الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا : رهانات وتحديات الانتخابات البلدية

الحزب الجديد المناهض للرأسمالية - فرنسا
(Nouveau Parti Anticapitaliste - Npa)

2024 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


27 آذار 2023
بقلم: أوراز أيدن
يستعد العمال/ات والمواطنون/ات المتعبون/ات من الانتخابات المتكررة التي لن تغير بالنهاية شيئا في حياتهم اليومية، للتصويت كي ينتخبوا، هذه المرة، رؤساء البلديات وأعضاء مجالسها .
ويتمثل الرهان الأساسي من جهة الكتلة الحاكمة ذات الطابع الاسلامي القومي في استعادة المدن الأساسية ومن ضمنها اسطنبول وأنقرة.
استعادة اسطنبول
بلغ الأمر بالرئيس أردوغان، في أثناء الانتخابات البلدية السابقة في العام 2019، حد إلغاء الاقتراع وإعادة إجرائه عندما واجه خطر خسارة إدارة هذه المدينة الميغابول ذات الستة عشر مليون مواطنة. لم تكن إدارة بلدية اسطنبول التي فاز بها أردوغان عام 1994 هامة لارتقائه هو وحسب، بل أيضا للحركة الإسلامية في تركيا، وعلى الأخص على صعيد تنمية رأس مال إسلامي بفضل موارد البلديات المالية الضخمة. وهكذا، بعد أن فقد أردوغان بلديتي اسطنبول وأنقرة لصالح المعارضة، باتت استعادة هاتين البلدتين أمرا حاسما بالنسبة له. يبدو لحد الآن أن رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو قادر على الفوز بالانتخابات أمام مُرشح أردوغان، مراد قوروم، وزير البيئة السابق.
حزب إسلامي جديد
بيد أن عاملا جديدا، متمثلا في حزب الرفاه الجديد، ظهر ضمن الطيف السياسي لليمين الاسلامي المحافظ. وإن كان صحيحا بقاء أردوغان قائدا دون منازع لنصف المجتمع، فإن حزبه، حزب العدالة والتنمية، الذي أصبح مرتعا للأصوليين، قد أصيب بفقدان للشرعية. وقد فتح هذا الضعف الطريق أمام تنظيمات أكثر راديكالية مثل حزب الرفاه الجديد. وعلى عكس التنظيمات الأخرى التي بقيت مطيعة في فلك سياسات أردوغان، فإن حزب الرفاه الجديد، الذي حاز على 2,6 بالمائة أثناء الانتخابات التشريعية عام 2023 وعلى خمسة نواب (بفضل تحالفه مع كتلة أردوغان) يجرأ اليوم على تحدي الرئيس
رفض حزب الرفاه الجديد، هذه المرة، الانخراط في هذا التحالف، منافسا بذلك حزب العدالة والتنمية في عشرات المدن، مع خطاب إسلامي أقوى واجتماعي أكثر، وأشد حزما في دعم فلسطين. وإنه من شأن حزب الرفاه الجديد ألا يقتصر على انتزاع رئاسة بلديات من حزب العدالة و التنمية، بفضل ضم مستائين منه، بل أن يتسبب أيضا في فقد كتلة أردوغان بلدية اسطنبول، وذلك بامتناعه عن دعوة جمهوره لدعم مراد قوروم، وتقديم مرشحه الخاص. «نحن لسنا حزبا لا مبرر لوجوده غير العمل من أجل فوز حزب العدالة والتنمية»، صرح هكذا، مؤخرا، نائب رئيس حزب الرفاه الجديد.
أما الحركة الكردية، فالأرجح أن تفوز، تحت اسمها الجديد حزب الديمقراطية والمساواة، بغالبية البلديات في المنطقة الكردية، جنوب شرق البلد، كما كان الحال دوما. ولكن هذه البلديات شهدت منذ عدة سنوات، عزل ما يقارب مجموع رؤساء البلديات (بل واعتقال قسم كبير منهم) مع اتهامهم بالعلاقة مع الإرهاب. وبدلا عنهم تم تعيين مقربين من أردوغان كإداريين لهذه البلديات. أما بخصوص البلديات في الغرب (غرب تركيا)، فقد سعى حزب الديمقراطية والمساواة مطولا إلى عقد تحالف مع حزب الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيسي)، يكون معترفا رسميا به وعلنيا وفي إطار يُتيح له الحصول على مكاسب ملموسة (بلديات أقضية، أعضاء في المجالس البلدية…) على العكس من الانتخابات السابقة حيث لم يحصل الكرد عمليا على أي شيء مقابل دعمهم الذي كان في أغلب الأحوال حاسما. وتحت ضغط قواعد حزب الديمقراطية والمساواة، من أجل انتهاج سياسة أكثر استقلالا تجاه المعارضة، قام هذا الحزب في ظل غياب إتفاق مُرض، بتقديم مرشحيه في كافة مدن غرب تركيا وأقضيتها، دون القيام بحملة نشطة. ويحتفظ الحزب بهذه الطريقة على حضور في العملية الانتخابية بدون أن ينافس بشكل نشط مرشحي المعارضة، لكي لا يسهم في إنجاح حزب العدالة والتنمية.
غير أن اليسار الراديكالي في هذه الحملة منقسم مرة أخرى، والتحالفات المتغيرة حسب الظروف ما بين مختلف التكوينات يمكن لها أن تتباين من قضاء إلى أخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا