الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنبؤات ماركس في ميزان التاريخ

عبدالرحمن مصطفى

2024 / 4 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الكثير من الكتاب والمفكرين وخصوصا من الليبراليين من يصورون الماركسية كفلسفة ورؤية منتهية الصلاحية ،وذلك أساسا يرجع الى فشل توقعات كارل ماركس "من وجهة نظرهم" ،المشكلة بهذا التصور أن كارل ماركس ومنهجه وما قدمه من إسهامات في الفلسفة ونقد الاقتصاد السياسي يُختزل الى مجموعة أراء معزولة عن سياقها والإطار المنهجي الذي قدمت به ،ماركس لم يكن عرافا ولم تكن مهمته الأساسية أن يقدم يوتوبيا للمستقبل ،ميزة منهج ماركس ؛ أنه منهج منفتح وقابل للتطوير والتعديل دون أن يغير ذلك من الافتراضات الأساسية فيمكن شرح الرأسمالية في القرن العشرين مثلا واختلافها عن رأسمالية القرن التاسع عشر اعتمادا على منهج كارل ماركس التاريخي ،لعل النقطة المحورية في المنهج الماركسي هي التاريخانية ،أي خضوع كل شيء للتاريخ وحكمه وما يقتضي ذلك من تغير وتطور ،وهذا المبدأ يشمل الماركسية أيضا ،فيمكن أن يقال أن الماركسية فكر تاريخي أي يتطور ويتغير اعتماد على معطيات الواقع وهذه النقطة مهمة لأنه لا يفترض عندها ضرورة العودة الى نصوص ماركس التي كتبها في القرن التاسع عشر لتكييفها مع الواقع الجديد فنحن هنا لا نتعامل مع نص جامد وعند هذه النقطة تحديدا يمكننا أن نميز الماركسي النصوصي عن الماركسي النقدي ،فالأخير لا يركن الى الاقتباس والعودة في كل مرة يروم فيها الى اثبات حججه وأفكاره الى كتابات كارل ماركس ويستخرج منها ما يثبت صحة وجهة نظره وهذا التصرف معيب جدا لمن يفترض به أن يفهم منهج كارل ماركس التاريخي الجدلي ..

إنطلاقاً من هذا ، يمكننا أن نفهم كتابات كارل ماركس ضمن سياقها وأن نستخرج منها ما يساعدنا على فهم الحاضر ، عند هذه النقطة ينبغي أن نعلم أن كتابات كارل ماركس ليست وعاءاً مملوءاً بالآراء المتنوعة والمتمايزة بعضها عن بعض فهناك منهج وسياق يربطها ،لكن يمكننا أن نستخلص منها ما هو دائم أو شبه دائم فيما يتعلق بنمط انتاج معين الرأسمالية في هذه الحالة بما أنها كانت الموضوع الرئيسي في كتابات كارل ماركس وما هو مؤقت وينضوي ضمن تجربة معينة في تاريخ نمط الإنتاج الرأسمالي ،من الضرورة بمكان هنا أن ندرك أن فكر كارل ماركس ذاته تعرض لتغيرات وتطورات في حياة كارل ماركس نفسه ، وهنا يستحضر التمييز الشهير الذي صكه الفيلسوف الفرنسي لويس ألتوسير بين كارل ماركس الشاب وكارل ماركس الناضج والبعض يعترض على هذا التمييز باعتبار أن ألتوسير هنا يخرج أفكار كارل ماركس من عمقها الإنساني والأخلاقي والقيمي ، على اعتبار أن كارل ماركس الشاب كان يحاكم العالم انطلاقا من زاوية قيمية أخلاقية ، فالطبقة العاملة ستنتصر مثلا لأنها مظلومة ، أما كارل ماركس الناضج فهو يحاكم العالم انطلاقا من منهجيته الديالكتيكية التاريخية فالبروليتاريا ستنتصر مثلا لأن حركة التاريخ ستقودها في هذه المهمة ، وهنا الصراع بين الذاتي والموضوعي في التاريخ ،..والتمييز بين ماركس الشاب وماركس الناضج ليس هو التمييز الوحيد الذي يمكن أن نستخلصه من تطور فكر كارل ماركس في حياته ، بل يمكن أن نميز أيضا بين كتابات كارل ماركس في نهاية أربعينيات القرن التاسع عشر وبعد قطيعته مع الهيجلية وتحديدا في البيان الشيوعي وبين كتابات كارل ماركس الأكثر نضجا في ستينيات القرن التاسع عشر (كتاب رأس المال تحديدا) ..فكارل ماركس في البيان الشيوعي كان متأثرا في الربيع الأوروبي والمناخ الثوري الذي عاشه كارل ماركس في باريس التي كانت آنذاك عاصمة الثوريين والمناضلين ضد الإقطاع ورأس المال في تلك الفترة من اشتراكيين وفوضويين وكل صنوف اليسار ..

من هنا يمكننا أن نستخلص الأفكار الرئيسية لفكر كارل ماركس والتي بقيت حاضرة في كل كتاباته وتلك الأفكار التي كانت متأثرة في زمانها وسياقها ..
من هذا ما يقال مثلا عن أن توقعات كارل ماركس أخطأت فيما يتعلق بزوال الرأسمالية وبالاعتماد أساسا على ماكينزيمات الرأسمالية ذاتها ، وهذا التوقع يمكن أن نستخلصه من كتاب البيان الشيوعي ،والذي فيه تصور كارل ماركس تطورا خطيا للرأسمالية بحيث توحد آلياتها الداخلية البلدان المختلفة في سوق موحدة وما ينجم عن ذلك من نشوء طبقة بروليتارية عابرة للبلدان في مواجهة طبقة برجوازية عابرة للدول أيضا .
وبذلك تحفر البرجوازية قبرها بنفسها ،فحاجتها الدائمة تجبرها على استكشاف أسواق ومنافذ جديدة لتصريف الفائض وهي بذلك ترجئ أزمتها (في البلدان المتقدمة أولا) عن طريق تصريف الفائض في الأسواق الجديد حتى يعم نمط الإنتاج الرأسمالي الكرة الأرضية وتستنفذ البرجوازية جميع الحلول وتخلق أزمة فائض انتاج على مستوى الكرة الأرضية وتعجز عن تصريف الفائض وفي نفس الوقت تسرع عملية البرتلة وتخلق طبقات عاملة باستمرار في البلدان التي تتحول الى الرأسمالية بفعل فتح الأسواق ،وبهذا يكون زوال النظام الرأسمالي وهذه فرضية روزا لوكسمبورج الرئيسية في كتابها التراكم الرأسمالي .
من الصحيح مثلا أن نقول بأن كارل ماركس كان متأثرا بهذه الرؤية الخطية لزوال الرأسمالية في كتاب البيان الشيوعي فهو لم يتحدث عن الإمبريالية وواقع اللامساواة بين الدول فضلا عن اكتشاف منافذ جديدة لتصريف الفائض ،لكن هذا لا يشطب مساهمة كارل ماركس الرئيسة في بيان طبيعة نمط الانتاج الرأسمالي التراكمية وحاجته للبحث عن أسواق باستمرار ،فالرأسمالية نمط معولم بالضرورة وهذا ما أثبته التاريخ لكن النتيجة التي وصل لها ماركس من هذه الفرضية لم تتحقق أي أن الرأسمالية لم تتحول الى اشتراكية ،المثير هنا أن البعض مثلا يأخذ خلاصة ماركس في توقعه بزوال الرأسمالية لكنه يغفل في نفس الوقت صدق الفرضية التي بنى عليها هذه الخلاصة أي نزوع الرأسمالية الى التوسع وما تخلقه من أزمات بفعل هذا .
وهذا ما يتضح أكثر في كتاب رأس المال الذي كُتب في ستينيات القرن التاسع عشر ،ففي كتاب رأس المال تجاوز ماركس فرضية زوال الرأسمالية ،بأن وضع كوابح لآلية الرأسمالية الداخلية ذات النزوع التدميري أي المنافسة التي تولد انخفاضا في معدلات الأرباح باستمرار وذلك من خلال تخفيض كُلف الإنتاج (بغض النظر عن الطرق)
ماركس توقع أن تتحول عملية المنافسة الى تكتل وتمركز للرساميل وهذا ما حدث فعلا ،وهذه فرضية أثبتها التاريخ فمنذ نهاية القرن التاسع عشر تحولت الملكيات الخاصة الصغيرة الى ملكيات كبيرة مملوكة لبعض الأفراد والمؤسسات ،ولو عاش ماركس أكثر لأعاد النظر في الأفكار التي أوردها في كتاب رأس المال من ناحية اكتشاف الطرق الجديدة التي ستعمل بها الرأسمالية مع تحولها الى نظام احتكاري ..
ماركس لم يستشف فقط الآليات الداخلية التي تعمل بها الرأسمالية فقط ،بل ما تستتبعه من تأثير على العلاقات الاجتماعية ،فظاهرة التسليع هي نتاج ملازم لسيادة منطق القيمة التبادلية في المجتمع ،فكل مجالات الحياة تسلع وتتحول الى منافذ لتجميع الأرباح ..
يمكن اعتبار ماركس كمفكر الأكثر قدرة على اكتناه ظاهرة العولمة وتبعاتها على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية ،وبتحليل قاعدتها الاقتصادية التي تقوم عليها ،حتى أن الكثير من المفكرين الليبراليين من يعتبره مثلا مبشرا بالحداثة الرأسمالية كجاك أتالي فهو كان نابذا للنزعات الحمائية والانغلاقية في وجه العولمة سيادة علاقات الانتاج الرأسمالي ،بل حتى أن العديد من المؤمنين بأفكاره من يعتبرون الرأسمالية نمط انتاج حضاري (حتى في شكلها الحالي) وهذا ما يدفع بعض المفكرين مثلا الى إدانة الثورات الاشتراكية في القرن الماضي على اعتبار أنها حرقت مراحل التطور دون أن تأخذ في الاعتبار مستوى تطور البلاد التي حدثت فيها هذه الثورات وبصرف النظر عن وجه النظر هذه وقلة تبصرها ، إلا أن ذلك يشير أكثر ما يشير الى ضرورة الأخذ بالآليات التحليلية التي اعتمد عليها ماركس في فهمه لمجتمع واقتصاد القرن التاسع عشر (في الدول المتقدمة) .
في الحقيقة لو أردنا أن نقدر قيمة كتابات كارل ماركس يمكن أن نقارنها مع كتابات معظم الليبراليين من القرن التاسع عشر حتى الآن ،كمثال ما قيمة كتابات اقتصاديين كميلتون فريدمان وفون هايك واقتصاديين نيوليبراليين آخرين في فهم مشكلات زماننا هذا ؟ إنها لاتقدم أي شيء باستثناء التبرير والتبرير فقط لنظام مهترئ لايشبه في شيء الفضائل التي طالما بشر بها المنافحون عن الاقتصاد الحر من التنافسية وسيادة لمستهلك وتوفير السلع بأقل الأثمان بفضل تطور التكنولوجيا الذي تحفزه عملية المنافسة الخ..
عندما ينبذ ممثل المدرسة النقدية (النيوليبرالية) ميلتون فريدمان مثلا الإنفاق الحكومي وآليات التسيير الكمي فهو بذلك يتعارض مع أبسط السياسات الاقتصادية المطبقة حاليا في أمريكا معقل الرأسمالية وليس في أي مكان آخر ،وهو لا يدري أنه لو اتبعت البنوك المركزية سياسات فريدمان وفون هايك والمفكرين الاقتصاديين النيوليبراليين لانهارت الرأسمالة في فترة قصيرة فالبنوك المركزية في أمريكا وأوروبا ومعظم دول العالم هي التي تنتشل الرأسمالية وطبقتها من أزمتها الخانقة وبذلك طبعا دون حل جذري لمشكلة الرأسمالية بل تقديم حلول وقتية ،مع ذلك هذه الحلول الوقتية لولاها لشهدنا كسادا عميقا بعد أزمة 2008 مثلا كما كان في أزمة الكساد الكبير عام 1929 وقبل وتطبيق برنامج النيوديل الخاص بالرئيس الأمريكي روزفلت ،كانت السياسة المتبعة هو ترك الأسواق والمؤسسات المالية والإنتاجية تعمل دون أي تدخل من الحكومة بتطبيق مقولة الرئيس الأمريكي آنذاك هربرت هوفر (دع البط الأعرج يموت) وكان تطبيق النيو ديل يعنمي ضمنا تكذيب مقولات الليبراليين الداعية الى ترك الأسواق تعمل بحريتها دون أي ضبط من الحكومة .

هذا بالنسبة للمفكرين الاقتصاديين أما بالنسبة للفلاسفة الليبراليين ،فكارل يختلف عنهم في تصويره لحقيقة القوى المحركة للتاريخ ،فبرتراند راسل مثلا كان ممنا بقدرة العلم على حل جميع مشاكل البشرية في علاقتهم مع الطبيعة أو المشاكل الإجتماعية والأخلاقية ،كارل ماركس كان ناقدا لهذا النمط من التفكير فالعلم ليس محايدا من ناحية آثاره الاجتماعية فهو يخضع للعلاقات الاجتماعية والدور الذي تمارسه على تطبيقات العلوم ،ومن هذه الناحية كان ماركس ناقدا لرى لفلاسفة التنويريين حول تصوراتهم عن مستقبل البشرية وقدرتها على تخليص نفسها من المشاكل واقامة المجتمع العالمي الإنساني ..

ختاما
لتقديم فهم أفضل لفكر كارل ماركس مقارب (للمنهج العلمي) ينبغي اخضاع فكره لمنهجه ذاته وهو المادية التاريخية ، ففكر ماركس كان نتاجا لظروف تاريخية معينة ، وهذه الظروف تغيرت وتطورت ،وعلى ضوء الواقع الجديد يمكن تقديم فهم أفضل للنظام الرأسمالي وأزماته وبالاستفادة من الأدوات المنهجية والتحليلية التي قدمها ماركس ،وهنا ينبغي أن يعامل فكر ماركس كما تعامل النظريات العلمية مع مؤسسيها ،فنظرية التطور مثلا تطورت وتغيرت آليات تفسيرها عن الشرح والتفسير الذي قدمه داروين وكذا نظريات نيوتن ،وكذلك ينبغي أن يعامل فكر ماركس فهناك أمور كثيرة في فكرة اندثرت وما عاد لها وجود في زماننا وهناك تصورت لازالت مهمة في فهمنا للنظام الرأسمالي والمجتمع المعاصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وظيفة العلم التفسير والتنبؤ
منير كريم ( 2024 / 4 / 5 - 20:57 )
الاستاذ المحترم عبد الحمن مصطفى
الوظيفة الاساسية للعلم هي تفسير الظواهر والتنبؤ حولها
واذا ما فشلت النظرية في التفسير او التنبؤ ناهيك عن التطبيق فان النظرية تترك لتحل محلها نظرية اخرى تفسر وتتنبأ
وانتم تعتبرون الماركسية علما لكنها فشلت في التفسير ةالتنبؤ وبعد ذلك في التطبيق
اما تعتبرون الماركسية علما (نظرية) انتهى مفعوله او تعتبرون الماركسية منزهة عند ذاك ستكون قطعة ادبية او موعضة اخلاقية وتستمر هكذا
النقطة الثانية في مقالك ان الماركسية منهج وليست نصوصا فسؤالي ماهو تعريف المنهج العلمي لنرى مااذ كانت الماركسية منهجا
وللعلم فماركس نفسه اعتبر نفسه يقدم علما مثل دارون وقد فسر وتنبأ وساهم في الاعمال الثورية وقدم نصائح لثوار كميون باريس
شكرا


2 - التمييز بين التحليل العلمي المجرد والاستنتاجات
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 4 / 6 - 08:46 )
الأخ العزيز منير كريم تحياتيا..

التفريق بين التحليل العلمي الاجتماعي لواقع المجتمع الإنسانيعلى النحو الذي قام به ماركس في كتاباته والاستنتاجات المبنية على هذا التحليل مهم في مسألة التعامل مع أفكار ماركس ومدى ملاءمتها للواقع..بمعنى أن المادية التاريخية التي قدمها ماركس صحيحة ولايزال الإنقسام الطبقي ومفرزاته هو الجانب الأهم في القضايا الاجتماعية في هذا الزمن ،فمثلا كون السلطة السياسية تابعة لطبقة معينة هي حالة تسود غالبية المجتمعات اليوم وأزمة ٢-;-٠-;-٠-;-٨-;- مثال على ذلك عندما هرعت الحكومات لإنقاذ أصحاب البنوك وشركات التأمين على حساب دافعي الضرائب
لكن رؤية ماركس بحتمية زوال الرأسمالية(في البيان الشيوعي) وبفعل أدواتها ذاتها هي غير صحيحة وغير ملزمة ..ونحن هنا لانتعامل مع موضوع رياضي حتى تكون الاستنتاجات نابعة بالضرورة من المقدمات ،فقد تكون المقدمات صحيحة والاستنتاجات خاطئة تماما كما في نظرية النسبية العامة وفرضية الكون المستقر التي تبناها انشتاين مثلا

ثانيا لو فرضنا أن الاشتراكية كتطبيق للماركسية فشلت هذا
لايعني أن التحليل الماركسي خاطئ فهناك فرق بين الجانب المعياري والتحليلي
يتبع


3 - أطروحة الاشتراكية لاتزال حاضرة
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 4 / 6 - 08:56 )
الرؤية الإشتراكية لاتزال موجودة على برامج الأحزاب السياسيةنحن لانتعامل مع شيء انقرض ..جيرمي كوربن مثلا الذي ترأس حزب العمال البريطاني لم يجد وسيلة غير التأميم لمعالجة مشكلة الركود الاقتصادي وكذا ائتلاف سيريزا في اليونان أي بل أي مصلح اجتماعي حتى لو كان مؤمنا باقتصاد السوق الحر لايقترح أشياء خارجة عن الرؤية التي طرحها ماركس في البيان الشيوعي من الغاء للميراث أو الضرائب التصاعدية وتأميم المرافق الحيوية ولو بالتدريج (والبيان الشيوعي طرح هذه الحلول على اعتبار أنها ستطبق بالتدريج)

انهيار اشتراكية القرن العشرين لايعني أنها فاشلة وإلا هل يمكن لنا أن نعتبر سطوة النظم الاستبدادية في العالم العربي كتجارب ناجحة فقط لأنها موجودة؟

هناك مقاييس أخرى تتعلق بالانتاج والتوظيف والاستقرار الاجتماعي الخ..
تحياتي..


4 - المنهج العلمي
منير كريم ( 2024 / 4 / 6 - 15:58 )
الاستاذ
شكرا على ردك ولو انه غير مرض كجواب على تساؤلي عن وظيفة العلم التفسير والتنبؤ ثم التطبيق سواء كان العلم تجريديا او ملموسا
على اي حال هذه وجهة نظرك
لم تقل ماهو المنهج العلمي حتى نرى فيما اذا كانت الماركسي منهجا كما يصف البعض
شكرا تقبل تحياتي


5 - العلم بطبيعته نسبي ولا يضيره هذا في شيئ
حميد فكري ( 2024 / 4 / 7 - 02:28 )
تحية أستاذ عبد الرحمان مصطفي بعد طول غياب

العلم حتى لو كان فزياءا أو بيولوجيا فهو نسبي بطبيعته , وهذا لا يعيبه إطلاقا بل على العكس تماما يعد نقطة قوته . لذلك ليس عيبا أن يخطأ العلم , بل يمكن القول إنه لمن الضروري أن يخطأ. ففي أخطاء العلم يكمن سر تقدمه , هذا ما دعى فيلسوف العلم جاستون بشلار الى القول إن تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء.

أي اختراع أو ابتكار علمي , لا بد وأن تسبقه العديد من المحاولات والتجارب , والتي غالبا ما يكون مألها الفشل .وبعد ذلك أي بعد فهم أسباب الفشل ,وتحليلها , ينجح الإنسان في تحقيق النتائج المرجوة .
خذ مثال على ذلك , محاولات الصعود للقمر , كلَّفت أمريكا أكثر من محاولة , مات خلالها رواد الفضاء , وأنفقت مليارات الدولارات ,وعلى مدى سنوات , بعد جهد جهيد , تحققت النتائج.
السؤال : لماذا إذن يتناسى البعض هذه الحقائق ويطالب الماركسية أن تشذ وحدها عن هذه القاعدة البديهية ,علما أن حقل التاريخ أكثر تعقيدا من حقل الطبيعة ؟
على ماركس ,عند هؤلاء , أن يصير إلها لايخطأ ولو لمرة واحدة , حتى يرضوا عنه.
بصراحة كم هؤلاء متدينون حقا, وإن زعموا غير ذلك.


6 - الى حميد فكري المفلس
nasha ( 2024 / 4 / 7 - 11:27 )
يقول: العلم بطبيعته نسبي ولا يضيره هذا في شيئ


هههههه لا يا شاطر

لايوجد نظرية علمية دون ثابت مطلق يكون اساس ومحور الاطروحة النظرية.
مثلا:
النظرية النسبية ثابتها المطلق هو سرعة الضوء الثابتة التي لاتتغير ولا يمكن تغييرها.

نظرية نيوتن للجذب العام اساسها( ثابت الجذب العام) اللذي لا يتغير ولا يمكن تغييره

مختلف النظريات التي تتعامل مع الطاقة الحرارية ثابتتها المطلق هو الصفر المطلق والذي يستحيل تجاوزه.

نظرية الكوانتم ثابتها المطلق هو( ثابت بلانك ) الذي لا يمكن تغييره على الاطلاق

وهكذا في كل المواضيع العلمية.

وكذلك في علم الاجتماع والقانون والعدالة
مثلا:
وصايا موسى العشرة هي اساس كل القوانين الغربية المسيحية.
القرآن في الاسلام هو الاساس في التشريع الاسلامي.
ماركس واشتراكيته ونظريته هو الاساس لبناء مجتمع فاشل اتكالي فاسد منافق.

لا يوجد انسان عاقل ومنطقي لا يعترف بالمطلق .
فهل انت عاقل ومنطقي يا خميد؟


7 - المنهج العلمي
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 4 / 7 - 12:06 )
الأخ منير كريم تحياتي ..

بالنسبة للمنهج العلمي ..أنا لا اختلف مع الوصف الذي طرحته هنا
بمعنى وضع النظرية أو التفسير والتنبؤ ثم مقاربة هذل التفسير بالنسبة للواقع..لكن المعارف الاجتماعية مختلفة عن العلوم الطبيعية ،فليس هناك فوارق حدية بين علم الاجتماع والانثروبولوجيا والاقتصاد مثلا كما هو الحال بين الفيزياء والكيمياء مثلا وكذلك ليس من السهل أن تختبر نظرية ما فهناك عوائق وشروط لكل نظرية بينما في الفيزياء مثلا بإمكانك أن تعزل العوامل التي لاتريدها وهو مالا يتوفر في الاقتصاد ووكما قلت بالنسبة للنظرية الماركسية فهي نظرية مفتوحة بمعنى يمكن أن تصدق بعض التنبؤات وتفند أخرى بناءا على معطيات الواقع
، تحياتي مرة


8 - نسبية العلوم
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 4 / 7 - 15:23 )
الأخ العزيز حميد فكري تحياتي لك ..

لا اختلف معك في التوصيف الذي طرحته لنسبية العلوم والمعارف وتراكمها ،الاقتصاد السياسي الماركسي تطور كثيرا عن النمط الذي تبناه ماركس في ستينيات الفرن التاسع عشر ..فنظريات بول سويزي وبول باران مثلا تقدم تفسيرا مختلفا لنمط المنافسة في الرأسمالية الآحتكارية عما كان عليه الحال في زمن ماركس في ظل الرأسمالية التنافسية وكذا ما يطرحه بعض المحدثين من نمط جديد للإنتاج كحال وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس ..

منهج المادية التاريخية يقتضي أن يكون فكر ماركس محدود بزمانه ويخضع لظروف عصره ،لكن بطبيعة الحال المعارف الاجتماعية أبطأ في التغير من العلوم الطبيعية لأنها لاتزال حديثة العهد وهي لاعتبارات كثيرة فيصلح أن تنطبق فرضيات معبنة قدمها ماركس في القرن التاسع عشر على زماننا هذا كما أن هناك فرضيات أخرى تجاوزها الزمن ..
لذلك العلوم نسبية وتخضع للتطور والتغير ..


9 - ناشا كن هادئا يا حبيبي
حميد فكري ( 2024 / 4 / 7 - 20:53 )
ناشا كن هادئا وحاول أن تفصل بين موضوع السيد عبد الرحمان مصطفى وموضوع السيد حميد زنار , فلا تسقط غضبك في غير محله.

الكلام عن نسبية العلم ياعزيزي , المقصود منه أن العلم - وإن كان علما - ليس معرفة مكتملة دفعة واحدة والى الأبد . بل هو تراكم معرفي , محدود بالزمكان , أي بلغة ماركسية محدود بشروطه التاريخية والمعرفية.
إلا إذا كنت ترى عكس ذلك , فهذه قصة آخرى


10 - حول المنهج العلمي ثانية
منير كريم ( 2024 / 4 / 7 - 22:36 )
الاستاذ المحترم
المنهج العلمي او طريقة استخلاص المعرفة العلمية تتضمن
منطق عدم التناقض الارسطي
السببية او الارتباط السببي
التجربة العملية او الملاحظة العملية
الاشتقاق الرياضي
القياس الاحصائي ونظرية الاحتمالات
.............................
المنهج العلمي مستقل ويستخدم في كل العلوم بدرجات متباينة بما فيها العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية بطريقة تناسب كل علم
فلاتكون الماركسية منهجا وانما نظرية تخضع للمنهج العلمي. البعض ممن يحاول تطوير الماركسية يذهب الى ان الماركسية كمنهج هي المادية الديالكتيكية وهنا يعود للمربع الاول
اشكرك استاذ عبد الرحمن فقد كان حوارنا علميا اكاديميا ومؤدبا


11 - الى حميد فكري والوقوع في نفس الخطأ مرة اخرى
nasha ( 2024 / 4 / 8 - 00:33 )
تقول:الكلام عن نسبية العلم ياعزيزي
في كل الاحوال وحتماً لا يمكن لفكرة نسبية ان تنتسب الى فكرة نسبية اخرى.

الفكرة النسبية يجب ان تنتسب الى ثابت مطلق ، والا ستكون كذبة لا معنى لها .

بالطبع الفكر البشري نسبي ويجب ان يرتكز على الثوابت المحسوسة للانسان ، لكي يكون الفكر مقبولا لدى عامة الناس وليس خدعة وكذبة وخرافة لا اساس لها.

بما أن الانسان محدود المعرفة فمن الطبيعي ان يستمر في البحث بهدف الوصول الى اقصى فكرممكن ليقارب الفكر المثالي الكمالي.

وعليه البحث العلمي والبحث الادبي هي عمليات البحث عن الكمال المعرفي المثالي.
او بتعبير آخر الانسان دائم البحث عن الكمال بكل صوره، ومن هنا جائت فكرة الاله الخالق

فكرة الاله فكرة عبقرية وليست خرافة كما ادعى ماركس ودارون وفرويد وراسل ونابليون وغيرهم من المخدوعين بالتكنولوجيا وبامكانية وصول الانسان الى المثالية.

الانسان يتوهم وينخدع لغروره وعجرفته ويرى في ذاته الاهاً، لايأتيه الباطل كباقي الناس.
وهذا هو ما يجعل السيكوباث المغرورين من القادة السياسيين والاجتماعيين وحتى من علماء الطبيعة المادية يتحولون الى وحوش كاسرة مميتة.
شكرا للكاتب تحياتي للجميع


12 - ما أقصده بالمنهج المادي
عبدالرحمن مصطفى ( 2024 / 4 / 8 - 12:59 )
الأخ العزيز منير كريم تحياتي مرة أخرة
ما أقصده بمنهج المادية التاريخية القاعدة التي يبنى عليها التحليل الماركسي للتاريخ الإنساني ،المنطق الأرسطي هو مطبق في صورة غير واعية بالتحليل الماركسي فهو أشبه بالبديهيات فعدم التناقض بالفهم الأرسطي لايمكن ألا يوجد في أي فلسفة وكذلك قاعدة السببية كل هذه المبادئ متضمنة في الفلسفة الماركسية كما في أي فلسفة أخرى
لكن التحليل المادي هو شيء متقدم عن البديهيات المعروفة ،فهو رؤية كلانية لطريقة فهمنا للمجتمعات والتاريخ الإنساني ،أما بالنسبة للقياس والإشتقاق الرياضي والإحتمالات بطبيعة الحال مايمكن أن تطبقه في العلوم الطبيعية لايمكن أن تنقله للمعارف الاجتماعية فمثلا ما يسمى ب econometric
يضع معاملات للمتغيرات المستقلة أو العوامل المؤثرة في المتغيرات التابعة على أساس أن المعارف الاجتماعية هي حقول تنطبق عليها نظرية الاحتمالات والاحصاء ،لكن ذلك متعذر ،لأن انطباق فرضية معينة بنسبة محددة لايعني أنها ستكون كذلك في المستقبل فضلا عن عدم امكانية حصر العوامل في هذا الميدان وكينز قدم نقدا مفصلا للقياس والاحتمالات في ميدان الاقتصاد


13 - ناشا كلامك لا معنى ولا طعم له
حميد فكري ( 2024 / 4 / 8 - 23:16 )
ناشا ،كلامك كله تناقضات ، لامعنى ولا طعم له.أسف ياعزيزي.

اخر الافلام

.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم


.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني




.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس


.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي