الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات العامة ودورها في إدارة الأزمات محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


العلاقات العامة ودورها في إدارة الأزمات


تلعب العلاقات العامة دورا حاسما في إدارة الأزمات، حيث تعمل كأداة اتصال إستراتيجية للمؤسسات للحفاظ على سمعتها أو استعادتها أثناء أوقات الأزمات. يمكن إرجاع مفهوم العلاقات العامة في إدارة الأزمات إلى أوائل القرن العشرين، عندما بدأت المنظمات في إدراك أهمية إدارة التصورات العامة والسمعة. على مر السنين، قدمت الشخصيات الرئيسية في مجال العلاقات العامة مساهمات كبيرة في تطوير استراتيجيات إدارة الأزمات، وتشكيل طريقة استجابة المنظمات للأزمات والتعامل مع المواقف الصعبة .

تاريخيا، تطورت العلاقات العامة في إدارة الأزمات جنباً إلى جنب مع مجال العلاقات العامة نفسه. في أوائل القرن العشرين، كان آيفي لي وإدوارد بيرنيز من الشخصيات الفعالة في تشكيل ممارسات العلاقات العامة الحديثة. غالبا ما يُنسب إلى آيفي لي باعتباره مؤسس العلاقات العامة الحديثة، مؤكدا على أهمية التواصل المفتوح والشفافية مع الجمهور. من ناحية أخرى، قام إدوارد بيرنيز بتطبيق المبادئ النفسية على العلاقات العامة، وفهم قوة الإقناع والتأثير في تشكيل الرأي العام .

وفي سياق إدارة الأزمات، وضع هؤلاء الرواد الأوائل الأساس لكيفية تعامل المنظمات مع الأزمات والتواصل مع أصحاب المصلحة. إن تركيزهم على الصدق والشفافية والتواصل الاستراتيجي يمهد الطريق لكيفية تعامل المنظمات مع المواقف الصعبة للحفاظ على سمعتها ومصداقيتها .

إن تأثير العلاقات العامة في إدارة الأزمات عميق، حيث يجب أن تكون المنظمات قادرة على التواصل بشكل فعال مع أصحاب المصلحة والجمهور للتخفيف من تأثير الأزمة. في العصر الرقمي الحالي، حيث تنتشر الأخبار بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت، يجب على المؤسسات أن تكون استباقية في إدارة الأزمات لمنع الإضرار بالسمعة .

أحد الأفراد المؤثرين في مجال العلاقات العامة في إدارة الأزمات هو تيموثي كومبس، وهو باحث مشهور في اتصالات الأزمات. قدم كومز مفهوم الاتصال أثناء الأزمات كمجال للدراسة، مؤكدا على أهمية الاستعداد والتواصل الاستراتيجي خلال أوقات الأزمات. توفر نظرية التواصل أثناء الأزمات الظرفية (SCCT) إطارا للمنظمات لتقييم مدى خطورة الأزمة وتحديد استراتيجيات الاتصال المناسبة لتوظيفها.

من منظور إيجابي، تسمح العلاقات العامة في إدارة الأزمات للمؤسسات بإدارة الأزمات بشكل فعال، والحفاظ على ثقة أصحاب المصلحة، وحماية سمعتهم. من خلال الانخراط في التواصل المفتوح، والاعتراف بالأخطاء، وإظهار الالتزام بمعالجة الأزمة، يمكن للمؤسسات التغلب على المواقف الصعبة والخروج أقوى على الجانب الآخر .

ومع ذلك، هناك أيضا جوانب سلبية يجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر بالعلاقات العامة في إدارة الأزمات. قد تنخرط بعض المنظمات في ممارسات خادعة أو تحاول إخفاء المعلومات أثناء الأزمات، مما يؤدي إلى مزيد من الضرر لسمعتها ومصداقيتها. في مثل هذه الحالات، يمكن النظر إلى العلاقات العامة على أنها أداة للتلاعب بدلا من كونها وسيلة تواصل حقيقية .

وبالنظر إلى المستقبل، فمن المرجح أن يستمر مجال العلاقات العامة في إدارة الأزمات في التطور حيث تتصارع المنظمات مع التحديات والأزمات الجديدة. لقد أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال الرقمية إلى تغيير الطريقة التي تتكشف بها الأزمات وكيف يجب على المنظمات الاستجابة لها. ستلعب الشخصيات الرئيسية في هذا المجال دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل استراتيجيات إدارة الأزمات، مما يضمن استعداد المنظمات للتعامل مع الأزمات بفعالية والحفاظ على سمعتها في مواجهة الشدائد .

تعد العلاقات العامة في إدارة الأزمات عنصرا حيويا في الاتصال التنظيمي، مما يساعد المنظمات على تجاوز الأزمات وحماية سمعتها. على الرغم من وجود جوانب إيجابية وسلبية يجب أخذها في الاعتبار، إلا أن هذا المجال مستمر في التطور والتكيف مع التحديات الجديدة. ومن خلال التعلم من الشخصيات المؤثرة وتبني أفضل الممارسات في التواصل أثناء الأزمات، يمكن للمؤسسات إدارة الأزمات بشكل فعال والخروج منها أقوى على الجانب الآخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله