الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن مواجهة امر(نقص المياه) والتعايش معه

عبد الكريم حسن سلومي

2024 / 4 / 5
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يتطلب تحقيق التقدم في مواجهة تحديات أزمة المياه تبني طرق واساليب متكاملة تتناول ادارة موارد المياه بفاعليه وكفاءه ولابد أيضا من التقدم في مجال تطوير العلاقة بين المياه من جهة وكل من الصحة والتعليم والبيئة والحد من الفقر والامن الغذائي وتوفير الطاقة ومزيد من الاهتمام والالتزام السياسي مهما كانت ظروف المنطقة وكذلك يتطلب التعاون ما بين دول المنطقة من جهة ومع الدول المجاورة من جهة أخرى بحيث يتم تقاسم المياه وفقا لاحتياجات كل بلد بما يحقق صالح الجميع.

في ضوء المعطيات على الواقع والارض وتفاقم التداعيات الناجمة عن التغير المناخي هل يمكن للبشر التأقلم مع الأمر وإيجاد حلول لمشكلة نقص المياه ؟ نعم قد يمكن تحقيق هذا ولكن بشرط إحداث تغييرات رئيسية في اسلوب ونمط الحياة بالتعامل مع المياه في المنازل من قبل الافراد.
وحتى نوع الأغذية التي نتناولها والملابس التي نرتديها خاصة ما يتعلق بمدى استهلاك هذه الأغذية والملابس للمياه. فمثلا يحتاج كيلو واحد من اللحم البقري إلى 15 ألف ليتر من الماء. ومع إجراء القليل من العمليات الحسابية يمكن للبشر تحديد الأولوية فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه.
أما فيما يتعلق بالخضروات فإن زراعة كيلوغرام من الجزر والطماطم يحتاج إلى حوالي 200 ليتر فقط. قد يبدو استهلاك الخضروات للموارد المائية كبيرا لكن سيبدو الأمر مختلفا إذ ما تم مقارنة ذلك مع ما يحتاج كيلو غرام واحد من اللحم البقري من المياه وبالمقارنة سيكون استهلاك المياه عاملا هاما للتعامل مع مشكلة ندرة مصادر المياه.
ذكر البروفيسور الهولندي أرين هوكسترا الذي ابتكر مصطلح (البصمة المائية) والتي تعني مقدار المياه التي تُستخدم لإنتاج سلعة معينة أو لزراعة محصول بعينه أن خفض استهلاك البشر للحوم يمكن أن يقلل استهلاك المياه بأكثر من 35 بالمائة. إلا أن هوكسترا استدرك وقال إن هذا لن يكون كافيا.
ويمكن للزراعة التي تلعب دورا هاما في مواجهة أزمة ندرة المياه عن طريق تأهيل البنية التحتية للري لتكون أكثر فعالية لتقليل استهلاك المحاصيل للمياه إذ إن الزراعة تستهلك أكثر من 70 بالمائة من المياه العذبة المتاحة فيما يتم فقد الكثير منها خلال التبخر أو التسرب أثناء الري.
كذلك يمكن لزراعة أنواع معينة من الأشجار أن تساعد في هذا الأمر فقد كشفت دراسة أن تحويل الأراضي الزراعية إلى غابات يمكن أن يزيد من هطول الأمطار خاصة في فصل الصيف.
بيد أنه حتى في حالة تطبيق هذا الأمر فإن المشكلة الرئيسية وهي لابد من التخفيف من اثار ظاهرة التغير المناخي وفي المقدمة يأتي تقليل انبعاث الكربون
وقد تساعد هذه العوامل مجتمعة بداية من الملابس التي نرغب في شرائها أو الطعام الذي نتناوله وحتى الوصول إلى تقليل انبعاث الكربون في إنقاذ الكثير من الأرواح ومنع نشوب حروب المياه.
لا يحصل الكثير اليوم من سكان العالم على خدمات مياه شرب صحيه وامنه ويعاني ما يقارب نصف سكان العالم من نقص خدمات الصرف الصحي الكفؤة والأمنه و إمكانية الحصول على إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي فتزايد عدد السكان بالعالم واساليب ومجالات وطرق استخدامات المياه المتخلفة والأكثر استهلاكاً للمياه مع التذبذب الحاصل في هطول الأمطار والتلوث في العديد من مصادر المياه اليوم كل ذلك يجعل ندرة المياه واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه الانسان اليوم وتعيق التطور الاقتصادي وتمنع القضاء على الفقر وتعطل تحقيق التنمية المستدامة.
هل تنقية(تحلية) مياه البحر او المالحة هي الحل لأزمة المياه
تحوي جميع انواع المياه الموجودة طبيعيا مواد ذائبة تشمل هذه المواد املاحا مثل كلوريد الصوديوم وبيكربونات الكالسيوم ,كبريتات المغنيسيوم وانواع اخرى من المواد الموجودة في الطبيعة وهذه المواد هي التي تعطي للماء العذب طعمه فالماء الخالي تماما من الاملاح غير مستساغ وهو الماء المقطر الذي يستخدم في العلاجات والادوية
يقول الكثيرون إن الحل بتجاوز محنة شحة المياه يكمن في تحلية مياه المحيطات والأنهار المتوفرة على سطح الأرض ونتجنب شبح حروب المياه. بيد أن التحلية تأتي أيضا بمشاكل كبيرة. ففي مقدمة ذلك يتطلب استخراج الملح من الماء طاقة مكثفة مما يعني أن العملية تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ساعدت على الاحتباس الحراري ونتجه عنه تغير المناخ مما زاد من ندرة المياه في المقام الأول اضافة لذلك فإن محطات تحلية المياه باهظة الثمن وهي موزعة على نحو غير متساو. إذ إن نصف محطات تحلية المياه في العالم والبالغ عددها قرابة 20 ألفا تقع في بلدان الخليج الغنية بالنفط فيما تخدم غالبية هذه المحطات بلدان ذات دخول مرتفعة.
إن الوصول إلى محطات تحلية المياه يعد نادرا جدا في البلدان شديدة الفقر التي تعاني من ضعف الموارد ومن هطول أمطار متفاوتة أو موجات من الجفاف القاسية .وتثير قضية تحلية مياه المحيطات والبحار مشكلة أخرى تتعلق بالمحلول الملحي الناتج من عملية التنقية فبمجرد فصل المياه العذبة والحصول عليها يتم إعادة المحلول الملحي إلى المحيط ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الملوحة فضلا عن استنفاد مستويات الأوكسجين في المياه وخنق الكائنات الحية
وهكذا نجد دوما دور خفي بهذه المسألة حيث يروج الكثير من المنظمات المالية الدولية والمراكز البحثية ذات البعد الاقتصادي الى ان الحل لقلة ونقص المياه يكمن في تحلية مياه البحار و المحيطات والأنهار والبحيرات والخزانات الجوفية المالحة المتوفرة على سطح الأرض وبالتالي تجنب شبح حروب المياه
**من المعروف ان كثير من بلدان الشرق الاوسط تعتمد على تحلية ميا البحر فاكثر من 75% من المياه المحلاة بالعالم تنتج بالشرق الاوسط وشمال افريقيا ويوجد70% منها بدول الخليج و 6% بليبيا والجزائر
*ومن المعلوم ان زيادة الطلب على المياه يتطلب اللجوء الى مصادر غير تقليديه مثل تحلية المياه ومعالجة المياه واعادة استخدامها وسحب من المياه الجوفية من الابار وخاصة لمتطلبات ادارة المرافق السياحية
لكن للأسف لا يفهم الكثير الى ان التحلية تخلق مشاكل كبيرة .فعلى سبيل المثال في إفريقيا يعاني شخص من كل ثلاثة أشخاص من انعدام الأمن المائي بشكل كبير وان انشاء محطات تحلية المياه فيها صعب جدا خاصة في البلدان الإفريقية شديدة الفقر التي تعاني من ضعف الموارد ومن هطول أمطار متفاوتة أو موجات من الجفاف القاسية.
*****لقد اصبح الاعتماد على تكنلوجيا تحلية المياه اسلوب لا مفر منه لتأمين المياه والتي للأسف ان هذه التقنية تستهلك طاقه كبيره وتسبب ملوحة المنطقة والتي قد تحول مياه المنطقة الى بحر ميت كبير







المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
1-4-2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف