الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَأَقْمَارٌ كَأَنّ آلْأرْضَ فَاحَتْ

عبد الله خطوري

2024 / 4 / 1
الادب والفن


_من الممكن أن يجعلك قمر ما مستيقظا قليلا أو كثيرا أو يؤثر في مزاجك سلبا أو إيجابا؛ لكن هذا الجرم لا يلحظه الكثيرون في المدن عكس نظرائهم في آلقرى والمداشر والأرياف ورواد الطبيعة هواة قضاء الليل في العراء؛ مثال ذلك القمر العملاق الدامي الخجول أو القمر الأزرق الشفاف أو ذاك البدر الذي طالما تغنت به أعين العشاق مستغرقا يظل الليل كله ينير مجالي السماء بتمامه وكماله وشدة سطوع وهجه دون يأبهَ أو يبالي به أحد ...

_كآلقمر نحيلا يبدأُ الشوقُ خَجولا، وجهُه النحيلُ صورةٌ مِنْ مَفازات قلوبِ حائرةِ، نورُه الأخَّاذُ كلمةُ حُب تنيرُ السبيلَ للسالكين العابرين، تَزُفُّ الفرحَ لعرسان ليالي الحصاد اللائي ينتظرن دون بَرَمٍ موسمَ القطاف .. أراه هناك كالحُلْم سارحاً يحْبُو طيفيَ النافرَ مني ليل نهار .. إنها تمطرُ الآن هنا في ربيع بلدتي .. أماه هنا هناك في كل مكان في لا مكان في زمنها المطلق أراها تتهادى كاليَمام يختالُ في مشيته يشدو يغني يَصْبُو للمعاريج يرتقيها لا يُعاني لا يُبالي بالأيام والليالي .. أماه في الأرض في السماوات العُلاَ في جنة تباريح الخيلاء في كل الدُّنَى هاهنا في قلوبنا الحسيرة المَهيضة الجناح في المطر الربيعي تعانقُ قطراته أصواتُ العناديل سقسقاتُ الحَساسين الصغار تُمَرِّغُ أجسامَها الضئيلةَ في برك رذاذ الأمواه المتناثرة في الأرجاء غير مدركة ما يحصل ويقع .. يلفني الجناحُ أطيرُ أرنُو إلى أتربة طالما انتظرتْ جنائنها القادمة من بعيد وراء السحاب .. أرضنا تعلن ميلاد نشيدها البعثي الجديد، وهي الآن تفتحُ بساطها القاحلَ لعرسها الربيعي السنوي ليبتلَّ العشبُ الزهر الحَب النبات الحُب .. تولدُ الحياة من رحم الحياة تزدهي اليعاسيبُ الحَلازينُ المِلاَحُ تنتشي النفسُ القانطةُ يرتوي الصباح يهدأ الصياح ...

_ويأتي شتاءٌ ويأتي ربيع بألف عَويل، ولَيْسَ حِذاءَ مَنَائِرِنَا غَيرنَا في آلمُحَال .. لَمْ أَعِ مَا وَقعَ لمْ أدركْ ما يقعُ، فقط ألفيْتُني طيفا هائما في عتهٍ مُلْقًى على قفاه داخل جوف منحدر حاد غارقًا في عُشيبات مُسَنّنَة شائكة من بنات آلبراري حَسَك يابس نديّ لبالبَ وعُليق، والدماء تسيح بسخاء من يديّ وركبتيّ، ورأسي ينضح صائحًا .. هاااا وجدتُها وجدتُها .. قطرة من رذاذ كنتُ في فَيْضٍ من آلأنوارِ يَجولُ، فَيْضٌ من آلأطياف يتجلّى يتلألأ في غسق آلعيون ...

_ألْـفٌ مِنَ آلْكُتُبِ آلتي نُضِدَتْ بعيدا
في آلرُّفُـوفِ وفي آلصُّفُوفِ
وآلعُقُولِ آلضَّاغِطاتِ ،،،
وفي آلبقَايا مِنْ بَقَايَا
عِظَامِنَا وشُموسِنـا ...
لَـنْ تَـرْصُـدَ
عُــ
مْــ
قَـــ
آلبَهاءِ يُبَلْسِمُ
قلبًا سلافتُهُ سُعَـارٌ جَـائِـرُ،
وَمَـهَـاويَ، آلدّوحُ آلرّشيقُ نَـديمُها،
وحُشَاشَةً، شَعَفُ آلجبالِ رحيقُهـا ،،،
تَتَفَـتَّـحُ آلأقمارُ في ثُلَمِ آلمنابعِ تُغْـدِقُ
جَـمَـراتِ نُـورٍ شاهقِ
تتدافعُ آلزّفراتُ
تدْرفها دموعٌ تنتشي ..
غَـدَقُ آلْعُشَيْبَـاتِ تهيمُ
هنا هناكَ تسيحُ
بآشتهاءٍ لا يَــذُوبْ ...

ألفٌ مِنَ آلأسياخِ في أمخاخِنا وجحورنا،
لنْ تستطيعَ بيانَ سِـرَّ صَـبَابَـةٍ
أمْسَـتْ لَـــظًى
في آلكائناتِ
تُــسَـعِّـرُ وتُحَــرِّرُ ...
حَــرْفٌ وحيدٌ رائــقُ
وَ
مُـــؤَرِّقُ
يَتَخَــلَّـلُ آلْاَغْـــوارَ
دوْمًا في جنونٍ
يَ
غْ
رَ
قُ
ويُغَرِّقُ

_وأَقْمَارٌ كَأنّ آلأرْضَ فَاحَتْ
بِعِطْرِ آلطَّلْقِ يَخْتَلِجُ آلْخَلَايَا
ووَقْعُ آلتُّرْبِ في آلأنْوَاءِ نَايٌ
وبَرْقُ آلفَتْقِ يَفْتَقِدُ آلَبرايَا

_أَجْمِلْ بها طبيعة تخلق من الخريف دموعَ شتاء تشقشق في ربيع أقمار آلمصائف ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????


.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ




.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش