الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمانيون ولا عجب

حيدر السلامي

2006 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان هي أعلى وأهم السلطات على الإطلاق من جهة أنها تسن القوانين للبلاد وتحرص على إنزال تلك القوانين إلى حيز الوجود العملي والتطبيق الواقعي كما وتقوم بمراقبة أداء السلطة التنفيذية (الحكومة) لمهامها الوطنية في حفظ حياة المواطنين وتوفير فرص العيش الحر الكريم لكل الأفراد على السواء.
وللبرلمان أيضا تفريع وتفعيل المواد القانونية والدستورية التي يحتاجها القضاء كسلطة أخرى لضمان سير العدالة في جميع القضايا والدعاوى القضائية والجزائية والجنائية المدنية والعسكرية.
وإن جاز القول فإن السلطة التشريعية هي عقل الدولة المدبر لجميع شؤونها وما يزيد من خطورة المسؤولية التي تقع على عاتق هذه السلطة هو أنها بكامل ما تتضمنه من أعضاء إنما تشكلت نتيجة انتخاب الشعب واختياره لهؤلاء النواب الذين تتعلق عليهم الآمال الوطنية الصغيرة والكبيرة وتشرئب لهم الأعناق ويعول عليهم في كل ما يصيب البلاد من شدة ورخاء على الصعيدين الخارجي والداخلي معا.
لكن الذي نراه ونلمسه ـ وللأسف الشديد ـ أن النسبة الأكبر من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية ، لا تعي دورها ولا تتحمل مسؤوليتها بشكل حقيقي ويبدو ذلك واضحا من خلال تغيب الكثير من النواب عن جلسات البرلمان لمناقشة الأوضاع القائمة وسبل معالجتها بوقت تعج فيه البلاد بالمخاطر والتحديات العظيمة فلا يكاد يمر يوم واحد من أيام الدنيا إلا وأعمال العنف تتصاعد ونار الحرب مع أعداء الشعب تزداد سعيرا ودماء الأبرياء تهدر في كل ناحية من نواحي العراق بلا رادع من قانون أو وازع من ضمير.
وصرنا نألف الأخبار التي ترد عن تورط أعضاء برلمانيين في تمويل العمليات الإرهابية والتخطيط لها ومساندة ما يسمى بـ(المقاومة الشريفة) وما هي بالمقاومة ولا بالشريفة ـ قطعاً ـ كما أن البعض من أولئك البرلمانيين ـ ويفترض أنهم أمناء الأمة ـ كشف عن وجهه الكالح وأعلن على رؤوس الأشهاد عن ارتباطه وتأييده للإجرام البعثي والتكفير الوهابي وأنه ومن تحت قبة البرلمان يدير ويتحكم بأزرار العديد من (المفاعلات الثورانية) عن بعد وقرب.
ويعترف البعض منهم بأنه دخل البرلمان حاملا حقيبة سوداء مهربة من خارج العراق تحوي أجندة قومية أو طائفية أو احتلالية ومع ذلك كله لا نجد من يردع هؤلاء المتاجرين بقضية الوطن وإذا ما أصدرت الحكومة مذكرة توقيف أو تحقيق بحق أحدهم تقوم الدنيا ولا تقعد إلا بسحب المذكرة وتقديم الاعتذار للمجرم الذي صدرت بحقه وكأنه فوق القانون ، والأنكى من ذلك عندما يطرح السؤال: أين دور الشعب من كل ذلك؟ ولن تجد لسؤال كهذا جواباً..! لماذا يا سادة البرلمان؟ أليس الشعب من صوت لكم كي تصلوا إلى مقاعدكم هذه بأمان واحترام؟ أليس الشعب من خولكم بالدفاع عن حقوقه وحماية مصالحه؟ ألستم من ادعيتم أكبر الادعاءات وتعهدتم له بأعظم التعهدات؟! فأين برامجكم الانتخابية وشعاراتكم الوطنية وأين كرامة الشعب الذي خرج يوم دعته المسؤولية متحدياً كل أشكال الإرهاب وقوى الظلام لينصركم بصوته وموقفه الشجاع أملاً بأن تقدروا له ذلك وتحفظوه عن ظهر قلب؟ أيكون جزاء الشعب أن تتخفوا عن أدواركم وتتستروا على الخطأ ويوم تدعون للجلوس إلى مائدة الحوار والمناقشة قسم منكم يتلهى وقسم ينتهزها فرصة لفتل عضلاته واستعراض مهاراته البلاغية وقدراته الخطابية وقسم ثالث يغيب عن ذلك كله مكتفياً براتبه الشهري العالي حتى اضطر البعض الحريص منكم ـ وهم قلة ـ إلى استصدار قرار بخصم نسبة من راتب المتغيب عن جلسات البرلمان ، وأي برلمان هذا الذي لا يجتمع إلا خوفاً من قطع راتب أو طمعاً في امتياز؟! والعجب أنكم تقررون بإجماع تام وبجلسة واحدة أو اثنتين فقط معدلات رواتبكم التقاعدية والتي تستمر مع الحياة بلا انقطاع وتعجزون لعشر جلسات عن تقرير أبسط حق من الحقوق العامة التي انتخبكم الشعب لأجلها.. عجب ولا عجب..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع