الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موازين مقلوبة: السيسي بطل السلام

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عالمنا اليوم موزع بين ثلاث قوى: قوة ظالمة، وقوة مجرمة، وقوة ضعيفة متفرجة تخشى بطش القوتين. .
عالم يحدثك فيه الخائن عن التضحية والإيثار من أجل الوطن. ويحدثك اللص عن العفة وعن معاني الجود والعطاء، ويحدثك الفاسق عن التقوى والإصلاح والاستقامة. حتى جاء اليوم الذي نجحت فيه بعض البلدان الإسلامية في صناعة مشايخ يتألمون جداً إذا تأخرنا عن اخراج زكاة الفطر في موعدها. لكنهم لا يتألمون إذا تعرض اكثر من 30 الف من آهلنا للإبادة الجماعية، ولا يتألمون إذا أصر السيسي على إغلاق معبر رفح بوجه المساعدات المرسلة إلى الجياع. .
فقدت طفلة فلسطينية أهلها كلهم في غارة من تلك الغارات، فضجت بالعويل والصراخ، ثم طالبت العرب بالتعامل معها مثلما يتعاملون مع أطفال إسرائيل. .
الشيء بالشيء يُذكر ان جامعتنا العربية الموميائية، التي تأتمر بأمر السيسي، عقدت مؤتمرها في الرياض بعد شهر من مسلسل المجازر، فأخرج المؤتمرون بيانا، وشكّلوا لجنة، وكلفوا اعضاء تلك اللجنة بالطواف حول كوكب الارض في محاولة لاقناع زعماء العالم بإيقاف هذه المجازر. كان هذا هو الوزن الحقيقي للعرب والمسلمين في مواجهة اسرائيل في المرحلة الراهنة. لدينا الآن انظمة فقدت وزنها وفقدت اتزانها، وترى ان المقاومة تشكل خطرا على مصالحها. .
انظروا كيف فتح السيسي ممرا بحريا لتدفق البضائع إلى حلفاءه في تل ابيب، وكيف فتح ملك الأردن ممراً برياً لتدفق الفواكة والخضروات عليهم، وتعويض النقص الحاد الناجم عن توقف ميناء (ام الرشراش). بينما ينشغل السيسي وصاحبه بإلقاء معلبات منتهية الصلاحية بمظلات مثقوبة فتتساقط فوق رؤوس الجياع. .
نعم هذه هو الجنرال السيسي الذي اضطهد شعبه، وتسبب في تجويع الفلسطينيين، لكن القوى الظلامية قررت تكريمه في برلمان البحر الأبيض المتوسط، فمنحوه جائزة (بطل السلام) لعام 2024. وزعم البرلمانيون في بيانهم أنهم اختاروا السيسي تقديرا لجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة، وتسليم المساعدات الحيوية للسكان، وإطلاق سراح الرهائن. فلا النيران توقفت، ولا المساعدات وصلت، ولا الرهائن تحررت. .
هنالك سؤال يحيرني منذ زمن بعيد يحوم حول منشأ رؤساء الحكومات المصرية المتعاقبة منذ تنحي الملك فاروق عن سدة الحكم: لماذا جاءوا كلهم من حارة اليهود في القاهرة ؟. إبتداءً من جمال عبدالناصر، وإنتهاءً بالسيسي، مرورا بأنور السادات وحسني مبارك ؟. وهنا لابد من التذكير بما قالته غولدا مائير: (سيتفاجأ العَرَبِ ذَاتَ يَوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم). .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوريا بعد سقوط الأسد: الأكراد.. ما بين المخاوف والتطمينات •


.. كييف تستهدف مطارا عسكريا روسيا بصواريخ أمريكية وبوتين يهدد ب




.. هل تنتعش أسواق دمشق بعد سقوط بشار الأسد؟


.. قوات الاحتلال تواصل انتشارها في مدينة قلقيلية رغم قيامها باغ




.. -مفيش حاجة اسمها تمشوا-.. مصريون يرفضون عودة السوريين لبلدهم