الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس ومعتقدات شعبية من فلسطين؛ نضال طه

مهند طلال الاخرس

2024 / 4 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


طقوس ومعتقدات شعبية من فلسطين تأليف نضال طه كتاب يقع على متن 470 صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله ستة 2019.

هذا الكتاب عبارة عن دراسة بحثية في الطقوس والمعتقدات الشعبية والاجتماعية الفلسطينية، من حيث اصولها الممتدة في الحضارات المختلفة، وتشابهها مع بعضها البعض، ومن حيث اصالتها في المجتمع وديمومتها وتوارثها جيلا بعد جيل، علاوة على توثيق الاغاني والاهازيج الشعبية المرتبطة بتلك المعتقدات والطقوس، مع الاخذ بعين الاعتبار بان شريحة البحث والدراسة تشمل فقط قرى وبلدات محافظة رام الله.

هذا الكتاب يحاول الاجابة عن سؤال محدد يقول: من اين اتت هذه الطقوس التي لا تمت للدين الاسلامي والمسيحي واليهودي بصلة؟ فمثلا يقف الانسان مشدوها امام تلك المراة التي ما تزال تكشف عن صدرها وتصعد على سطح منزلها تطلب من الخالق المساعدة ولا تعرف لماذا تفعل ذلك. ومثال اخر ننظر الى المراة العاقر التي تلجا الى كافة الاساليب السحرية دون وعي او ادراك منها ايضا.. ومثال اخر نجد الطفل الصغير والشاب والكهل الكبير لا يزال يلتقط قطعة الخبز عن الارض فيقبلها ثم يضعها على جبينه في حركة لا ارادية ثم يضعها على مكان مرتفع او يزيلهاعن قارعة الطريق.. وقد نجد كذلك الجده تغني طلاسم تتحدث فيها مع الماء وهي تحمم حفيدها دون وعي منها بهذه الطلاسم..

تتكون هذه الدراسة من تمهيد واربعة فصول وبحيث تناول الباحث في التمهيد مصطلح الطقس وبحث في معناه ودلالاته في المعاجم العربية والانجليزية كما ذهب الى معاجم علم الاجتماع وعلم الارصاد، ثم تلمس علاقة الطقس بالطسق ليجد بينهما علاقة واضحة ينبئنا بتفاصيلها في متن الكتاب، و بعد ذلك حدد علاقة الطقس بالدين والاسطورة والمعتقد والماثور الشعبي ، ثم قسمال طقوس الى ثلاث انواع هي السحرية والدينية الروتينية والدورية الكبرى، ثم ادرجها ضمن مجال اوسع يحتويها ويضم مراحل العبور الثلاثة في دورة وجود الانسان: طقس الميلاد، وطقس الزواج، وطقس الموت.

الفصل الاول ويتحدث فيه عن طقس ما قبل الولادة، وفي هذا الفصل يتناول بداية علاقة المراة بالعقم في الموروث الشعبي، فيبين اهمية الانجاب عند الفلسطينيين وفي الاساطير القديمة، ثم يتحدث عن لجوء المراة للاساليب العلمية كافة والقابلات والسحرة والمشعوذين كي تحمل، وبين خلال ذلك تلك الطقوس التي تمارسها الداية القابلة لعلاج المراة من العقم، ثم بين بعد ذلك الطقوس السحرية التي تلجا لها المراة اذا فشلت القابلة، ثم انتقل بعد ذلك لطقس الحمل، ومكانة الحمل حديثا وقديما ومدة الحمل، وطرق الكشف عن جنس الجنين، وتحدث عن القرينة التي تلاحق المراة الحامل لاجهاضها، ثم طرق التخلص منها ومن اذاها واستخدام الاساليب السحرية كالتعاويذ والحجابات والتمويه.

اما الفصل الثاني فصل الولادة فيتحدث فيه عن عسر الولادة ومهاجمة القرين للمراة ساعة الولادة، ثم استخدام المراة الطقوس السحرية العديدة لتبعد عنها شر القرينة، ثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن الطقوس المصاحبة لعملية الولادة، كالحديث عن غرفة الولادة حديثا وقديما والمرافقين لهذه العملية، ثم يتحدث عن لحظة الولادة والتكهن بجنس الجنين القادم بوسائل وطرق متعددة يذكرها تباعا بما فيها الحبل السري، ثم يتحدث عن طرق التخلص من هذا الحبل، ومن مخلفات عمليات الولادة، وبعد ذلك يتطرق الى موضوع تفضيل الذكر على الانثى، ومدعما ذلك بامثال شعبية كثيرة، ثم تدرج بعد ذلك من لحظة وصول الطفل ووضعه في صينية القش، الى حمامه بالماء المقدس، ثم تمليحه ودهنه بزيت الزيتون، واهمية ذلك حديثا وقديما، وبعد ذلك انتقل لطقس تكحيل الطفل وتسميته، وتناول بعد ذلك طقس العين الحاسدة، واهمية الرقية والتعاويذ والاحجية والخرز والملح والبخور والفاس والمفتاح للتخلص منها، وبعد ذلك ينتقل الى طقس قص الشعر والتسنين وطقس المشي وطقس الخوفة، ثم يبين بعد ذلك اهمية الخبز والبيضة في المعتقدات الشعبية وجذورها الاسطورية، وينتقل الى طقس العقيقة، ثم طقس الختان، وقد ربط كل هذه الطقوس باصولها القديمة ومماثلاتها في الاساطير والمعتقدات القديمة [الاشورية والبابلية والسومرية والارامية والكنعانية والفنيقية والمصرية الفرعونية والاغريقية والرومانية] وهنا تظهر قيمة هذا الجهد الكثيف والجبار في ارجاع هذه المعتقدات الى اصولها، وربط كل هذه العادات والطقوس في الحضارات المختلفة ببعضها البعض بغية معرفة جذور واصول هذه الطقوس للوقوف على الحقيقة بجلاء..

الفصل الثالث وهو فصل الزواج وفيه تناول فيه اهمية الزواج والانجاب من خلال الامثال الشعبية ومقارباتها في الاساطير السومرية والبابلية، بحيث تحدث عن سن الزواج ومواصفات عروس المستقبل، وبعض الطرق السحرية للتخلص من العنوسة، ومراسم الزواج من بداية الطلبة والاعلان الرسمي وقراءه الفاتحة وكتب الكتاب والاتفاق على المهر والذهب وامور اخرى كخاتم الذبله وحلقة الحياة ومراسم الخطبة والكسوة التي تتضمن صندوق العروس.. وتحدث لاحقا عن طلعة العروس والزفة وطقس حمام العريس ورش الشعير والملح وتوزيع الملبس وبيض الحمام، ثم طقوس المشاعر والذبح في ايام السهرات والعرس ثم وقف على زينة العروس وكحلتها ووشمها وملابسها يوم الحنة والعرس، ثم ينتقل بعد ذلك لطقس الزفاف للعروس والعريس على ظهر الخيل او في التكسي، يتبع ذلك تغسل عجينة امام منزل العريس ورش الماء، ثم رفع الطرحة وليلة الدخلة وفكاك الكندرة وفض البكارة واخيرا طقسي النفاس والرضاعة.

اما الفصل الاخير فكان عن الموت ومرحلة العبور الاخيرة، ويتناول فيه الباحث فكرة الموت عند القدماء والمحدثين، وقد عرض طقوسا متلاحقه تبدا من طقس الاحتضار ثم طقس بعث الرسائل للموتى ، وطقس زفة الموت للميت القادم من بعيد، ثم ينتقل بعد ذلك الحديث عن طقس اعلان الوفاة، وطقس البكاء والنواح والرقص الجنائزي، وطرق التعبير عن الحزن والحداد، وقد قدم الباحث اغاني تضمنت ندب الرجل والمراة والطفل والقتيل والغريب، ثم انتقل بعد ذلك لطقس الدفن واتجاهه، وطقس التلقين، ثم وضع الشاهد على القبر، وتقديم القرابين للموتى، ثم تغسل 40، ووقف اخيرا على طقس الشؤم من الميت، وطقس كسر الفخار خلفه، وطقس الطاحونة والنواح قربه.

وفي الخاتمة يرصد الباحث النتائج التي توصل اليها من هذه الدراسة وركز فيها على اهمية هذه الطقوس وضرورة تقديرها وحفظها والعناية بها، والعوده بها الى منابعها الاولى لما لها من اهمية كبرى تتعلق بتاصيل وحفظ تراث وهوية اصحاب الارض الاصليين، ومنع سرقته وسلبه وتزويره من قبل الاحتلال...

هذه الدراسة تؤكد على تاريخية وعمق هذه المعتقدات وارتباطها بالفعل الحضاري للانسانية اجمع، ووصولها الينا بالتوارث دليل حي على حيوية الشعب الفلسطيني ودليل على استمرار ديمومته وارتباطه بهذه الارض منذ الازل، وفي هذا تاكيد اخر على احقيته التاريخية بامتلاك هذه الارض وبكتابة تاريخه عليها عبر امتداد كل الاجيال.

والكتاب بهذا المعنى والمغزى يشكل اضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية، وبحيث يقدم دليلا ماديا [تراثي وثقافي] اذ يساهم بضحد الفكرة الصهيونية القائمة على ادعاء احقيتهم بهذه الارض. ويدعم حق اصحابها الاصليين الفلسطينيين بها استنادا الى موروث تاريخي ممتد وضارب في عتي التاريخ، علاوة على حقائق التاريخ وشواهده من اللقى والحثيات وعديد الابحاث والدراسات التاريخية المحكمة...

ان صراعنا مع الصهيونية ابتداء هو صراع وجود لا صراع حدود، لذا كان وجوبيا ان يظهر اثر هذا الصراع حتى على الرواية والحكاية وبالتالي على التاريخ الذي يمنح الحاضر وابناءه هويتهم ويعطي المستقبل مفاتيح وصكوك ملكيته...

ومن هنا يتبين لنا قيمة المعتقدات والطقوس كاحد سمات الهوية التي تميز اصحاب الارض الاصليين[الفلسطينيين] عن غيرهم مثل الصهاينة[الاسرائيليين] الطارئين والكاذبين والمخادعين، اصحاب الادعائات والاوهام والمرويات الباطلة القادمة من مخيلاتهم الخبيثةواطماعهم الاستعمارية والاحلالية....

ان كل ما يجري من تحريف وتخريف وتجريف صهيوني لفلسطين الشعب والتاريخ، لم ولن يمنح الاحتلال شرعية او طابو لشبر من ارض فلسطين، ولا حتى صفحة لحكاية زائفة ؛ لا لشيء كثير؛ بل لان الفلسطينييون بكل بساطة هم ملح هذه الارض وباردوها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش