الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة الهارثه وهرطقات الزمن الجميل ...

موسى فرج

2024 / 4 / 3
حقوق الانسان


عندما نسمع ان في حقبة نوري سعيد ما يعرف بالزمن الجميل ويدللون على ذلك بوجود بضعة مئات من تلاميذ مهندمين يتمتعون بالصحة ويعلمونهم الموسيقى الغربية لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة تلك المعلومات وصحة تلك الصور...ولكن كم تشكل نسبة أولئك الأطفال الى مجموع أطفال العراق في حينه70%...؟ 60%...؟ 51%...؟ أم أنهم مجرد بضعة أنفار من أبناء العوائل الثرية والإقطاعيين وشيوخ العشائر من الحكام وذيولهم في تلك الحقبة، وبقية أطفال العراق جياع حفاة عراة تفتك بهم الأمراض والأوبئة والجهل والفقر والمرض ...؟ الجواب تجدونه عند حكام العراق في حقبة ما بعد عام 2003 علاوي وعبد المهدي والچلبي وزملاءهم...
وعندما نسمع عن الزمن الجميل في حقبة البعثيين وان اصحاب السيارات لا يحتاجون استخدام مصابيح الإنارة في سياراتهم عند المروق في شوارع عدد من المدن ليلاً بسبب المغالاة في انارة شوارع تلك المدن فلا أحد ينكر تلك الصور والمشاهد ...ولكن كم هي نسبة المدن التي تتمتع بتلك الأفضليات قياساً بإجمالي شوارع ومدن العراق...؟ الجواب تجدونه عند حواري صدام وأيتام البعث...
وعندما تسمع عن الزمن الجميل في حقبة حكام المحاصصة فلا أحد ينكر الصور والمشاهد عن الترف في الأحياء التي يتواجد فيها الحكام والساسة في العاصمة والمحافظات مثلما لا أحد ينكر صور أرتال الجكسارات وسيارات التاهو والـ جي كلاس للساسة والحكام وبطاناتهم ومحظياتهم ...ولكن كم هي نسبة الذين يتمتعون بتلك الامتيازات قياساً بـ 42 مليون عراقي...؟ الجواب تجدونه عند ملايين العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر ويسكنون بيوت التجاوز ويعتاشون على النفايات في المزابل...
وعندما تسمع عن اعمار السوداني في العاصمة وعن مشاريع العيداني في البصرة وزملاءه في المحافظات فلا احد ينكر الصور عن مجسر أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الذي استأثر بريبورتاجات أكثر مما حظي به برج بابل ، مثلما لا أحد ينكر الصور عن الممشى الزجاجي الخرطومي الذي أقامه العيداني على مياه شط العرب بدواعي اجتذاب السياحة وأيضاً لن ينكر أحد الصور التي تنشر في بعض المحافظات عن إقامة نصب وتماثيل لتأثيث الشوارع والساحات لنشر الرفاه الاجتماعي فيها من قبيل تمثال مدفع الإفطار المسخرة في الناصرية وتمثال الأسد في النجف والديوانية الذي بز تمثال أسد بابل ...! ولكن كم نسبة من يتمتعون بذلك قياساً بسواد الشعب العراقي...؟
الجواب تجدونه عند مكان جثث الأطفال في فاجعة الهارثه في البصره...الذي استأثر باهتمام اليونسيف الدولية والاتحاد الأوربي فأصدرا بيانات التعزية إلا المسؤولين في العراق فلا قائمقام قضاء الهارثه حضر مجلس العزاء ولا العيداني محافظ البصره...
لماذا حصلت فاجعة التلاميذ في الهارثة...؟ أمهاتهم ومعلماتهم وذويهم يصرخون: كم ناشدنا المحافظة أن تبني مدرسة في الجانب الآخر من الشارع ، لكن المسؤولين يرفضون بدعوى ان صنف المنطقة زراعي في حين ان 70% من العراقيين يسكنون الريف وليس مراكز المدن...وأمهاتهم ومعلماتهم المفجوعات يندبنهم ويصرخن كم ناشدنا المسؤولين أن يقيموا جسر عبور للمشاة يعبر من فوقه التلاميذ فلا تدهسهم الصهاريج وسيارات الحمل ولكنهم لا يأبهون...!
أيها الساده يا حكام العراق...هناك مفهوم اقتصادي شائع يسمى: التنمية المكانية وهو يعني ان التنمية الاقتصادية في أي بلد لا تكفي ما لم يتم توزيع ثمار التنمية على السكان بشكل عادل خصوصاً خصوصاً في الدول ذات الاقتصاد الريعي وفي صدارتها العراق حيث موارد الخزينة لا تمول من الضرائب المفروضة على السكان انما من عائدات النفط الذي ينص الدستور على انه ملك الشعب كل الشعب...فهل تفقهون ...؟؟
إبراء للذمة أشير الى ان هرطقات الزمن الجميل لا تشذ عنها في الزمن العراقي الحديث إلا سنوات عبد الكريم قاسم الذي توجه بالتنمية الى المناطق الفقيرة فأقام المجمعات السكنية للطبقات الفقيرة والمهمشة في العاصمة والمدن العراقية وأوصل الكهرباء والمدارس الى الريف وأقام الطرق المعبدة فيه دون أن يهمل تنمية مراكز المدن وخدمة الأحياء فيها فأقام في العاصمة قناة الجيش وافتتح جامعة بغداد ومدينة الطب ومئات المشاريع الخدمية في بغداد والمحافظات في الوقت الذي استأثر فيه غيره على ألقاب شدة الورد وقيطانها والرئيس المؤمن وأبو الثورات والأب القائد وباني العراق وخليفة نبوخذ نصر ورواد الأعمار وما شاكلها من ألقاب الأزمنة التعيسة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط