الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوداني وعصا العجلة

حسين جاسم الشمري

2024 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اقرأ في السوشال ميديا بعض التعليقات التي تحاول النيل من رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني والتقليل من شأنه بحجة انه يفتتح بنفسه ويقص الشريط بيده ويتابع ليلا المشاريع البسيطة كالمجسرات والتقاطعات وتعبيد وفتح بعض الشوارع، بدلا من تركها للوزراء او وكلائهم، والقضية هنا تحتاج إلى التمحيص، فقد "محصت" ووجدت ان جميع الحكومات السابقة تقر مشاريع وبنى تحتية من مستشفيات ومدارس الخ، وتترك التنفيذ والاحالات إلى الجهات المعنية كالوزارات او الشركات الحكومية المرتبطة بوزارات اخرى، والنتيجة دائما ما تظهر ان تتحول تلك المشاريع إلى "وهمية" او تحقق نسبة انجاز لا تتجاوز ١٠% ثم تصمت إلى يوم وفاتها، ولأن السوداني ادرك هذه المعضلة فبات لا يطمأن الا بمتابعته شخصيا لتلك الاعمال ومراحلها، لذا نجد ان كل تلك المشاريع لم يتوقف العمل بها مطلقا، لخشية زيارته في اية لحظة.
واجد نفسي اليوم ملزم بقول حقيقة لمستها من السيد السوداني عن قرب، رغم اني لم امتدح مسؤولا مطلقا، لكن كنت أشير بامتداح لمواقف معينة لبعضهم وهي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكن هذا الرجل شاهدت تفانيه بالعمل وحرصه على انجاز كل ما يوكل اليه عندما تشكلت اللجنة السباعية بقرار من مجلس الوزراء عام ٢٠١٣ والمختصة بالنظر في طلبات المتظاهرين المشروعة، وقد كانت تعقد اجتماعاتها بشكل يومي وزيارات ميدانية مكثفة لجميع المحافظات التي كانت تشهد اعتصامات وتظاهرات والتي تحول البعض منها إلى منصات معادية عندما تسلل بعض الارهابيين إلى قياداتها، وكان اغلب الوزراء أعضاء اللجنة غير مكترثين بما يجري الا وزير حقوق الإنسان محمد السوداني كان يسهر على النظر في جميع الطلبات وجند الكثير من موظفيه بمختلف الدرجات في تحقيق وتلبية الطلبات المقدمة من المواطنين، بل انه اقترح اختصارات للوقت والبيروقراطية من اجل معالجة الكثير من المشاكل، وكنا حينها نحن الفريق المساند والاعلامي، نأخذ الملفات الكثيرة ونزوره لبيته المتواضع ونعيد ترتيب الاوراق، ونجتهد في آليات جديدة لأجل الحلول السريعة.
وهنا وجدت ان الرجل جاد ويعمل بمهنية عالية، فضلا عن نظافة يديه وسعة صدره، وهدوءه المعروف، ليكون افضل من في تلك اللجنة بتحقيق المطالب المشروعة ورفع الحيف عن الكثير من المواطنين، لأنه كان ينجز اغلب القضايا بيده عكس الاخرين الذين كنا نراهم يسلمون الطلبات إلى مرافقيهم ولا نعلم عنها شيء بعد ذلك، ولهذا نجد السيد السوداني اليوم قد يأس من رجالات الوزارات والعاملين في مفاصل تلك المشاريع فأخذ على عاتقه المتابعة الميدانية ليحث تلك الكوادر على العمل ويشعرهم في الوقت نفسه انهم تحت مجهر المراقبة، ويتابع بشكل دقيق مراحل الإنجاز ويحفظ بالملم إلى أين وصل العمل قبل أيام وكم المفروض ان يصل اليوم، وهذا ما يجعله رغم الضغوطات وزخم الوقت في صراع مستمر مع الذات لتحقيق ما يمكن تحقيقه، وان كانت الاحزاب والكتل السياسية تريد خيرا بالعراق عليها ان تدعم تلك الجهود وتضع العصا جنب عجلة السوداني لان نجاحه سينعكس على الجميع.
ورغم ان اغلب رؤساء الحكومات السابقة قد اضاعت حاشياتها فرص نجاحها ونهبت الكثير من أموال الشعب بحكم قربها من صانع القرار الاول فانها نصيحة ابن وطن للسيد السوداني بان ينتبه لمن حوله لان هنالك من يحاول تمرير الكثير تحت هذا الغطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د