الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريطانيا تغرق في عدن

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 4 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


إذا كان الغراب دليل قوم فلا فلحوا ولا فلح الغراب. وهذا ما تحقق بالفعل بقيادة الغراب الهندي (ريشي سوناك) الذي قاد الأسطول البريطاني ليلقى حتفه في معركة خاسرة. .
فقد جاء ريتشي إلى البحر الأحمر بذريعة حماية السفن المتوجهة إلى موانئ اسرائيل، لكنه تكبد الهزائم المتلاحقة، وتحولت حملته إلى عائق للملاحة، وبدلا من كبح التهديد ارتفعت وتيرة المخاوف، وتوسعت لتشمل المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان. حتى تحول خليج عدن الآن إلى حاضنة معلنة للأسطول الروسي والإيراني، وشهدت المسطحات دخول الغواصات غير المأهولة والقوارب الإنتحارية، التي ظلت تطارد الفرقاطات البريطانية المتواجدة في المنطقة. فلا عملية (حارس الازدهار) نجحت، ولا عملية (الدرع) نفعت. وتشتت سفن الادميرالية هنا وهناك، حتى بات من غير المستبعد وقوعها في قبضة قراصنة القرن الأفريقي. .
والسؤال الذي يفترض ان يوجهه كل بريطاني إلى هذا الغراب: كيف أقحمتنا في حرب لا جدوى منها ؟. وما الغاية من شن حرب ضد شعب لا يخشى الموت، ولا يعرف الهزيمة ؟. وهل صارت بريطانيا بعظمتها القديمة تابعة لعصابات الخياليم ؟. .
لقد فقدت بريطانيا هيبتها، ومرّغت سمعتها في مستنقع الذل والعار، وتبعثر أسطولها بين السويس وباب المندب، لكنها كانت فاعلة فقط في مواصلة القصف الجوي العشوائي ضد القرى اليمانية الفقيرة، بمعى انها تحولت من الحرب البحرية إلى القصف الجوي بأوامر يتلقاها سوناك ريتشي من جو بايدن. .
كان سوناك يظنها صفقة رابحة، ولعبة مسلية يقتل فيها أوقات الفراغ البريطاني في الميناء الإنجليزي القديم الذي كان تابعا لشركة الهند الشرقية، ويتموضع في منتصف الطريق بين كراتشي والإسكندرية. لكن أسطول سوناك اصبح الآن من العقبات الملاحية التي تقف في طريق السفن التجارية كلها حتى لو لم تكن ذاهبة إلى إسرائيل، بل انها عجزت وفشلت في حماية السفن التجارية البريطانية المارة بالمضيق. .
كانت بريطانيا تريد ان تلعب دور الشرطي الدولي في خليج عدن، فخرجت مدحورة مهزومة تطاردها المسيرات اليمانية في الليل والنهار. .
مشكلة بريطانيا انها كانت تدرك قدرات أسطولها القوي، لكنها لم تكن تعلم باسرار القوة الحربية اليمانية المتعاظمة والمتنامية والمتطورة. وبالتالي فانها دخلت الحرب من دون ان تعلم بقدرات خصمها، ومن دون ان تأخد بالحسبان كثافة الأسطول الروسي الذي جاء لتأديب أساطيل الناتو وتلقينهم دروسا لن ينسوها. .
اما الان فان القيادة الحربية البريطانية العليا تبحث عن نافذة تضمن لها الخروج من هذا المأزق، ومن هذه الورطة التي جلبها لها ابو الريش. لكن دخول الحمام مش زي خروجه. ولا ملاذ للسفن البريطانية سوى الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع، والعودة مطأطأة الرأس إلى قواعدها لكي يستقبلها الشعب البريطاني بالبيض الفاسد. ويلعن الساعة التي صار فيها سوناك قائدا عاما لقواتها المسلحة. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتس: تركيا رفعت العديد من القيود التجارية المفروضة على إسرا


.. واشنطن تفتح جبهة جديدة في حربها التجارية مع الصين عنوانها ا




.. إصابة مراسلنا في غزة حازم البنا وحالته مستقرة


.. فريق أمني مصري يتقصّى ملابسات حادث مقتل رجل أعمال إسرائيلي ف




.. نزوح الأهالي في رفح تحت القصف المستمر