الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصاعد الاحتجاجات في الأردن: هل تحمل في طياتها ثورة ضد النظام؟

خالد خليل

2024 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعكس الزيادة الأخيرة في الاحتجاجات في جميع أنحاء الأردن، التي أعربت عن دعمها لغزة وإدانة الاتفاق الأردني الإسرائيلي مع المطالبة بإلغاء معاهدة وادي عربة وطرد السفير الإسرائيلي، استياء عميق الجذور بين الأردنيين. هذه الاحتجاجات ليست أحداثا معزولة ولكنها مظهر من مظاهر المظالم الاجتماعية الأوسع والإحباطات السياسية داخل البلاد.

ينبع التضامن مع غزة من الروابط التاريخية والهوية المشتركة بين الفلسطينيين والأردنيين. أعاد التصعيد الأخير فعملية الابادة الجماعية في غزة إشعال المشاعر وحفز الرأي العام ضد العدوان الإسرائيلي غير المسبوق.

نقد الاتفاق بين الأردن وإسرائيل: تشير الاحتجاجات إلى عدم الرضا على نطاق واسع عن الاتفاق الأردني الإسرائيلي، الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه ضد سيادة الأردن ويخون القضية الفلسطينية. يجادل النقاد بأن الصفقة تقوض دور الأردن التاريخي في حماية الحقوق الفلسطينية والامن القومي الاردني والعربي.

اتعكس الدعوة إلى إلغاء معاهدة وادي عربة خيبة الأمل من معاهدة السلام الموقعة في عام 1994. خاصةً وأن المعاهدة فشلت في تحقيق فوائد ملموسة للأردنيين مع إدامة الاحتلال الإسرائيلي والعدوان ضد الفلسطينيين.

كذلك فإن المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي تاكيد على رفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل والرغبة في محاسبة إسرائيل على أفعالها، لا سيما فيما يتعلق بجرائم الاحتلال في غزة.

مما لا شك فيه لا يمكن فصل الاحتجاجات عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأردنيين. أدى ارتفاع البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وانعدام الحريات السياسية إلى تغذية السخط بين السكان. وأدى الفشل الواضح للحكومة في معالجة هذه القضايا بفعالية إلى تآكل الثقة وزيادة الإحباطات، مما ساهم في الموجة الحالية من الاحتجاجات.

إمكانية الثورة؟

في حين أن الاحتجاجات تشير إلى عدم الرضا على نطاق واسع والرغبة في التغيير، فإن ما إذا كانت ستؤدي إلى ثورة كاملة ضد النظام لا يزال غير مؤكد. المشهد السياسي في الأردن معقد، مع ملكية تمكنت تاريخيا من التغلب على التحديات من خلال تحقيق التوازن بين المصالح المختلفة وتوظيف تكتيكات الاختيار والقمع.

ومع ذلك، فإن الطبيعة المستدامة للاحتجاجات وكثافتها المتزايدة تشير إلى أن الوضع الراهن قد لا يكون مستداما بعد الآن. إذا فشلت الحكومة في معالجة المظالم الأساسية واستمرت في تجاهل مطالب المتظاهرين، فلا يمكن استبعاد خطر التصعيد والاضطرابات الأوسع نطاقا.

الآفاق المستقبلية:

النظام يعي ان تصاعد الاحتجاجات يستدعي الحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية ذات مغزى في الأردن. إن معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز المشاركة الديمقراطية، وإعادة تأكيد التزام الأردن بالقضية الفلسطينية هي خطوات أساسية نحو استعادة ثقة الجمهور واستقراره.

يعتمد ما إذا كانت الموجة الحالية من الاحتجاجات ستتطور إلى حركة ثورية على عوامل مختلفة، بما في ذلك استجابة الحكومة، والضغوط الخارجية، وقدرة جماعات المعارضة على التعبئة والتنظيم بفعالية. بغض النظر عن النتيجة، تشير الاحتجاجات إلى لحظة مهمة في تاريخ الأردن، مما يسلط الضوء على السخط المتزايد والتطلعات للتغيير بين سكانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال