الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عارضت اتفاقيات أوسلو واعتبرتها استمراراً للاحتلال: وفاة ناشطة حقوق الإنسان تمار بيلچ عن عمر ال97 عاماً

عوفر أديرت

2024 / 4 / 1
القضية الفلسطينية


خلال الانتفاضة الأولى، في سن 60+، بدأت البولندية الناجية من الهولوكوست تترافع عن الفلسطينيين. "أشعر بالتعاطف مع بني البشر الذين يطالهم الظلم ليس من الناحية المبدئية فحسب

في مطلع العام 1988، خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة الأولى، مَثُلت تمار بيلچ في محكمة عسكرية، للمرة الأولى. كانت في الحادية والستين من عمرها آنذاك لكن في بدايات طريقها المهنية كمحامية في جمعية حقوق المواطن. تجشمت عناء الوصول إلى غزة للمرافعة عن فلسطيني كان معتقَلاً في مركز تابع لجهاز الأمن العام (الشاباك). في المحكمة، كانت المرة الأولى التر تلتقيه وتراه. "دخل إلى الغرفة شخص نحيف جداً، شاحب اللون وكيس على رأسه. وما أذهلني أكثر هو أنه أنزل الكيس عن رأسه بنفسه ثم، في نهاية جلسة المداولات، عاد ووضعه على رأسه مرة أخرى. منذ ذلك اليوم، رأيتُ العديد من الأشخاص الذين يضعون أكياساً على رؤوسهم، لكن هذا المشهد، الذي يزيل فيه الشخص الكيس عن رأسه ثم يعود ليضعه ثانية بنفسه وبصمت تام، لا يمكن أن أنساه"، قالت في العام 1999 في مقابلة أجراها معها أﭬـيـڤ لاﭬـي (ملحق "هآرتس"). "في نهاية ذلك اليوم، عندما عُدت إلى تل أبيب، أيقنتُ أن لا شيء في حياتي، على الإطلاق، سيعود ليكون كما كان من قبل"، قالت. خلال السنوات التي مضت منذ ذلك الوقت، ترافعت عن آلاف الفلسطينيين.

التقرير الذي أعدّه أﭬـيـڤ لاﭬـي عن تمار بيلچ، في ملحق "هآرتس"، 1999. "منذ ذلك اليوم، رأيتُ العديد من الأشخاص الذين يضعون أكياساً على رؤوسهم، لكن هذا المشهد، الذي يزيل فيه الشخص الكيس عن رأسه ثم يعود ليضعه ثانية بنفسه وبصمت تام، لا يمكن أن أنساه". צילום: أرشيف "هآرتس"
وُلدت تمار بيلچ سنة 1926 في مدينة بينسك في بولندا. والدتها، ليديا، كانت روسية قد تهوّدت. والدها، يعقوب إلياسبرغ، كان يهودياً. "في العام 1939، مع بدء الاجتياح الألماني، هربت العائلة إلى روسيا ومن هناك تم إجلاؤهم إلى كازخستان. "في إحدى الليالي، في الثالثة قبل الفجر، طرق رجال الـ NKVD (مخابرات الأمن الداخلي) الباب واقتادونا إلى قطار نقل كاد ينفجر من شدة الضغط فيه"، قالت. "فقدتُ غرفتي، ألعابي، أصدقائي". في العام 1943 هاجرت إلى "أرض إسرائيل" ضمن "أولاد طهران" (هو الوصف الذي أُطلِق على مجموعة من الأولاد نجوا من الهولوكوست من خلال تهريبهم إلى طهران، إيران، ومن هناك تم نقلهم إلى البلاد في العام 1943). في البلاد، انضمت إلى "الهاغناه" وإبان "حرب 1948" أدت مهماتها في القدس.


درست علم النفس والفلسفة في "الجامعة العبرية" وعلمت بدايةً في التدريس، بما في ذلك في كلية المعلمين للفنون في رمات هشارون. وفي العام 1981، في سن 55 عاماً، بدأت تدرس الحقوق في جامعة تل أبيب ثم في 1985 تدربت لدى أفيغدور فيلدمان وفي 1987 بدأت العمل في جمعية حقوق المواطن. "منذ اللحظة التي سافرتُ فيها إلى غزة للمرة الأولى، لم يعد أي شيء مما يحصل في داخل البلاد يثير اهتمامي. الاحتكاك المتواصل والدائم مع الحياة وسط الرعب، مع الاعتقالات والتعذيب، جعلت كل شيء آخر يصبح باهتاً في نظري"، روَت. "كنتُ أعيش كل يوم تجربة الدخان الأبيض من قنابل الغاز المسيل للدموع والدخان الأسود من إحراق الإطارات المطاطية، الرمل ومياه المجاري المتدفقة في الشوارع، السجن والمحاكم مع الحرّاس الذين يدفعون الأهالي ويذلّونهم، ثم أن أعود بعد هذا كله إلى لعشب الأخضر الجميل في رمات أﭬـيـڤ... كان أمراً غير محتمل وغير ممكن".


وُلدت تمار بيلچ سنة 1926 في مدينة بينسك في بولندا. والدتها، ليديا، كانت روسية قد تهوّدت. والدها، يعقوب إلياسبرغ، كان يهودياً. "في العام 1939، مع بدء الاجتياح الألماني، هربت العائلة إلى روسيا ومن هناك تم إجلاؤهم إلى كازخستان. "في إحدى الليالي، في الثالثة قبل الفجر، طرق رجال الـ NKVD (مخابرات الأمن الداخلي) الباب واقتادونا إلى قطار نقل كاد ينفجر من شدة الضغط فيه"، قالت. "فقدتُ غرفتي، ألعابي، أصدقائي". في العام 1943 هاجرت إلى "أرض إسرائيل" ضمن "أولاد طهران" (هو الوصف الذي أُطلِق على مجموعة من الأولاد نجوا من الهولوكوست من خلال تهريبهم إلى طهران، إيران، ومن هناك تم نقلهم إلى البلاد في العام 1943). في البلاد، انضمت إلى "الهاغناه" وإبان "حرب 1948" أدت مهماتها في القدس.

درست علم النفس والفلسفة في "الجامعة العبرية" وعلمت بدايةً في التدريس، بما في ذلك في كلية المعلمين للفنون في رمات هشارون. وفي العام 1981، في سن 55 عاماً، بدأت تدرس الحقوق في جامعة تل أبيب ثم في 1985 تدربت لدى أفيغدور فيلدمان وفي 1987 بدأت العمل في جمعية حقوق المواطن. "منذ اللحظة التي سافرتُ فيها إلى غزة للمرة الأولى، لم يعد أي شيء مما يحصل في داخل البلاد يثير اهتمامي. الاحتكاك المتواصل والدائم مع الحياة وسط الرعب، مع الاعتقالات والتعذيب، جعلت كل شيء آخر يصبح باهتاً في نظري"، روَت. "كنتُ أعيش كل يوم تجربة الدخان الأبيض من قنابل الغاز المسيل للدموع والدخان الأسود من إحراق الإطارات المطاطية، الرمل ومياه المجاري المتدفقة في الشوارع، السجن والمحاكم مع الحرّاس الذين يدفعون الأهالي ويذلّونهم، ثم أن أعود بعد هذا كله إلى لعشب الأخضر الجميل في رمات أﭬـيـڤ... كان أمراً غير محتمل وغير ممكن".


تقدمت بيلچ بالعديد من الالتماسات إلى المحكمة العليا في مواضيع مختلفة تتعلق بحقوق الإنسان في المناطق ـ منع اللقاءات مع محامين، الإبعاد، الاعتقالات الإدارية وغيرها. "أشعر بتعاطف مع بني البشر الذين يطالهم الظلم، ليس على المستوى المبدئي فحسب، وإنما من الداخل، بالسليقة"، قالت.

"أيقنتُ أن جميع هؤلاء الذين كانوا في معسكري أنا ذات مرة، لا تعنيهم حقاً العدالة وحقوق الإنسان، وإنما ما يهمهم هو أن يظهروا بمظهر المُحقّين. المظهر الكاذب المخادع. من السهل عليهم جداً أن يحبّوا العرب الذين يشبهونهم ـ الذين يظهرون بمظهر غربيّ ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة؛ لكن في اللحظة التي يرون فيها مسلماً ذا لحية ولا يتحدث سوى العربية فقط، فعندئذ يصبح الأمر مختلفاً تماماً".
"أيقنتُ أن جميع هؤلاء الذين كانوا في معسكري أنا ذات مرة، لا تعنيهم حقاً العدالة وحقوق الإنسان، وإنما ما يهمهم هو أن يظهروا بمظهر المُحقّين. المظهر الكاذب المخادع. من السهل عليهم جداً أن يحبّوا العرب الذين يشبهونهم ـ الذين يظهرون بمظهر غربيّ ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة؛ لكن في اللحظة التي يرون فيها مسلماً ذا لحية ولا يتحدث سوى العربية فقط، فعندئذ يصبح الأمر مختلفاً تماماً".
"أيقنتُ أن جميع هؤلاء الذين كانوا في معسكري أنا ذات مرة، لا تعنيهم حقاً العدالة وحقوق الإنسان، وإنما ما يهمهم هو أن يظهروا بمظهر المُحقّين. المظهر الكاذب المخادع. من السهل عليهم جداً أن يحبّوا العرب الذين يشبهونهم ـ الذين يظهرون بمظهر غربيّ ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة؛ لكن في اللحظة التي يرون فيها مسلماً ذا لحية ولا يتحدث سوى العربية فقط، فعندئذ يصبح الأمر مختلفاً تماماً".
צילום: سيجي بن آري.
"أيقنتُ أن جميع هؤلاء الذين كانوا في معسكري أنا ذات مرة، لا تعنيهم حقاً العدالة وحقوق الإنسان، وإنما ما يهمهم هو أن يظهروا بمظهر المُحقّين. المظهر الكاذب المخادع. من السهل عليهم جداً أن يحبّوا العرب الذين يشبهونهم ـ الذين يظهرون بمظهر غربيّ ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة؛ لكن في اللحظة التي يرون فيها مسلماً ذا لحية ولا يتحدث سوى العربية فقط، فعندئذ يصبح الأمر مختلفاً تماماً". צילום: سيجي بن آري.
مواقفها المتطرفة ـ بما في ذلك معارضتها اتفاقيات أوسلو التي اعتبرتها استمراراً للاحتلال ـ أبعدَتْها عن زملائها في اليسار أيضاً.
"أيقنتُ أن كل هؤلاء الذين كانوا في معسكري أنا ذات مرة، لا تعنيهم حقاً العدالة وحقوق الإنسان، وإنما ما يهمهم هو أن يظهروا بمظهر المُحقّين. المظهر الكاذب المخادع. من السهل عليهم جداً أن يحبّوا العرب الذين يشبهونهم ـ الذين يظهرون بمظهر غربيّ ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة؛ لكن في اللحظة التي يرون فيها مسلماً ذا لحية ولا يتحدث سوى العربية فقط، فعندئذ يصبح الأمر مختلفاً تماماً". في العام 1995 غادرت جمعية حقوق المواطن وشاركت في مشروع لمساعدة القاصرين الفلسطينيين المسجونين. بين 1997 و2012 ترافعت، في إطار "هموكيد ـ للدفاع عن حرية الفرد"، آلاف المعتقَلين الإداريين. كما ترافعت أيضاً عن المعتقَلين في سجن الخيام في لبنان، معتقلين خلال التحقيق معهم لدى "الشاباك" ومعتقلي المظاهرات ضد "الجدار الفاصل" في بلعين.

صلاح شحادة. "كيف يمكنك أن تحاربي من أجل إطلاق سراح شحادة بينما تعرف كلتانا أنه سيعود لتنفيذ العمليات؟".

صلاح شحادة. "كيف يمكنك أن تحاربي من أجل إطلاق سراح شحادة بينما تعرف كلتانا أنه سيعود لتنفيذ العمليات؟". צילום: نير كفري
تضم قائمة زبائنها، أيضاً، صلاح شحادة الذي اعتُقل في العام 1988 بعد تأسيسه الذراع العسكرية لحركة "حماس". بِتي لاهط، التي أشغلت منصب قائدة سجن تلموند في تلك الفترة، روت في مقابلة أجرتها معها شِري مكوفرـ بليكوف في "معاريف": "قلت للمحامية كيف يمكنك أن تحاربي من أجل إطلاق سراح شحادة بينما تعرف كلتنا أنه سيعود إلى تنفيذ العمليات؟ ، فقالت لي: أية عمليات هذه التي تتحدثين عنها، صلاح شحادة هو عامل اجتماعي بكل جوارحه". بعد الإفراج عنه تولى شحادة قيادة الذراع العسكرية في حركة "حماس" وأصبح "ناشط الإرهاب الأرفع درجة في المناطق"، كما وصفه عاموس هرئيل لدى اغتياله في العام 2002.


كانت بيلچ عضواً في الحزب الشيوعي. "عندما يصبح العالم أسوأ فأسوأ، يصبح اختيار الشيوعية خياراً صحيحاً، أكثر فأكثر. من الناحية الأخلاقية، ثبتت صحة مبادئ الأساس في الشيوعية"، قالت لروعي تشيكي أراد. توفي زوجها الأول إيلي بيلچ وانفصلت عن زوجها الثاني، يوسف شريك، الناقد السينمائي في صحيفة "هآرتس". تركت بيلچ وراءها أولاداً وأحفاداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع