الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجر عثرة من العيار الثقيل

محمد حمد

2024 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق عن عدد التحالفات والأحزاب والافراد المرشحين لخوض انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق. وحسب تصريح الناطقة باسم المفوضية العليا المستقلة في العراق السيدة جمانة غلاي، فقد جاءت كالآتي : (ان تحالفين وعشرة احزاب قدموا مرشحين و٥٤ مرشحا فرديا. باستثناء الحزب الديمقراطي الكردستاني) الذي قرر مقاطعة الانتخابات في الإقليم.
وبعيدا عن التفاصيل يتبادر إلى الذهن سؤال وجيه جدا وبريء وهو: هل يعقل أن تحالفين وعشرة احزاب و٥٤ مرشحا فرديا،كلّهم على خطأ وحزب مسعود البارزاني هو الوحيد على صواب؟ هل يعقل هذا؟!
لكن المفاجآت، وأغلبها غير سارة، هي من سمات العملية السياسية في العراق ككل. فليس مستبعدا، إذا جرت الانتخابات بشكل سلس وطبيعي، أن يلحأ الطرف المقاطع لها إلى المحكمة الاتحادية العليا، التي يكرهونها أشد الكره ويتهجمون عليها ليلا ونهارا، بقائمة طويلة من الطعون والشكاوي، من أجل تعطيل نتائج الانتخابات وإفساد كل شيء. بدافع الانتقام أو الثأر أو إثبات الوجود. وكما تعودنا في مناسبات اخرى، سيكون الرفض القاطع لاي نتيجة لا ترضي حكومة اربيل، خصوصا اذا ما جاءت النتائج لصالح حزب آل طلباني.
عموما، لا يمكن لطرف واحد، مهما كانت اهميته السياسية وموقعه الاجتماعي. أن يقف ضد الجميع. ويتمترس خلف حجج ومبررات مختلفة. لن تكون في مصلحة مواطني الإقليم . مع تأكيدي أن مواطني الإقليم هم آخر ما يخطر على بال العوائل الحاكمة في شمال العراق. ولا يغرّنكم ما يقال في وسائل الاعلام من احاديث لا نهاية لها حول "حقوق شعب كردستان". المهضومة. فكل هذه الاحاديث هي عبارة عن " كلاوات" كما يقال في اللهجة العراقية. والمواطن الكردي اصبح اكثر خبرة وفطنة من ان يُلدغ من نفس الجحر مرتين !
ويبقى الشيء المؤسف هو أن الصراع والمنافسة غير النزبهة في اكثر الاخيان، في العمل السياسي بين الأحزاب المتنفذة في الإقليم، أصبحت حديث العدو والصديق لكثرة سلبياتها ونتائجها المخيبة للآمال.
كما أن التلاعب بمصائر الموظفين والمتقاعدين وبرواتبهم قبل كل شيء، اصبح سلاحا قاتلا في التعامل بين القوى السياسية في الاقليم. وكذلك القوى الحاكمة في بغداد.
كما ان مقاطعة حزب السيد بارزاني، لاسباب جلّها غير مقنعة، لا تنم الاّ عن رغبة متجذرة بقوة تتمثل في تحدي الآخرين ورفض كل ما يأتي منهم جملة وتفصيلا. وبكلمات بسيطة يعنى الوقوف وسط الطريق كحجر عثرة من العيار الثقيل. وكانهم يقولون للجميع، امّا حصة الاسد لنا واما الخراب والفوضى.
واليوم، وفي لقاء جمعه مع القنصل الهولندي في اربيل، قال السيد مسعود البارزاني ما يلي: "أن الانتخابات المقبلة لبرلمان الإقليم لن تعبّر عن الاصوات الحقيقية لشعب كردستان". يا سبحان الله !
يعني باختصار مفيد أن الاصوات الحقيقية لشعب كردستان لا أحد يعبّر عنها الاّ الحزب "الديمقراطي" الكردستاني الحاكم. اما بقية الاحزاب الكردية فلا قيمة لها !
اليس كذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر