الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الدول

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تنظيمات ما بعد الدولة وهو تعبير عن التنظيمات ذات البعد الايديولوجي والتي تمارس انشطتها داخل حدود الدول مع الاحتفاظ بمساحه من الحرية في علاقاتها مع الدولة سواء قهرا أو توافقا، ولعله طرحنا هنا متعلق بعدد من الأسئلة: لماذا ظهرت ؟حكمه التواجد في دول دينيه من العالم الثالث؟ ثم الوضعية القانونية؟ وكذلك شرعيتها ودرجات الشرعية ومصادر تلك الشرعية على ارض الواقع؟ نحاول الإجابة على السؤال الاول فنجد ان الإجابة مرتبطة بعجز الدولة الوطنية عن تحقيق مساحه الحلم المجتمعي المنوط به والتي طالما سوقت له في اوقات الاحساس بالانصراف الشعبي عنها وكذلك الحاجه للشعب كظهير سياسي وورقه ضغط في صراعات حدودية، وكذلك الخلاف حول قضيه قوميه ، وكذلك ارتفاع وتيره الأصولية عبر العالم مع الفارق بقوه الدولة في العالم الغربي بفعل الشفافية الاجتماعية وقدره الافراد على ممارسه الرقابة الشعبية والتعديل المستمر لوتيرة التمثيل النيابي بحيث يصبح للانتماء امر مشترك من الطرفين.
وهو أمر متعلق بثبات الهياكل الإجتماعية والتي ترسخت بفعل المشاركة الإيجابية ولكن حال دولنا في عالمنا الاسلامي/ الافريقي /العربي وهي منشأ تلك الجماعات والنموذج الابرز لها هنا جماعه حزب الله في لبنان وجماعه الاسلام السياسي في تونس والجزائر ومصر؛ اما حكمه التواجد فإن عدم كفاءه الدولة الوطنية وتنامي الصدامات مع الاتجاهات السياسية المختلفة داخل الدولة خاصه مع غياب استراتيجية تنموية قادره على احتواء كافه التيارات خاصه مع ثبات الوجوه السياسية وتطويع القانون لخدمه تجميد الحراك الاجتماعي لصالح فلسفه سياسيه معينه، اما وضعيه القانونية من عدمها فان حاله الشقاق التاريخي ما بين الحكومات في عالمنا الثالث من كثره كبوات عدم المصداقية التي مارستها نفس الوجوه السياسية مما خلق نوعا من الشرعية المجتمعية دون القانونية وذلك بحكم المركزية المفرطة على حساب الاطراف وبذلك تصبح الاطراف مصدر خطر على السلامة الفكرية للمجتمع والدليل الاكبر على ذلك انتشار جماعات الاسلام السياسي في مصر بدات من محافظه الإسماعيلية والشرقية وما لبثت الا ان زحفت للحلمية حيث تجمع اهل الريف القادمين من اجل المولد الخاص بالسيدة زينب والحسين وهو حي شعبي اسسه نبيل عباس حليم لخدمه جموع العمال في جزء مكمل لرفاهيه المدينة وبالتالي شكل بيئة حاضنه للفكر القادمين به من الإسماعيلية، وبالتالي فإن الثغرة القائمة ما بين الدولة والشعب فجاءت تلك الجامعات الوظيفية لتشغل ذلك الفراغ. اما فيما يتعلق بالشرعية فان قدره اي جماعه فوق الدولة مرتبط بالقدرة على خلق بديل اجتماعي قادر على توفير الخدمات المفترض تقديمها من قبل الدولة وهنا سر المستوصفات والجمعيات الأهلية التي حلت محل الدولة في المناطق التي عجزت الدولة عن النظر إليها واحصائها بالأصل، ولكن البعد الاهم هنا الترسيخ الايديولوجي الناتج عن مازق فلسطين في الوعي والممارسة العربية وبالتالي بناء الخطاب السردي الخاص بتلك الجماعات والقائمة على طبيعة الفكرة السائدة والتي تمثل نقطه البداية الواجب جعلها كأساس قابل للانماء هنا يكون التباين قادر على خلق شرعيات متوازية لا تتلاقى وبالتالي تسقط الوحدة الفكرية في المجتمع.
هو المثال الابرز الذي يجسد ذلك النموذج هو حزب الله في جنوب لبنان حيث يحقق عدة ملامح قياسيه:
1 القدرة على امتلاك السلاح القادر على تحقيق مفهوم الجهات ككلمه فاصله قادره على خلق حاله من الحشد وكذلك المبرر الاخلاقي حيث قسوة الاحتلال الاسرائيلي وعجز الدولة اللبنانية عن التوافق في تسارع الدول العربية على مفهوم الريادة عبر لبنان لإدارة العالم العربي.
2 القدرة على التوليد فهم خاص بالفقه الاسلامي أكثر فاعليه من القوى الكائنة في المجتمع ذاته.
3 بطلان الاستبعاد بحكم الخلفية المسبقة عن المذهب الشيعي ولكن من خلال مشترك اجتماعي يتجاوز المختلف العقدي، وهو حتميه مقاومه العدوان الصهيوني على لبنان، وكذلك التمحور الاخلاقي والتاريخ حول قضيه القدس ذلك الحلم الذي يختزل عجزنا الذي وصلنا فيه حد التوحد مع القاهر الصهيوني.
4 القدرة على القيام بدور الدولة وذلك على مستوى الحرب والنزال كما حدث في 2006 عندما اذاق العدو الصهيوني مراره الهزيمة حتى تم اعتبار ذلك العالم العام كسر نظريه ان حرب اكتوبر 73 هي اخر الحروب ، والقدرة هنا على الاحتفاظ بكيان الحركة بعد ذلك.
5 القدرة على خلق البديل الاجتماعي من خلال خدمات خاصه باستكمال شروط الحياه الكريمة لمنسوبي الحزب وكذلك جموع لبناني الجنوب.
6 النجاح في تكريس الصورة الذهنية عنه لدى العدو حال بناء العدو استراتيجيته الخاصة في تقدير تحديات امنه بكل درجاته.
يبقى السؤال المهم : هل يستطيع أحد رتق هذا الفتق المنتج لتلك الظاهرة ،وكذلك من يملك عقلية الاحتواء ومساحة الحرية المتاحة ،وهل سيتم اعتبار تلك التنظيمات دول كريولية اذا جاز التعبير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل