الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمريكان... صانعوا الحدث ونقيضه

كامل السعدون

2006 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بكادر هائل من العلماء في الإقتصاد وعلم النفس والتاريخ والتكنولوجيا والسياسة ...!
بمؤسسات جبارة للبحوث ... مؤسسات بميزانيات مليارية ...مؤسسات خاصة وحكومية... بمثلها صنع الأمريكان ولا يزالون فاعلين حركة التاريخ في ادق واخطر الأماكن والأزمنة .
قبل عشرات السنين من سقوط الإتحاد السوفييتي ، تهيأ الأمريكان ومن وراءهم ابرز الحلفاء في الأطلسي لمثل هذا اليوم ولما وراء هذا اليوم .
وعلى ابواب السقوط الكبير للإتحاد السوفييتي وكتلته المتشنجة المتعبة من الجري البائس اليائس في مشوار الحضارة ، على ابواب هذا السقوط كانت معامل البحث ومؤسساته تختبر جملة بدائل قبل أن تتفق على البديل الأفضل .
العدو التالي الجديد .. القديم المتجدد .. الأنيق بعمامته السوداء أو البيضاء .. بنعاله التاريخي الموروث من ايام ابي هريرة والقعقاع وصقر قريش ... بلحيته المصبوغة بلون الكركم ....!
الإسلام السياسي ...!
الإسلام السياسي ...بكامل عدته من دول ومؤسسات وقنوات تلفازية وبنوك وصحف ورجال .
كان امام الأمريكان والفرنسيين فرصة كبيرة لمنع الخميني من العودة لإيران لو شاءوا .
كان امام الأمريكان فرصة كبيرة لتعويم الشاه وإطالة عمره أو على الأقل السماح ببديل آخر يحل محله ، تماما كما فعلوا حين اسقطوا المرحوم عبد الكريم قاسم على يد البعثيين دون سواهم .
وكان امام الأمريكان فرصة اكبر لتحرير إفغانستان ببديل آخر غير المجاهدين ومعهم الأفغان العرب ، أو حتى تركها بيد السوفييت وهم يعلمون أن السوفييت بكل الأحوال لا يمكن أن يعمروا طويلا ، ولكنهم لم يفعلوا لأنهم كانوا بحاجة لبن لادن ، تماما كحاجتهم للخميني وصدام ليشعلا حرب السنوات الثمانية وليرتقوا بالفكر الظلامي السلفي العدواني إلى هذا المرتقى الخطر الذي بلغه اليوم على يد الوهابيين والصفويين والصراع الحاد بينهما ...!
ليس من شاردة أو واردة تشرد أو ترد في هذا العالم دون حضور الأمريكان ... !
الأمريكان بمؤسساتهم الكبيرة الخطيرة الآمنة المستقرة التي لا يسقطها دافعوا الضرائب عبر صناديق الإنتخاب في موسم تبادل الحكم بين الحزبين الرئيسيين الوحيدين ، الجمهوري والديموقراطي .
الأمريكان ... عبر مؤسساتهم التي لا تخضع للكونغرس ومزاج أهل الكونغرس وديموقراطية الشارع حيث الأميين والجهلة والرعاع من اصناف البشر الحائزين على الجنسية أو الكارت الأخضر من العرب والمكسيكيين والكوبيين واليهود والصينيين ووو !!
عبر هؤلاء ... تلك المؤسسات التي تبلغ ميزانية الواحدة منها بضع مليارات من الدولارات كل عام .. عبر هؤلاء يتحكم الأمريكان بالحدث .. يخلقونه ويخلقون رموزه وسيناريوهاته ورجاله .
المؤسف ... أننا وبمنتهى الغباء ننساق للوهم الذي نراه .
نتوهم الأمريكان مؤسسة خيرية كبيرة تقوم نيابة عنا بإسقاط طغاتنا وملأ سلالنا بالعنب ثم الإنسحاب إلى مقراتها الخلفية بإنتظار مهمات اخرى تقوم بها لإنقاذ آخرين غيرنا من الطغيان أو الجوع أو الآيدز ...!
الأمريكان ينفسون الإحتقانات هنا وهناك .. يخرجون ما في الشعوب من قيح يرون فيه منفعة ومصلحة لهم ... لإقتصادهم ... لتجارتهم .. لحضارتهم .. لمستقبل اجيالهم ... لأمنهم القومي .
الأمريكان صنعوا بن لادن والزرقاوي وغيرهم ... الأمريكان اوجدوا قناة الجزيرة ودولة قطر العظمى والقرضاوي وغيره .... !
الأمريكان وراء كل حراك سياسي وثقافي إرهابي حصل ويحصل في العالم منذذ سبعينات القرن السابق ...!
الأمريكان كانوا يرصدون تدفق المليارات الخليجية التي تجاوزت السبعين ، تدفقها على جوامع ومساجد ومؤسسات خيرية دعووية تنشر الفكر والفتن الظلامية هنا وهناك في اوروبا والعالم كله ...!
الأمريكان كانوا يعرفون إلى اين سيصل الإيرانيون مع بحوثهم النووية ... ويعرفون متى يوقفوا تلك البحوث ومتى يدمروا النظام الإيراني وبأي طريقة .
تماما كما كانوا يعرفون إلى اين سيصلون بنظام صدام ومتى يسقطونه وكيف ...!
الأمريكان كانوا ينتظرون صعود نجم حماس في فلسطين وكانوا يعرفون أنهم بوارد تمزيق العراق إلى اشلاء طائفية متناثرة متصارعة ، وكانوا يتوقعون وينتظرون ويريدون الإرتقاء بالفكر الظلامي السلفي والصفوي الجديد في الشرق كله ، ويعرفون بالنتيجة أنهم هم وحدهم الرابحون من كل هذا .
هم وحلفائهم الغربيون وإسرائيل .
بل وربما حلفائهم الروس فالروس ما عادوا شيوعيين وما عاد من خطر من تقاسم الكعكة معهم لتشجيعهم على الإستمرار في المسار الديموقراطي الذي هو بالنتيجة مسار علماني عقلاني ليس فيه تكفير ورفض كما لدى الإسلام السياسي وليد صحراء العرب البائسة الجدباء ...!
الأمريكان يعرفون أن كل دولار يدفعونه اليوم يعود لهم غدا بعشرة امثاله ... يعرفون أن الدولار بحاجة إلى حراك لكي ينمو ...!
بغير حراك سيختنق ... يتجمد .. ينكمش ...يترهل .. يغدو عاقرا ... يكف عن الإنجاب ..وإذ يغدو هكذا فلا حضارة تستمر ولا رفاه يتحقق للمواطن الأمريكي والغرب عامة .
حضارة الغرب تعتمد بقوة على اسواق السلاح وسباقات إنتاج التكنولوجيا الأحدث التي تجد غالبا من يهرول صوبها من متخلفو العالم الثالث ...!
حضارة الغرب تعتمد بقوة على إنتاج الأنظمة السياسية والفكرية الجديدة التي تحمل بدورها بذرة حروب قادمة وإنقلابات قادمة تمهد لإعادة دورة الإنتاج والإستهلاك الذي يصب دوما في الطاحونة الأمريكية والغربية عامة .
الحضارة الغربية لا تحتمل توقف تطورها الصناعي والبحثي والثقافي لأن هذا التوقف يعني الموت الأكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز