصهاينة العصر في الشرق الاوسط وطرد وتشريد اهالي فلسطين وتمييع قضيتهم وجعلها في ملفات مؤرشفة منسية بلا قيمة وبلا احقية لمناقشة بعض الملفات التي تخص ألشعب الفلسطيني وإستعادة حقهِ الشرعي في العودة مهما طال الزمن.
تم إتخاذ قراراً جديداً حمل رقم "" 2728 - صادر عن مجلس الامن "" يتضمن إملاءات غير مُجبرة او مُقيدة إسرائيل في تنفيذ مقررات بنود وقف اطلاق النار الفوري الذي وافقت عليه الاكثرية المطلقة لِمَن حضر ووقع ووافق عليه ! إلا ان لعبة إسرائيل الكبرى كانت تستجدي أمريكا العُظمى في تمرير نص القرار وتفريغهِ من مضمونه وفرض حَّل واحد فقط لا غير وهو عودة حرية الرهائن بلا قيد او شرط . وهنا تبدأ نظرية العودة الى بداية الدعاية الاعلامية التي فرضتها إسرائيل مباشرة غداة عملية طوفان الاقصى التي فضحت كل علني وسري عن منحها الوقت الكافي لِما تراهُ في كيفية التعامل مع مجريات الحرب مهما كانت الكلفة . وهكذا نعود الى المربع الاول والجوهري في رؤية غبية قد تقع في مطباتها ادارة البيت الابيض في الإنصياع الى كل ما تتحكم بهِ دون قيد او شرط الحكومة العنصرية الصهيونية الحالية التي تجر كل المؤيدين لها سواءً وافقوا او رفضوا . الى الانتظار في إحراق الوقت والزمن لمصلحة إسرائيل في التفكير طويلاً بعد محاولات محادثات سرية أُجبِرت إسرائيل على المشاركة بها في قطر وفي مصر وفي عمان وفي الرياض وفي باريس وفي اوسلو وفي واشنطن وفي اي مكان اخر في العالم ليس إلا لإرساء صيغة جديدة في تذويب الجليد بين ادارة البيت الابيض التي لا تستطيع التمنع عن تزويد إسرائيل بكل ما تحتاجة من عدة وعتاد بعد 177 يوماً من الحاجة الماسة لتجنب اخطاء في إمدادات الجسر الجوي والبرى والبحري التي تتلقاه حكومة العسكر التي إستنفذت كثيراً من ترسانتها المدججة بالسلاح المتطور والغربي الحديث .
اخيراً في يوم الارض الفلسطيني يتكون هنا صورة نمطية عن احداث "" 30 اذار عام 1976 عندما بدأت قوات خاصة صهيونية في إقتلاع اشجار الزيتون وحرق وجرف المزروعات وتلف الورود والازهار خوفاً من عبق عبيرها الذي لم ولن تتعود عليهِ قوات الاحتلال "" .
وللحديث بقية .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 31 اذار - مارس / 2024 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟