الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الحرب الجوية الأمريكية على البيوت الآمنة والصمت الحكومي

كهلان القيسي

2006 / 12 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


-بيوت مشبوهة تفتش وتثار الحكومة
-بيوت تسوى بالأرض بساكنيها والحكومة صامتة

قبل ستة أشهر حذر الكاتب المعروف سيمور هيرش من سوء استغلال القوات الجوية الأمريكية في حرب العراق الدائرة وإعطائها أهداف خاطئة وتكون نتائجها كارثية. وحدثت بالفعل ابتداء من قرية مكر الذيب الى الفلوجة والاسحاقي وغيرها من البيوت المكتوبة بأهاليها، طبعا وحسبما يقال في الإعلام وتصاريح الناطق العسكري هناك تنسيق مشترك ومحاولة تلافي الخسائر المدنية.
نحن نعرف إن توجيه اللوم الى الحكومة في الوقت الحاضر هو كالضرب في جسد ميت، لكن هذا الجسد الميت انتفض قليلا عندما أرادت القوات الأمريكية تفتيش بعض البيوت في بغداد كغيرها التي فتشت وبفرح من قبل الحكومة، والبيوت التي لم تقبل الحكومة ان تفتش تحوي خفايا وأسرار قد توضح صورة القتل والدمار اليومي، وقد تثبت تواجد أناس غرباء توفر هذه البيوت لمأوى الآمن لهم.
إن ما جرى بعد ذلك وخلال الاسبوع الماضي ارتكبت القوات الأمريكية والتي تدعى إنها قوات متشاركة في العملية مع القوات العراقية 3 مجازر متتالية على بيوت آمنة ادعت إنها أما تعرضت لإطلاق نار أو تشك في كون من يسكنها أناس غرباء أو مقاتلين أجانب, لكن بعد أن ينقشع غبار الحمم الجوية الهائلة حتى تتبين الصور ة أشلاء أطفال رضع ونساء حوامل وشيخ طاعن في السن كان يفيء بظلة هذه العائلة المنكوبة.
الحوادث الثلاث المتتالية حدثت في الأنبار – 6 أشخاص- ادعوا إنهم مقاتلين أجانب، وتبين أنهم 5 إناث إحداهما رضيعة وشيخ طاعن في السن، وفي ديالى نفس التهمة وتبين إنهما عائلة مكونة من أب وأولاده وزوجات أولاده، وفي الحادثة الثالثة نفس التهم ونفس الضحايا، بل الأدهى هو التقليل من العدد يقولون قتلنا 5 والحقيقة هي ضعف العدد، نشكر اله كون هناك صحفيين مازالوا قادرين على التضحية بأنفسهم من اجل تصوير الأشلاء لكي يثبتوا للعالم إن هؤلاء مجرد قرويون عزل، لا ذنب لهم كونهم امنين بعيدا في بيوتهم. ولنفترض إن هؤلاء مقاتلين ضد قوات الاحتلال، هل من المعقول أن يصطحب شيخ طاعن في السن طفل رضيع ليقاتل به الأمريكان، ولنفترض حصل إطلاق نار من سلاح خفيف تجاه قوات الديمقراطية، هل من العدل أن ترد القوات الأمريكية بهذه الضربات الجوية الماحقة.
الأدهى من ذلك تشارك كافة وسائل الإعلام ومنها رويترز وغيرها وخصوصا العربية في التغطية على هذه الجريمة وتصف الخبر :إن القوات قتلت مجموعة من الإرهابيين ، وبعضها لا يعيد تصوير الخبر حتى بعد ان تتبين الصورة الحقيقية.
لا نستغرب هذه الحالة أبدا، فقد حصلت أمس الأول في أفغانستان وفي إقليم هلمند بالتحديد، حيث بثت القناة الأولى في التلفزيون البريطاني فلما يصور جزءا مشابها لهذه الحالة، حين تعرضت دورية بريطانية لإطلاق نار من سلاح خفيف، استدعت القوات البريطانية نظيرتها الهولندية لتوجه ضربة جوية بقنبلة تزن نصف طن على بيوت قرية بنيت من الطين تكاد الريح ان توقعها، وبعد ذلك تبين ان كل الضحايا من المدنيين.
وبالعودة الى حكومة المنطقة الخضراء لا نعتقد ان أحدا سوف يلام اذا ما اتهمها بأنها حكومة مليشيات تحابي جانبا على الجانب الأخر، حيث إن الفرق شاسع بين ان يفتش بيت من اجل سلامة باقي البيوت ، وبين أن تباد بيوت باهليها لمجرد الشك في وجود أناس غرباء.
هذه ليست الحالة الأولى التي تتصرف الحكومة بهذا الشكل لتثبت طائفيتها المقيتة، بل إن هناك تنسيقا ألان في استهداف كل من يحمل السلاح من الطرف الأخر دفاعا عن نفسه، ففي الوقت التي تتعرض فيه أحياء معينة بساكنيها لقتل واستهداف منظم، من قبل المليشيات الطائفية، تأتي القوات الأمريكية والحكومية لتكمل ما ارتكبته المليشيات في المساء المحظور التجوال فيه!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي