الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا المياه سلعة

عبد الكريم حسن سلومي

2024 / 4 / 2
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بعد الثورة الصناعية العالمية الكبرى والتطور التكنلوجي ولسيطرة العالم الامبريالي فعلا على كل دول العالم وانتشار خصائص النظام الرأسمالي والعولمة فان المياه اصبحت كمورد تمر بعملية صناعية معقدة لتوفيرها وفق المواصفات المطلوبة حسب نوع الاستخدام لذلك هي تبدأ بعمليات استخلاصها وتنظيفها من الشوائب وتنتهي في عملية معقدة للنقل والتوزيع تشمل الأنابيب والسدود وأنواع أخرى من المرافق غير الطبيعية و حتى المياه العذبة الموجودة في الأنهار والبحيرات يجب أيضا أن يتم استخلاصها بسحبها وتنقيتها بطريقة ما وكل ذلك يتطلب استخدام الأراضي والعمالة ورأس المال وبذلك حل محل مفهوم المياه كمورد طبيعي مشاع ومتشارك يحق لكل انسان او كائن حي الحصول عليه اصبح اليوم منتج قائم على القيمة الاقتصادية وهو ما تمثله اليوم معامل تعبأة المياه و محطات تحلية المياه التي اصبح لها دور كبير في تثمين المياه
المؤسسات الدولية ودورها بخصخصة المياه
في عام 2000 كان من بين 40 قرض من صندوق النقد الدولي كان من شروط منحها ل25% منها ان يصار لخصخصة كلية أو جزئية لإمدادات المياه. كما شملت 50 في المائة من قروض البنك الدولي الصادرة في 2002 إلى البلدان النامية فقرة خصخصة خدمات المياه هذا بالإضافة إلى المؤسسات الدولية التي تتجه نحو الخصخصة وكذلك فإن الاتفاقيات التجارية في القرن 20 قد هيأت الامر للتجارة بالمياه وتعمل اليوم العديد من الجهات على تصدير المياه العذبة وترى هي انه بمجرد حدوث مثل هذا الامر فإنها ستشجع على انتشار تجارة المياه
اعلان الامم المتحدة
ويمكن تتبع جذور الأزمة الحالية في المياه والصرف الصحي إلى الفقر وانعدام المساواة وعلاقات القوى غير المتكافئة، وتزداد هذه الأزمة تفاقما بفعل التحديات الاجتماعية والبيئية : تسارع التحضر وتغير المناخ والتلوث المتزايد واستنفاد الموارد المائية وقد أدرك اﻟﻤﺠتمع الدولي بصفة متزايدة أنه في سبيل التصدي لهذه الأزمة لا بد من النظر في سهولة الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي ضمن إطار يقوم على حقوق الإنسان . ويشار إلى هذه الإمكانيات صراحة في اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على سبيل المثال ففي عام ٢٠٠٢ ، اعتمدت لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة تعليقها العام رقم ١٥ بشأن الحق في المياه الذي تعرّفه بأنه حق كل فرد في(الحصول على كمية من الماء تكون كافية ومأمونة ومقبولة ويمكن الحصول عليها ماديًا وميسورة ماليًا لاستخدامها في الحاجات الشخصية). وبعد ذلك بأربع سنوات اعتمدت اللجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان مبادئ توجيهية لإعمال الحق في مياه الشرب والصرف الصحي . وقد شدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضًا على أن المنطلق إلى العمل العام في مجال المياه والصرف الصحي وا لمبدأ الذي يوحده يتمثلان في التسليم بأن الماء من حقوق الإنسان الأساسية . وفي عام ٢٠٠٨ ، استحدث مجلس حقوق الإنسان ولاية(الخبير المستقل المعني بمسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي) ليساعد على توضيح نطاق هذه الالتزامات ومحتواها .
في يوليو من عام 2010 أعلَنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي حق من حقوق الإنسان لكنها لم تحدد الجهة المسؤولة عن توفير هذا الحق هل هي السلطة العامة ام القطاع الخاص بالدولة
حقوق الإنسان بالمياه
تتعرض المياه بالفعل لتهديد شديد من جرّاء تزايد عدد السكان وزيادة الطلب والتلوث الخطير من الزراعة وصناعة التعدين في سياق تفاقم تأثير تغيّر المناخ. وأكد الكثير من الخبراء بالمنظمات الاممية على أن المياه مورد حيوي للاقتصاد إلا أن الماء يحتوي على مجموعة من القيم الحيوية للمجتمعات لا يدركها منطق السوق. ويساور القلق الكثير من الخبراء بشأن إنشاء أول سوق في العالم للعقود الآجلة للمياه فقد يؤدي إلى المضاربات من قبل الممولين الذين قد يتاجرون في المياه وكأنها سلعة أخرى شأنها كشأن النفط والذهب.
في حين أن هناك مناقشات عالمية جارية بشأن القيم البيئية والاجتماعية والثقافية للمياه أن قيمة المياه، كحق أساسي من حقوق الإنسان مهددة الآن.
ان من ابسط حقوق الانسان هو حق الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي لقد كان الماء ملك للجميع وهو ملك عام و مرتبط بصورة جوهريه بحياتنا و عيشنا وصحتنا
وجهات نظر بشأن تثمين المياه
*يتوقع اليوم الكثير من الخبراء والمختصين والمراكز البحثية من ان المياه ستكون مستقبلا اثمن سلعه بالأسواق العالمية وقبل حلول منتصف القرن ال21 الحالي
*ولقد أكد رئيس جمعية المياه الكويتية د. صالح المزيني على الاهتمام الكبير بقضايا المياه من قبل الجمعية و مشددا خلال محاضرته في ندوة تثمين المياه على ان((قضية المياه هي قضية اليوم والغد والمستقبل)) مشيرا إلى ((مواجهة العالم والكويت نقصا حادا في توفير المياه الصالحة للشرب بصفة مستدامة نتيجة لتغير المناخ وزيادة في أعداد السكان والهدر المائي وعدم تنفيذ مبدأ الترشيد)) مشددا على أن سياسة الأمن المائي مهمة وتعتبر هدفا استراتيجيا يتطلب تضافر الجهود الدولية ومن بينها منظمات المجتمع المدني لتوفير المياه بتكلفة أقل وبصورة مستدامة
*كما اكد رئيس مجلس إدارة بنك المياه الدولي رشاد الشوا في محاضرته ((بنك المياه العالمي)) إلى أن البنك يسهم في تلبية حاجات الدول التي لديها نقص كبير في المياه نتيجة الهدر أو بسبب قلة المصادر أو تلبية حاجة المواطنين المتزايد من المياه من خلال تقديم قروض ميسرة لمشاريع تعزيز المخزون المائي وأضاف أنه في المستقبل من الممكن أن يتم التعامل مع المياه كسلعة تتداول في أسواق البورصة العالمية وهكذا حتما ستصبح ا المياه أثمن سلعة على الأرض.
*كما أكد د. حازم الناصر وزير المياه والري وزير الزراعة السابق في الأردن ورئيس ومؤسس منتدى الشرق الأوسط للمياه عن وجود تحديات ومخاطر تواجه مصادر المياه في الوطن العربي إضافة إلى تحديات توفير المياه للمواطنين بصورة مستدامة.
*وذكر خبير المياه والبيئة بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي د. محمد الأرياني أنه يجب عمل برامج استراتيجية لمواجهة التحديات المائية و لضمان استدامة المياه والمحافظة عليها من خلال تخفيض الهدر وتطبيق برامج التوعية العامة والاستخدام الأمثل للمياه مع تحسين كفاءة الاستخدام.
*وقد قال خبير المياه الدولي ورئيس منظمة دولية تعنى بالمياه في سويسرا ا د. نضال سليم إن (تثمين المياه) يحدد كيفية إدارة المياه وتقاسمها وأن قيمة المياه أكثر بكثير من مجرد سعرها فالمياه لها قيمة هامة في حياتنا وهذه الأهمية تتجلى في تحسين الصحة
*و قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ( لسنوات حاربنا من أجل النفط لكن وخلال وقت قصير سنحارب من أجل الحصول على المياه)
*كذلك الأمم المتحدة حذرت من نقص في مياه الشرب الذي سيهدد الملايين ومع زيادة عدد سكان الأرض أصبح العالم في حاجة لمزيد من مصادر المياه للزراعة وإطعام الملايين حول العالم ومما زاد من صعوبة الأزمة هو تزايد تلوث كميات المياه المتاحة للبشر سواء عن طريق الأسمدة أو التلوث الصناعي أو حتى الإفراط في استخدام المياه مما يتسبب في انخفاض مياه الخزانات الجوفية وكل هذه الأمور قد تدفع البشر في نهاية المطاف إلى الحروب



المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
28-3-2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها