الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزيات ١

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الجزائر المخزون التاريخي المهدر في الصراع العربي الاسرائيلي حيث طبيعة الموقع والاستعداد والتاريخ وصلاحيه ذلك كله لنزع اسرائيل من الوجود، فالموقع ما بين تونس والمغرب، وبداية الدولة في كلاهما ليس في صالح الصراع العربي الاسرائيلي ، فتونس التاريخية كان يقودها الحبيب بورقيبة الذي دعا للصلح مع اسرائيل عام 1956 خاصه مع سلميه الحصول على الاستقلال وذلك بحكم تركيبه النسخة الحاكمة وتوافقها مع الفكر الفرنسي السائد وقتذاك علاوة على التركيبة الأثنية للشعب التونسي حيث كان التاريخ صدى لحضارة بحاره رحل وهم الفينيقيون الذين اسسوا مدينه قرطاج علاوة على غياب الظهير الصحراوي لتونس مما أديى إلى الاندماج القسري مع اوروبا بحكم النسق المتوافق كبعد مديني. اما المغرب بظهيره الصحراوي وكذلك كونه في اقصى الغرب حيث المحيط وسلطة الوارد من الخارج والقهر لصالح المتغيرات الواردة مع الفتوحات والدليل الابرز على ذلك دوله ليبيريا كدوله تكونت من فائض العبيد ، وكذلك سيراليون كجيوب أمريكية عبر غرب افريقيا. ولعل الرؤية التوافقية بحكم قهر الصحراء وقهر الماء خلق نوعا من التوافق وتهميش فكره الصراع بدليل ان المغرب لم تسعى لتحرير جزء من ارضها محتل وهو سبته ومليله المحتلين 1610 كنوع من الاذلال المستقبلي لذلك الجزء من العالم الاسلامي، ذلك العالم الذي خاض تاريخ من القهر للجانب المسيحي عبر فتح الاندلس وحكمها لمده تربو على 800 عام ولو تم تحرير ذلك الجزء لاكتسب المغرب بعدا استراتيجيا في قياده الملاحة العالمية، ولكن الوضعية الخاصة لليهود داخل المغرب وقدرتهم على التغلغل داخل شرايين المجتمع المغربي الذي يمارس دور الاتجاه وليس دور الدولة الوطنية.
تأتي الجزائر بتركيبتها التاريخية خاصه وان العنصر الصحراوي غالبا على الجزء المدني وكذلك تاريخيه الصراع مع الدولة الاسبانيه وكذلك طريقه الحصول على الاستقلال حيث ممارسه الجزائر حربا دموية من خلال التركيز على فكره الدين واللغة كمركب رئيسي في الحركة الوطنية وذلك بحكم ان الفقهاء مثل ابن باديس وجمعيه العلماء ودورهم ، وكذلك التضحية بمليون شهيد من اجل الاستقلال وكذلك العمق الصحراوي الغير قابل للتطويع كل ذلك ادى لطرح الجزائر كسهم المارق ما بين جناحين متوافقين على الدعة والسكون وتأثير ذلك كله على فكره الرؤية للصراع العربي الاسرائيلي مع مراعاه ان الاسلام السياسي التونسي كيان قائم على حساب الدولة التونسية التي بنيت على فهم خاص للاسلام، والجزائر هنا معروف موقفها في 67 و 73 ودعمهم الكامل بالسلاح والمال لدول المواجهة خاصه مصر وسوريا ولكن اداره المعركة الأخيرة 1973 جاء فرديا من القيادة المصرية ولم تستمع لراي الجزائر بضرورة وجود حرب استنزاف مع اسرائيل وعدم التسريع بالهدنة التي تم توقيعها مع فصل القوات الاول 1974 ، وبقي السؤال الاهم انه لو استمرت حرب استنزاف مستخدما تلك الامكانيات التي وفرتها الجزائر مستغلين الموقع المصري كدوله مواجهه، خاصه وان الصراع العربي الاسرائيلي عبر تاريخه يدار بنعره عربيه واداء فعلي من واقع الدولة القطرية والدليل الابرز على ذلك سياده سرديه الصراع حتى اتفاقيه الهدنه 1979 ما بين مصر واسرائيل، وتحول تلك السردية الى المشكلة الفلسطينية وكان الدول العربية لم تعد اسرائيل عدوا لها بدليل مبادرة السلام التي طرحتها القمم العربية بقياده المملكة منذ ١٩٨٤ فلماذا يستغرب البعض هروله المملكة للتطبيع مع اسرائيل الان.
والجزائر دوما هي العنصر الصعب في ذلك الصراع ولكن مكر الجغرافيا جعل دوله ظل كالأردن دوله مواجهه ولأن وعي الولادة ادى لحتميه التبعية للصانع الاكبر للجيوسياسية العربية وهي انجلترا ووريثتها امريكا، وبذلك ليس عبثا ايلول الاسود والقاعدة الأمريكية في الاردن الان.
ولعل ذلك التشابك والصلابة ووضوح الموقف من الصراع العربي الاسرائيلي وعدم انتهائه وضرورة مقاومته، ومن هنا جاءت صلابه موقف الجزائر حاله عضويتها الحالية في مجلس الامن وهي عضويه غير دائمه لأنها لا تمتلك حق النقض الفيتو ولكنها تمتلك مهاره دبلوماسية مستمده من وعي قوي بطبيعة ذلك العدو ولذلك ليس مستغربا أن تأتي المواقف الاقوى تجاه قسوة التطهير العرق الذي تمارسه اسرائيل المحتلة الشعب الفلسطيني يأتي من دولتين تحققت حريتهما من خلال الدم المقدس وهما الجزائر وجنوب افريقيا.
ولعل ذلك يردنا لعده معايير متعلقة ببيئة الصراع ودوله فحيث المشهد الافتتاحي لبناء الدول يكون تحديدها لمستويات الصراع والسقف الاعلى له ولكن يبقى البعد الاهم لطوفان الاقصى المتفجر في ٧ اكتوبر انه يؤسس للمشهد التأسيسي للدولة الفلسطينية والمتوافق مع ميلاد الدولة الجزائرية حيث الدين كمركب رئيسي لفكره الهوية وكذلك كم الدماء الذكية التي تم ري شجره الحرية الخاصة بالوطن منه وكذلك الرهان على هشاشه بيوت العنكبوت التي خلقت ورقه التوت لمحاوله وئد فكره المواجهة المؤدية للحرية.
وتبقي الحرية الحلم طريقها ممهد بالدماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون