الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم مفلس اخلاقيا

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 4 / 7
القضية الفلسطينية


اسقطوا بالمظلات حتى الآن 30 الف طرداً من طرود المساعدات، بعضها تحتوي على خبز متعفن، ومعلبات منتهية الصلاحية، ورقائق بطاطا. سقطت معظمها في البحر، بينما كانت القنابل والصواريخ تنهمر بلا هوادة فوق رؤوس الجياع الباحثين عن تلك الطرود بين ركام البنايات المهدمة لتحصد ارواحهم بلا مبالات. فاستشهد معظمهم، وعاد الباقون صفر اليدين إلى مخيمات الجياع حيث يتضور الأطفال جوعاً، ويرتجفون هلعا من شدة الخوف والبرد والفزع. .
اشترك المهرجون كلهم في مهزلة رمي المظلات المثقوبة. لكنهم اتفقوا كلهم على غلق المعابر وتضييق الحصار في إعلان صريح عن إفلاسهم الأخلاقي. .
نشعر بالحزن والخجل كلما تكشفت لنا وجوه البلدان الأوروبية التي سقطت أقنعتها، وظهرت على حقيقتها المناوئة للحق والمناصرة للصهيونية العالمية. ومع ذلك ظلت تتظاهر حتى الآن بالعدل والإنصاف والإنسانية في مشاهد تمثيلية مثيرة للسخرية. .
امتلأت شوارع غزة بجثث الأطفال، وتناثرت اجسادهم فوق أكوام الحجارة، بينما كان المتأسلمون يواصلون احتفالاتهم في الرياض، وفي العاصمة المصرية الجديدة بمناسبة تنصيب السيسي للمرة الثالثة، في حين انشغلت الشرطة العربية باعتقال المواطنين في كل مكان بتهمة التضامن مع غزة. حتى يوم القدس مرًَ على العرب والمسلمين من دون ان يكلفوا انفسهم بإلقاء كلمة مواساة لسكان القدس من باب المجاملة. .
سألوا جو بايدن قبل قليل: ما الذي تنصح به اسرائيل في حربها على غزة وبعد قتلها فريق المطبخ المركزي ؟. سار بضعة خطوات، ثم توقف قليلا، والتفت إلى الصحفيين. قال لهم: قلت للاسرائيليين: (افعلوا ما يحلو لكم). ثم واصل سيره بلا ميالاة نحو طائرته. .
رؤوساء بلا أخلاق وبلا مروءة. وعالم بلا مبادئ. لا يهتمون بأي شيء، فاهتماماتهم الوحيدة منصبة على خدمة كيان الخنآزير ودعمه بكل الطرق المتاحة. .
المثير للاشمئزاز انك ترى هذا الكم الهائل من المنظمات والمؤسسات والبرلمانات من دون ان تلمس منهم مبادرة إنسانية واحدة توفر الامن والامان لمليون ونصف المليون محاصر. والأغرب من ذلك كله انك ترى بعض قادة منظمة (فتح) يفتحون نيران بنادقهم ضد الفلسطينيين، ويرسلون عناصرهم التخريبية للتجسس على اهل غزة. وهذا ما قام به الفلسطيني المتصهين (ماجن فرخ) ومن كان على شاكلته من الذين اختاروا الوقوف مع نظام التطهير العرقي وحملات الابادة الجماعية. .
ختاما: اختزل الشيخ محمود الحسنات خطبة الجمعة الماضية بهذه الكلمات: (أكثر من 30 الف شهيد، و 70 الف جريح، ومليوني مشرّد لم يستطيعوا إيقاظ الأمة فما لكلماتي أن تفعل ؟!. أقم الصلاة). .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة