الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخدام المزدوج لوسائل الاعلام

جمال محمد تقي

2006 / 12 / 9
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


التبصر بمعنى كلمة ـ وسائل الاعلام ـ يمنحنا وضوحا قد يغيب عنا احيانا ، ونحن في خضم التأويلات والاستخدامات المتنوعة والمتشابكة والمركبة واحيانا المعقدة للاعلام كوسائل ، والاعلام كاهداف وبين الانتاجية الاعلامية التي تتعدد اوجه جودتها ومعايير نجاحها بحسب جودة وظائفها وتماهيها مع طريقة بثها لمختلف الرسائل المتوخاة منها ، والتي قد تدغم فيها جملة من الاهداف حتى لوكانت متناقضة ، وكلها بوسيلة مستحدثة واحدة وفي آن واحد .
فالوسائل هي ادوات متنوعة محايدة حياد الالة ، كالقلم والصحيفة والراديو والتلفزيون والموقع الالكتروني انما الذي يستخدمها هو فقط من له هدف محدد او مجموعة اهداف يريد انجازها باستخدام هذه الوسائل المنتجة المتاحة ، ان الاجادة الفنية تعني التمكن من عمل الوسائل والاجادة في مستويات تحقيق الهدف يرتبط بطبيعة الهدف نفسه ومدى تفاعل المستهلكين او المتلقين او الجمهور الموجهة له فحوى الرسائل الاعلامية .
ما ذكرته في المقدمة يشمل كل وسائل الاعلام المؤسس او المنظم اي الاعلام كمشروع انتاجي سياسي اقتصادي تجاري ثقافي رياضي فني علمي وهو اما مشروع يتبع للقطاع العام او الخاص او المختلط واما ان يكون مشروع محلي او اقليمي او دولي ، ولكل واحدة من هذه القطاعات خصائصه وميزاته المتحركة والثابتة ، والاعلام المعاصر قد تجاوز وحرك الكثير من الثوابت السابقة بسبب من تطور وسائل انتاجه وحدوث قفزات هائلة في عالم الاتصال وتقنياته ، مما اصبح ممكنا وبيسر طباعة صحيفة يومية واحدة في اكثر من بلد وفي نفس الوقت ، وصار من اليسر ان يستملك اشخاص محطات تلفزيونية فضائية اذا توفر لديهم عنصر التمويل المستدام ، وصار ممكنا اصدار صحف الكترونية تصل لكل ارجاء العالم ، وتدريجيا تتحقق سطوة السلطة الرابعة بعد ان عجز مقص الرقيب من ملاحقتها رغم انه مازال يجاهد للتقليل على اقل تقدير من نفوذها المتسرب واعتقد انه سيصل لحالة يصدأ بها مقصه ولا يقدر على قص شيء سوى نفسه انه يحتضر رغم اوهامه في السعي لتطوير تقنيات مقصه بحيث يصل بها لمستوى التجاوز نفسه !
هناك وسائل اعلام اخرى ليست لها علاقة بثورة الاتصالات لكنها كانت ومازالت تتمتع بشأن ووزن في المجتمعات التي تحتضنها تقليديا وخاصة مجتمعات الفقر والعازة ، فالاشاعة والنكتة والمثل كلها وسائل يصنعها البشر بالسنتهم ويتناقلوها سريعا بالسماع كما كان الامر ايام شعر المشافهة ، وينطبق عليها نفس منطق الاغراض والاهداف والانتاجية والجودة التي تنطبق على الحالة الاولى من وسائل الاعلام ، الفارق الشاسع بين الحالتين ان وسائل الاعلام المتطورة ذات ميزة عالمية في انتشارها وسرعة وصولها اما الوسائل الاولية فهي محلية وتكاد تكون معزولة ، لكن الحاجة ام الاختراع فدمج الاثنين ممكنا بل هو الممكن الاول لاظهار الخصوصيات التي يتسع لها وبكل الابعاد الاعلام بثورته الجديدة !
ومثلما كان كل طرف يستخدم اسلحته في المعارك والصراعات القديمة فان الامر مازال هوهو ولكن الفرق ، انه الان على نحو اوسع ومتشعب وعالمي وهنا تبرز حقيقة هي لصالح الاكثريات المقهورة وفي اي مكان كان .
ان امكانيات فضح وتعرية وتكذيب مبررات المستغلين والمتغطرسين والمتنفذين بات امرا ممكنا لو احسن استخدام المتاح بالقياس لما كان عليه الحال من قبل ، والاعلام اليوم واحدا من اعظم الاسلحة المستخدمة في تطويع عقول وقلوب المراد تطويعهم بغسل الادمغة واحاطتها بكل الذي يؤدي للتعمية رغم كل الذي اوردناه من سعة فضاء الاتصال ، هذا لا يعني قطعا ان الامكانيات المتاحة لكل الاطراف متساوية اي الاطراف المستغلة والمستغلة بكسر الياء لان التقدم التكنلوجي والمعرفي مثلما يعطي الطرفين ياخذ منهما والحقيقة انه اقصى انواع التركيز الذي عرفته البشرية في القدرة على خلق جدار هلامي سميك لتفريغ وحلب شحنات الانسنة الثورية ، انه يعطي الطبقات المهيمنة اكثر مما ياخذ منها!
عليه فان تعزز دور وقدرات سلطة الاعلام لايعني بالضرورة انه حر ومستقل رغم ما يوفره من امكانيات هائلة للكشف ، وتتيح قوانين حماية حقوق الافراد والمؤسسات في الغرب مساحة واسعة من التناول الحر والمستقل لكنها ايضا محددة باليات وانماط لاتستطيع تجاوزها الا ما ندر !
الاعلام سلاح ذو حدين يتبع للذي يحمله ويقاتل به ، فتش عن الممول فتش عن الاهداف القريبة والبعيدة فتش عن المالك الاسمي والفعلي ستجد كل الاجابات !
ملاحظات حول الحوار المتمدن :
التعددية تعطي لاي شيء نكهة الحياة ، وكلما زخر موقع الحوار المتمدن بتلك التعددية تجده حيوي ومتألق وكلما غابت تجده رتيب وممل ولا يشع غير الخفوت ، حتى لو تخصص الحوار باليسار او بالديمقراطيين او العلمانيين او الليبراليين او الوطنيين الديمقراطيين ، فالتعددية في كل جزء منهم امر حيوي يحفز على التجاوز والرقي .
موقع الحوار المتمدن اجده يحاول ان يفعل ذلك لكنه ينجح مرة ويفشل مرتين فالانتقائية لديه واضحة وشخصنة التعددية مهما كانت جالبة لمزيد من القراء لكنها ستبقى شخصنة لا تغني القراء ذاتهم !
رغم ذلك فان الموقع واحد من المواقع العربية الاكثر احتراما وجدية وملاحظاتي هذه لا تقلل ابدا من الدور الرائع الذي يلعبه ، وبالمناسبة اقترح ان تقام زاوية ثابتة في الموقع بمثابة قاموس للمفردات والمصطلحات والمفاهيم والاحداث الهامة بشكل يومي لتساعد القراء على الاغتناء من تنوع الوجبات المقدمة ، هذا وارجوا للموقع مزيدا من النجاحات الدائمة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام