الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مندلي و حكومتها المؤقتة2/11
احمد الحمد المندلاوي
2024 / 4 / 3مواضيع وابحاث سياسية
# يقول الدكتور علي الوردي في كتابه القيّم، (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث):
عندما اندلعت الثورة (ثورة العشرين) في شهربان (المقدادية)/ لواء ديالى في 14آب/أغسطس 1920م تحفزت العشائر القريبة من مندلي لمهاجمتها ونهب ما فيها من أموال حكومية و أسلحة ، فلما علم هل مندلي (مركز قضاء مندلي يبعد 160 كم عن بغداد) بذلك صمموا على الدفاع عن بلدتهم، فأعدّوا أسلحتهم، وصاروا يحرسون مداخل البلدة خشية أن تباغتهم العشائر منها.والظاهر إنّ ذلك شجعهم على أن يعلنوا الثورة على الحكومة ويستولوا على السّراي الكائن في وسط المدينة ، كان حاكم البلدة حينذاك هندياً مسلماً اسمه علي شاه الهندي.
وفي صباح 15 آب /أغسطس بينما كان هذا الحاكم "علي شاه" في دائرته في السراي على عادته في كل يوم شاهد جماهير البلدة وفي مقدمتهم رؤساؤهم يحيطون بالسراي، ويطلبون منه اعتزال السلطة وتسليم الأمر اليهم. فأجابهم الحاكم قائلاً:
" إنّي مسلم وغريب ولي عليكم حق الدخالة.." وأشار الى أحد الرؤساء وهو موسى أفندي البياتي،وكانت له علاقة حسنة به، وقال انّه دخيل عليه .
فردّ عليه موسى أفندي قائلاً :
"اذا قبل الجماعة كلهم بهذه الدخالة فأنا أقبل بها ،فصاح رؤساء البلدة : إنهم قابلون بهذه الدخالة .وعندئذ أخذه موسى أفندي الى داره بكل إحترام، ووضع له حرساً من أقاربه لحمايته .أرسل الرؤساء من ينزل العلم البريطاني فوق السراي، ورفعوا مكانه العلم العثماني، وتسلموا محتويات الخزانة ثم اجتمعوا في السراي لتشكيل حكومة مؤقتة من بينهم لإدارة البلدة،فاختاروا :
- السيد صالح بك، والسيد ألياس النقيب، وعبد الوهاب الحاج محمد، وعبد الكريم الجلبي الشكير، وحسين آغا ، واحمد آغا لطوف،ويوسف عباوي،وحسين مسلم آغا العلي الهي - كاكائي، كما عينت ضابطاً عاماً للبلدة كلها هو السيد عز الدين النقيب .
و من الطريف يقول الأستاذ صباح المندلاوي (نقيب الفنانين العراقيين - حالياً) في كتابه الموسوم(الجواهري الليالي و الكتب – بغداد 2009م) عندما قرأتُ فصلاً من الكتاب المذكور على مسامع الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وهما في المهجر(سوريا)،بعنوان أحداث متفرقة و لما بلغنا الصفحة 96
والتي تصدرتها عنوان فرعي(حادث مندلي)،علّق المرحوم محمد مهدي الجواهري:
إنّ أهالي مندلي شجعان وشرفاء..يكفي أن لم يعاملوا اليهود بالكراهية، والقتل، والإبادة،والنهب،والسلب(أثناء الهجرة اليهودية الى فلسطين). وقد ورد ذكر حكومة مندلي المؤقتة في عدة مصادر معتبرة ،عدا كتاب لمحات اجتماعية من تاريخ العراق لمؤلفه الدكتور علي الوردي، فهناك مصادر أخرى منها : مندلي عبر العصور لمؤلفه عمران موسى البياتي- بغداد 1987م،و مندلي في التاريخ لمؤلفه المؤرخ محمد جميل بندي الروزبياني – السليمانية 2004م،و كذلك ذكرها أيضاً ستار عبدي مامي في مؤلفه كي لا ننسى مندلي – بغداد 2011م، عدا ما ذكره شهود العيان،وحديث شيوخنا الكبار،و يلاحظ من تشكيل أعضاء الحكومة المؤقتة اشتراك كافة المكونات المندلاوية فيها (العرب و الكورد، والتركمان والسنة و الشيعة و الكاكائية ) بلا تمييز و من المحلات الستة التي تتكون منها مدينة مندلي آنذاك،إنها صورة رائعة من التآخي و التآلف من أجل الوطن.
كما كان للسيد محمد القمي (قدس سره) وكيل المرجعية في قضاء مندلي دور مهم في استتباب الأمن و تهدئة الأهالي ، في تلك الفترة،بمواعظه و إرشاداته القيمة،و تجواله بين الناس،وقد كتبتُ
بشكل مفصل عن هذه الحكومة التاريخية في مخطوطة (موسوعة مندلي الحضارية) .هذا و قد نشر الموضوع في وسائل الإعلام المختلفة منها موقع (دنيا الوطن)،و موقع الحوار المتمدن.
*الباحث /احمد الحمد المندلاوي- نشر المقال في موقع الحوار المتمدن تحت رقم 6155بتاريخ 24/2/ 2019م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر/
1- موسوعة مندلي الحضارية – ج1
2- الجواهري الليالي و الكتب - صباح المندلاوي– بغداد 2009م .
3- مندلي في التاريخ – محمد جميل الروزبياني – السليمانية - 2004و
4- كي لا ننسى مندلي – ستار عبدي مامي – بغداد - 2011م
5- موقع دنيا الوطن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المعارك في سوريا.. كيف اختلفت عن أحداث 2011؟
.. إصرار فلسطيني على محاولة إنعاش شقيقه الشهيد
.. ما بنود القرار 2254 حول سوريا؟
.. مأساة كروية في غينيا: نحو 100 قتيل في اشتباكات جماهيرية
.. على طريقة رونالدو.. أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة يحتفل