الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د

عبدالامير الركابي

2024 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالاميرالركابي
هل من نمطية مجتمعية وتجسد كياني اخر، مقابل الصيغة الاعلى الارضوية بنوعها الديمقراطي الطبقي؟ اذا عدنا الى ارض سومر حيث اللاارضوية، فان مانجده من شكل ينتمي الى المعروف ب "الدولة" يضعنا امام صيغة اخرى مقابلة، نعلم انها غير ناطقة، ولم تتسن لها الظروف اللازمه لجعلها حاضرة نموذجيا، فضلا عن احتمالية الرسوخ او الغلبه المستحيلة بناء عليه، غير ان حال من هذا الصنف لم يمنع البعض من الملاحظين عن ان يقدموا لنا نموذجية خرجت بين ايديهم من دون ان يدركوا ابعادها، او الحقيقة الكامنة وراءها، عدا دلالاتها الكونية والتصيرية، كأن نقرا مثلا :: " واذا غدت القرية مدينة، برز في الحضارة الجديدة من نمط سياسي: الديمقراطية البدائية / تكرار للقصور المعرفي بالحالة/ففي دولة المدينة الجديدة، كانت السلطة السياسية العليا، في يد مجلس عام يشترك فيه جميع الاحرار البالغين( نظام وامرهم شورى بينهم الخاص بمجتمعات اللادولة). وفي الفترات العادية كانت شؤون الحياة اليومية تصرّف بارشاد مجلس الشيوخ، اما في الازمات ـ في حالات خطر الحرب مثلا ـ فكان بوسع المجلس العام ان يخوّل احد اعضائه السلطة المطلقة، ويجعله ملكا. ولكن هذه الملكية منصب يتقلده صاحبه لزمن محدد، اذ ان المجلس الذي يخلق هذا المنصب، يستطيع ايضا ان يلغية حال انتهاء الازمة" (10) واهم ماينبغي الانتباه له هنا، هو تعدي الحالة لقدرات وممكنات العقل الذي اذا نوه عنها في احسن الحالات، فانه لن يبلغ حد اكتشافها كنوع نمطية مغاير، واغلب من يكتبون بهذا الصدد، يذهبون بحثا عن حل لمعضله قصورهم فيحيلون مايقاربونه الى جاهز هو "الديمقراطية البدائية " السابقة على تبلور المجتمعات في ارض مابين النهرين، الامر الطبيعي بحكم كونهم، اولا لايعرفون مفهوم مجتمعية "اللادولة"، التي لم تكتشف اوربيا الا في وقت قريب لاحق، من ناحية، ولان هؤلاء اجمالا احاديي المعتقدعلى صعيد النوع المجتمعي، مايحول بينهم وبين الاقتراب من عالم "اللاارضوية" التي يحيلونها بسبب قصورهم الاعقالي، الى المفهوم المبسط المتاح لتصبح "ديمقراطية بدائية" هي اقصى مايمكن لهم استحضاره، بينما نحن هنا امام واقع وتكوين مجتمعي نمطي ارقى واعلى كينونة من قدرتهم على الاحاطة بما خص التبلور المجتمعي، وفي المقدمه مجتمعيتهم التي يعتقدونها النموذج الاعلى والاكمل بنية، والاوحد الذي لاثاني له.
والامر الواجب التوقف عنده لهذه الجهه، ان البحث التاريخي، ومايعرف بالتاسيسية والبدايات المجتمعية ومنطوياتها، وتعيينا "الاركولوجيا" التي نعرفها، هي بالاحرى صيغة اولية قاصرة، بنيت على مفهوم رئيسي عاجز عن اماطة اللثام عن الحقيقة التبلورية المجتمعية، بماتنطوي عليه من مترتبات تظل عالقة ومهيمنه على رؤية الكائن البشري لذاته ولوجوده، وهنا يثبت الكائن البشري الالي الاوربي وهو في بدايات تعامله مع الانقلاب الالي، اجمالي قصوريته التي تظل تهيمن على تفاعليته مع المتغير الالي، الامر الفائق الخطر اذا مااخذنا بالحسبان مترتبات المفارقة بين نوع وحقيقة الحدث الحاصل، ومامتاح من امكانية ادراكه والتعرف عليه، وعلى ابعاده، ماكان من شانه تكريس حالة من التوهمية الكبرى باسم العلموية والتقدمية الفائقة، استنادا الى المتحقق بسبب الاله من دفع وتسريع غير عادي للاليات المجتمعة على الصعد المختلفه، فكان ان ظل العقل محكوما من حيث اليات اشتغاله الى الطور اليدوي الاسبق في قراءة المتغير المستجد، الامر الذي يستمر الى اليوم بانتظار، الانتقال الاختباري اللاحق الى الطور الالي وأنقلابيته الكبرى.
يحدث الانقلاب الالي ـ بغض النظر عن المعروف من التوهمات ـ بدون منظوره الضروري المطابق واللازم لادراك موقعه من المسالة التاريخيه والمجتمعية، فيضطر البشر للعيش على مدى زمني بوجوده في حالة مفارقة بين الوعي وبين الادراكية المتاحة، ومن ثم الحقيقة الناشئة، مابين ادراكية ارضوية غالبة تاريخيا وراسخه، واخرى الاله ممهد لها وعامل ذهاب اليها، هي الطور العقلي من الكينونه والاليات المجتمعية البشرية، الامر الذي توجبه وتتكفل بتحقيقه منطويات واليات التحول الالي اللاجسدي / العقلي، مقارنه بالطور الاول الارضوي/ الجسدي الحاجاتي، اليدوي.
ونقف هنا امام افتراض لن يكون مقبولا باية درجة كانت بناء على التبسيطية الساذجه والمخالفة جمله وتفصيلا لحقيقة العقل وطريقة عمله واليات ادراكيتة، كعنصر حيوي مخالف نوعا للاله من حيث التكوين والفعالية وماتقتضية من اشتراطات الاختبار للظواهر المستجدة، بما يجعل وعي الانقلابات الفاصلة والحاسمه الكبرى، تتاخر بانتظار التجربة والفحص والخطا كما حدث اصلا مع التاسيسية اليدوية التي لم تصبح لها "رؤيتها"، وفك رموزها ومجاهلها، الا بعد قرون طويلة، ومع ذلك ظلـ بحكم طبيعتها ادراكية حدسية ناقصة، تنتظر الاكتمال في وقت لاحق، مايجيز لنا القول بان الانقلاب الالي المجتمعي قد ظل ناقصا الى الوقت الحاضر، وانه لن يكتمل و يصير ظاهرة م متوفرة على العناصر الاساسية اللازمه والضرورية، الا بعد ان يتحقق الادراك المتناسب مع طبيعتها، والباقي موجلا من الطور الاول اليدوي، بانتقال العقل البشري الى الادراكية اللاارضوية والازدواجية، والكشف عن الياتها.
هنالك اذن طور آلي اول توهمي ينتهي بالانتقال الى الادراكية المجتمعيةالعقلية، وهو المقصود والمنتهى البشري المجتمعي الذي يوجد الكائن البشري محكوما له، وسائرا اليه، مجتازا اليدوية الاولى التي تكرس الارضوية المجتمعية ،ثم الاليه بمداها التوهمي الاول. فما الذي ياترى ياخذ الكائن البشري اخيرا الى ماهو محكوم ومجبر على الذهاب اليه، ان ماتتسبب به الالية الناشئة من تناقض بين البنيه المجتمعية اليدوية الموروثة، وطبيعتها المتجاوزة لها، ينتج عنه وينتهي كما هو حاصل اليوم على مستوى الكرة الارضية، تصادميه احتدامية لاتستطيع المجتمعية المشار اليها، وبالاخص على اجبار الحياة والمجتمعات على الرضوخ لاحكامها والياتها استمرارا، فتدخل طورا من الاختلال المتعاظم والمطرد لدرجة توقف اية امكانيه او احتمالية استمرارية مرتكزه الى الماضي والمعتاد في المجالات كافة الامر الذي يحضر الاحتمالية الفنائية، ما يوجب الانقلابية العقلية العظمى اللاارضوية، التي تكون قد تلقت خلال الفترة الالية الاولى في مابين النهرين، ما يضعها امام احتمالية الفنائية بحكم غلبة الغرب الالي، واستبداديته النموذجية التفكرية، ونفيه لاحتمالية التناقض بين الوسيلة الانتاجية المستجدة، والنمطية الغالبة المستمرة حاضرة.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال