الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل (العظمى) فوق القانون الدولي

محمد بن زكري

2024 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الغارة الجوية الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية وقتل دبلوماسيين إيرانيين ، داخل عاصمة الدولة السورية دمشق ؛ لم يسبق - في ما أعلم - لأي دولة ، منذ الحرب العالمية الثانية ، أن أقدمت دولة ما ، تحت أي مبرر ،على الاعتداء على مقر بعثة دبلوماسية وقتل دبلوماسيين أجانب ؛ مستهينة في عدوانها بسيادة دولتين عضوين في الأمم المتحدة ، هما إيران وسوريا .
وكما ألمانيا النازية ، فإن جنون القوة العسكرية والتفوق العنصري ، قد بلغ بإسرائيل حدا من العنجهية لن يوقفه غير إنزال هزيمة عسكرية تاريخية ماحقة بمشروع دولة إسرائيل اليهودية (كهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية) ، أو على الأقل إيقاف أطماعها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط ، تلك الأطماع التي تغذيها النصوص المقدسة لعقيدة الصهيونية الدينية .
إن إسرائيل تعربد في منطقة الشرق الأوسط ، فتُذل العرب إذلال العبيد (حتى إن نتنياهو يتفاخر بأن الدول العربية ’’ تلتمس ‘‘ التقرب من إسرائيل) . وإن إسرائيل ترتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ، وتنتهك كل القوانين الدولية ؛ مطمئنة إلى إفلاتها من العقاب ، محتمية بالقوة العسكرية الأميركية ، وبالفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي .
وإنه لولا موافقة مسبقة من أميركا ، ما كانت إسرائيل لتجرؤ على انتهاك حرمة الحصانات الدبلوماسية الدولية ، أو أن تخرج عن القواعد المستقرة في العلاقات الدولية ، فتقصف مقر بعثة دبلوماسية تتمتع بالحصانة ، وتقتل دبلوماسيين ، كما فعلت (1 أبريل 2024 الجاري) بقصف وتدمير قنصلية إيران في دمشق .
تنص اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية في المادة 29 على : حرمة شخص الممثل الدبلوماسي ، ولا يمكن أن يخضع لأي شكل من أشكال التوقيف أو السجن ، وتعامله الدولة المستقبلة بالاحترام المتوجب له ، و ’’ تتخذ الاجراءات الخاصة بمنع أي اعتداء على شخصه وحريته وكرامته ‘‘ . فما بالك أن يتم استهداف الدبلوماسيين بالقتل ، كما فعلت إسرائيل بقتلها دبلوماسيين إيرانيين داخل مقر القنصلية الإيرانية في دمشق ، متجاوزة بذلك ليس فقط قوانين الحرب ، بل أيضا القانون الدولي المنظم للحصانات والعلاقات الدبلوماسية !
وقد وقّعت الدول أعضاء منظمة الأمم المتحدة اتفاقية فينا أو انضمت اليها أو أقرت مضمونها ، بحيث أصبحت هذه الوثيقة هي القانون الدولي الذي تستند اليه وتعمل به كل الدول . ونصت المادة 30 من الاتفاقية على أن : يتمتع المسكن الخاص بالممثل الدبلوماسي بنفس الحرمة والحماية التي يتمتع به مقر البعثة . وعلى الدولة المستقبلة واجب خاص باتخاذ جميع التدابير المناسبة لضمان حصانة مقر البعثة ودور سكن أعضاء البعثات الدبلوماسية ، وتمتد الحصانة الدبلوماسية لتشمل أثاث مقر البعثة وسكن رئيسها ودور سكن الدبلوماسيين وسيارات البعثة .
فإسرائيل تعلم أن القانون الدولي يقر حرمة مقرات البعثات الدبلوماسية ومقرات سكن الدبلوماسيين وحرمة المقرات الدبلوماسية ، وفقا للمادة 1 من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 .
وتعلم إسرائيل أن القوانين الدولية تصون حرمة دار السفارة والمقرات التابعة لها ، وتُنزل أشد العقوبات بمن يتجاوزها ، فقد نصت المادة 8 من نظام الحصانات الدبلوماسية الذي أقره معهد القانون الدولي على أن : تتمتع دار البعثة الدبلوماسية ودار السكن بالحصانة ، ونصت المادة 22 من اتفاقية العلاقات الدبلوماسية لعام 61 على أنّ حرمة مقر البعثة الدبلوماسية مصونة ....
وتعلم إسرائيل أنه عدا الممثلين الدبلوماسيين ، فإنّ الحصانة الدبلوماسية تمتد لتشمل ببعض الامتيازات الدبلوماسية الموظفين الإداريين والفنيين التابعين للبعثة ، كالحرمة الشخصية وحرمة المسكن ...
فإسرائيل دولة مارقة ، تتصرف كمنظمة مافياوية خارجة عن القانون الدولي . وقادة إسرائيل ، يتصرفون كعصابة من المجرمين القتلة ، غير عابئين بما يسمى المجتمع الدولي ، واثقين كل الثقة من أن أميركا لن تتخلى عن حماية دولة إسرائيل اليهودية ، ولو أدى الأمر إلى حرب إقليمية تضع فيها أميركا كل ثقلها دعما لإسرائيل ، وأن الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي ، كفيل بإفشال أي مشروع قرار لفرض أية عقوبة دولية ضد إسرائيل او إصدار أية إدانة لانتهاكها القوانين الدولية .
وفيما لو تقدمت إيران بشكوى ضد إسرائيل ، في مجلس الأمن الدولي ، فإن الإدارة الأميركية ستجد من المبررات ما يرفع به سفيرها لدى المجلس يده بالفيتو ، لإبطال أي مشروع قرار يضع عقوبات على إسرائيل .
أما عن تهديد إيران بأن الرد سيكون قاسيا ، فليس لنا إلا أن نقول : لا تعليق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمر بلدك أم تبقى في أوروبا، ما الأهم بالنسبة لك؟ | ببساطة م


.. المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: ه




.. قصف إسرائيلي تزامنا مع وصول وفد تركي إلى دمشق للقاء الإدارة


.. -المتاح لا يكفي-.. أزمة غذائية حادة تلاحق سكان غزة




.. شبكات | أين أموال الشعب السوري؟ الكشف عن ثروة بشار الأسد