الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية اكياس الرمل

جهاد الرنتيسي

2006 / 12 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


تاخذ استراتيجية "اكياس الرمل " التي تتبعها ايران وسوريا في مواجهتهما مع الغرب منحى اقتحاميا مع وصول تشعبات الازمات الامنية والسياسية التي تشهدها المنطقة الى ذرواتها .

فالاصابع الايرانية والسورية واضحة في دفع الوضع الفلسطيني باتجاه ابقاء حالة التوتر الذي يعيق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، ويبقي المجال مفتوحا امام اعطاء حكومة ايهود اولمرت مبررات تصعيد العدوان ، ويضع العقبات امام استئناف تقديم المساعدات للفلسطينيين .

واستدارة حزب الله الى الداخل اللبناني بعد انزلاقه في مواجهة غير محسوبة النتائج مع اسرائيل ليست بعيدة عن مساعي المحور السوري ـ الايراني لدفع بؤر التوتر الى مزيد من التازيم .

وحولت قوة الدفع الايرانية ـ السورية العراق الموغل في الحرب الطائفية الى ساحة لتصفية الحسابات .

وتتفاوت مخاطر الاستراتيجية التي تتبعها طهران ودمشق منذ سنوات بين ابقاء حالة الانقسام الداخلي والتجويع الذي ينتهي باضاعة الفلسطينيين لقضيتهم الوطنية ، وجر اللبنانيين الى حرب اهلية ، وتقسيم العراق بعد دوامة عنف يراق فيها المزيد من الدماء .

وتحويل البشر الى متاريس ليس جديدا بالنسبة للنظامين وان تسارعت وتائرها مع تزايد قلق النظام السوري من المحكمة الدولية ـ المعنية بالنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ـ وتفاقم الازمة التي يثيرها المفاعل النووي الايراني بين طهران والمجتمع الدولي .

ورغم التباينات التي تظهرها بعض التفاصيل يلتقي النظامان السوري والايراني عند شعورهما بالخطر .

ففي الحالتين هناك ازمات داخلية واخرى مع المجتمع الدولي تبقيهما على حافة الهاوية .

ومن شان تفاعل هذه الازمات وحسن ادارتها من قبل الخصوم تسريع قطار التغيير الذي لم تتوقف دواليبه عن الدوران منذ سنوات .

فالرعب الذي تثيره هشاشة الوضع الداخلي في بلديهما يدفع صانع القرار الايراني والسوري نحو التشدد في التعاطي مع المجتمع الدولي .

والخوف مما تخبئه المحكمة الدولية والاصرار على البرنامج النووي يدفع اصحاب استراتيجية " اكياس الرمل " في طهران ودمشق نحو التشدد الداخلي على امل ايقاف حركة الزمن .

وفي حسابات طهران ودمشق تتقدم اشلاء العراقيين على جوع الفلسطينيين واستقرار اللبنانيين .

فالساحتان الفلسطينية واللبنانية متراسان مساعدان للمتراس العراقي حيث المواجهة والضغط المباشرين على القطب الكوني الوحيد .

الا ان ذلك لايحول دون نجاح محاولات قلب المعادلة ، وتحويل المتراس العراقي الى خندق متقدم في مواجهة نظامي التطرف القومي والمذهبي في طهران ودمشق ، فهناك قوى الاعتدال العراقية المتضررة من السياسة الايرانية ، وقوى الاعتدال الايرانية الناشطة ، وتيارات المعارضة السورية الاخذة في التبلور .

وفي الافق ما يوحي بشراكات سياسية للخروج من دائرة التازيم والتمترس الى فضاءات الحوار واطفاء بؤر التوتر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل: مظاهرات عارمة في شوارع تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن


.. شاهد فيديو جميل لـ-قمر الزَهْرة- يضيء سماء لاس فيغاس




.. القصف والغارات تطرد النحل من صناديقه في جنوبي لبنان


.. شاحنات مساعدات تبدأ دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم| #الظهيرة




.. ما أبرز التطورات الميدانية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة؟