الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمييز العنصري في تقديم المساعدات الإنسانية

كوسلا ابشن

2024 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قبل حلول شهر الصيام, أمر المقيم العام العروبي, بإرسال مساعدات الى سكان غزة و القدس الشرقية, و في لمحة عين تجند عبيده للمهمة و تم على وجه السرعة جمع 40 طنا من المواد الغذائية و الأدوية, و تم إرسالها لفائدة الإخوة في الهوية الإصطناعية بقطاع غزة و القدس الشرقية من بدون عوائق تذكر من الجانب الإسرائيلي. قد صاحب هذه الإرسالية هالة من الغوغاء الإعلامي حول السخاء و التضامن الأخوي المميز للنظام الكولونيالي في بلاد الأمازيغ.
في الوقت الذي تتوصل ساكنة غزة و القدس بأطنان من المساعات الغذائية و الأدوية المنهوبة من بلاد الأمازيغ, يحرم الأمازيغ ضحايا الزلزال المدمر من المساعدات الغذائية في شهر الصيام. الغريب تباهي الإعلام الكولونيالي بتقديم المقيم العام العروبي في بلاد الأمازيغ, 2000 سلة غذائية لفائدة 2000 عائلة مقدسية في رمضان, في الوقت الذي لم يتوصل به ضحايا زلزال الأطلس ولو بمساعدة بسيطة في رمضان, فحتى ما يسمى بالقفة الرمضانية توزع في المدن على ذوي القربى الإصطناعية, و ضحايا الزلزال في خيمهم البسيطة يفطرون بكأس شاي و قطعة خبز على أنغام البرد القارس, و خيراتهم تنهب و ترسل لمساعدة الأخوة في الهوية الإصطناعية بالشرق الأوسط. سياسة المييز العنصري لم تعدل بين الطرفين ( الأطلسي المحلي و الغزاوي الشرقاني), بل أكدت سياسة التمييز العنصري الممنهج في التعاطي مع الأحداث, و بها عرت العنصرية الوجه القبيح للنظام الكولونيالي.
تزامنا مع إرسال 40 طنا من المساعدات الغذائية لأهل غزة, إضطر الإخوة المسيحيون الإسبان, بعد الإنتظار لأسابيع في معبر مناء طنجة, إرجاع الى إسبانيا شاحنتين محملتين بالمساعدات الإنسانية, عبارة عن الألبسة و الأدوية و الخيم, كانت متجهة الى ضحايا زلزال الأطلس, لكنها في الآخير وزعت على الجمعيات الإجتماعية في بمدينة مالقا الإسبانية بسبب الرفض العلوي العنصري. رفض جمارك النظام الكولونيالي لعبور الشاحنتين دلالة عن سياسة التمييز العنصري السائدة حتى يومنا هذا. النظام العلوي منذ بداية الزلزال و هو يرفض المعونة الأجنبية لأسباب عنصرية فقد سبق أن رفض المساعدة الألمانية و الفرنسية و هما من بلدان ذوي الخبرة في مجال التعامل مع الكوارث الطبيعية و أكثر للإستعمال للتقنيات الحديثة في عمليات إنقاذ الأرواح و البحث عن المفقودين, و هذا بالضط ما يعارض إرادة النظام التواق الى حدوث حصيلة كبرى من القتلى و المعطوبين و الجرحى في أوساط الأمازيغ. الحصيلة بالآلاف من الشهداء و الجرحى و الدمار الكامل لبعض القرى, و رغم ذلك فالحصيلة الثقيلة لم ترضي النظام العنصري. بعد الكارثة لم يتوصل المتضررين من النظام العلوي إلا بالوعود العسلية, فحتى المساعدات الأجنبية من ألبسة و بطنيات و أدوية, التي كان المتضررون بالحاجة الماسة إليها في هذا المناخ البارد الذي تعرفه جبال الأطلس حرموا منها بمنعها للوصول الى ( العرق المعين). كما أن الكثير من المعونات الأجنبية من مواد غذائية و أدوية قد تم مصادرتها, بدعوة أنها فاسدة, لكن الحقيقة, قد تم تحويلها الى الأسواق لبيعها لصالح بيادق النظام.
النظام الكولونيالي يأكد إلتزامه التام بمساعدة الإخوة في الهوية الإصطناعية و البعيدون جغرافيا بألاف الكلومترات, و يحرم أبناء البلد المتضررون من الإستفادة من خيرات أرضهم, و يمنع عنهم المساعدات الإنسانية القادمة من الإخوة المسيحيين الأوروبيين.
لم يكفي النظام الكولونيالي الوحشي العنصري, بالإضطهاد القومي و الإجتماعي للأمازيغ, ليتمادى في رفض المساعدات الإنسانية الدولية و منعها من الوصول الى الأمازيغ المتضررين من الكوارث الطبيعية في شهر الصيام, رمضان الذي يقال عنه أنه شهر المودة و البركة و الغفران, لكن الواقع يظهر أن العنصرية العروبية تفرق و تميز بين الشعوب في كل شيْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر