الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر الثيران الأحرار!!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2024 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بينما الحكومات العربية تهاود الشعوب في نهضتها المتخَلِفة، وتغازلها بالجهل الذي بلغ الهوس به، يغلي بالعوامل الانفجارية حتى بلغت كف عفريت، بينما الوضع متهدّج وينتظر الكارثة، تلهوا الطليعة العربية، وقادتها المناضلون الأحرار الذين تناسوا مآسي شعوبهم وتجويعها وتجهيلها وانجروا، كتاب ومثقفين وساسة وأدباء وراء سراب المقاطعة التي ستهزم إسرائيل والإمبريالية. فإن كانت الشعوب العربية يعود تاريخ جهلها إلى 14 قرنًا غباري، فإن جهل الحكومات أعماها اليوم عما يجري في ساحة منتظر أن تُنسَف وتتغيّر الخرائط ومعها الحدود والحكومات ودمار شامل لو كبسَ عقلٌ أحمق في قُم بإيران على زر صاروخ باتجاه تل أبيب واحترقت طهران بعدما كما هو متوقّع دون تكهُّن ولا شكوك. فإن الفراغ بالشرق الأوسط والفوضى ستلحق به، ستمتدّ من الشرق والغرب وتُطيح بالحكومات والشعوب هذه المرَّة معًا للسبب ذاته - الجهل - الذي فاقم الواقع.
تمتلئ صفحات الصحف الصفراء الصادرة عن وزارات الإعلام، بكتاباتِ المثقفين العرب حول الانتصار الإلهي على العدو الصهيوني والامبريالية العالمية، وتمجيد المقاطعة العربية ودعم النضال الحوثي والحماسي والتلويح بالانتصار السماوي، كما تضج واجهات والفضائيات العربية، بالمحللين الاستراتيجيين العرب، وأسئلة المعدين وغطرسة المذيعين بالترهات التي لا ترى الجحيم فوق رؤوسها ولا أبعد من أنوفها، فتتساءل إن كنت خارج حزام الجهل وفلَتَ من السرب: هل هذا العالم العربي الذي عناه ابن خلدون؟ أم العالم الذي صنعته الدكتاتوريات الحاكمة وحراس الجنة والدين من صلصال الشعوب التي أضحت قطيعًا بلا راعٍ؟
صاروخ واحد من طهران يطلقه أحمق يكفي لإشعال مجرّة الشرق الأوسط، ورغم ذلك لا ترى سوى مظاهرات شعبية وطليعية تقدمية! ترى الانتصار الإلهي! في مقاطعة مكدونالد الذي لا يوجد به فرعٌ واحد بإسرائيل، بينما خسائر العرب ووكلائهم التجار وموظفيهم هم المتضررين؟ بينما أرباح الشركة الأم بارتفاعٍ تاريخي!! يا للهول على طلائع الثورة العربية الكبرى وعقول مفكري الألفية الثالثة الذين يجرون وراء حلم إزالة إسرائيل بصاروخٍ حوثي أعمى.
هؤلاء لا يرون أبعد من سجادة صلاتهم التي من عليها يدعون بإزالة الدولة اليهودية التي بلغت من التقدم في غضون أكثر نصف قرن مضى ما فاق كل تاريخ الأمتين العربية والإسلامية على مدى 14 قرنًا من قرون الثيران الحالمة بالانتصار، منذ إعلان جمال عبد الناصر بإلقاء إسرائيل في البحر إلى إعلان خامنئي بإزالة إسرائيل من الوجود...هذا هو عنوان عصر الثور العربي-الإسلامي القادم!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية