الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقنطفات 118

آرام كربيت

2024 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت هذا النص في مثل هذا اليوم، العام 2012
لن يسمحوا بالديمقراطية في بلادنا.
لن يسمحوا أن نعيش احرارا. سعوا الى حرف ثورتنا من قبل الخارج، الدول النفطية وتركيا.
سعوا ان تفرغ من مضمونها النضالي. ووقف الجميع يتطلع أن يأخذ الخارج المبادرة وكأن هذا الخارج صديقا وبيده خلاصنا.
مع الأسف أن المجلس الوطني ساهم في تفريغ الثورة من مضمونها، ووضعها في حضن الخارج دون أية ضمانات او مكاسب سياسية.
ماذا نفعل مع ناس غير مسؤولين عن تصرفاتهم.
الفراغ السياسي الذي شكله الاستبداد، مهد الطريق للفوضى السياسية، بغياب أي حوار وطني حقيقي بين المعارضة.
ودخول الخارج على الخط، وشرائهم للبعض بالمال السياسي، جعل مهمة شعبنا البطل صعبة.
الدماء تسيل، ونحن نتمزق وغيرنا يلعب.
يا لمأساتنا.
بناء نظام ديمقراطية هو مقتل مصالح الغرب في منطقتنا.
لأن القضايا الوطنية الكبرى مؤجلة بفعل الديكتاتورية والاستبداد.
بيد أنه صراع بيننا وبينهم، وهو صراع طويل، ويحتاج إلى نفس طويل، وصبر، لأن من يقف ضدنا ليس بالسهل التخلص منه.
ويجب ان لا نستسلم.
ولكن علينا أن نميز الصديق من العدو.
أنا لا أرى أي طرف صديقًا لنا، لهذا اعتمادنا على ارادة شعبنا هي التي ستكرس الأمر الواقع وستجعل الأخرين يعترفوا بمصالحنا على أرضنا وبلادنا
عندما تنتصر الديمقراطية, تموت السياسة على المستوى السياسي, تتحول إلى قضايا مطلبية, تحسين الشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للناس عبر انتخاب كل كتلة اجتماعية ممثليها في اللائحة الانتخابية.
والعمل على تطوير القوانين والأنظمة, تحت قبة البرلمان والدستور الجامع.
وينتصر القانون الذي هو شكل من اشكال الاستبداد والقهر, بيد أنه أقل قسوة من الاستبداد المباشر. وتتحول الايديولوجية الشمولية إلى حصان أعرج لا يقوى على حمل نفسه.

ماذا كان يمنع ايقاف همجية النظام في السابق من قبل المنظمة الدولية.
لا أصدق انهم سيطبقون بندًا واحدًا من القرار 2254.
لإن أكثر من نصف الشعب السوري سيتظاهر ولن يتوقف.
أنا لا اعتقد انهم يريدون رحيل النظام، بل يريدون مكياجًا سياسيًا على مقاسهم.
لقد سهروا، الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا، ستين سنة على بناء هكذا نظام دموي حقير، وليس بالسهولة بمكان السماح بسقوطه.
الذي يعرف معادلة الصراع في الشرق الاوسط، يعرف أن هناك ثوابت في السياسة الأمريكية لا يمكن أن تتزحزح.
يريدون أن تبقى الشعوب العربية مغيبة عن مصالحها عبر حكومات رذيلة.
ولن يسمحول بذهاب هذه الحكومات قبل تجهيز بديل احقر.

الموقع الجغرافي لم يعد ذاك المكان الذي يتموضع على بعد جيو سياسي أو استراتيجي. والدور الذي اعطي لقطر يتجاوز حجمها بمليارات الابعاد. لهذا يمكننا أن نطرح السؤال:
لماذا اعطي لتركيا ادواراً هائلة في السياسة الاقليمية في السنوات العشر الأخيرة على حساب مصر أو غيرها. ولماذا ابقيت اسرائيل كظل لظلال السياسة الامريكية في المنطقة. واعطي لدول كانت مغمورة في فترة قبل 11 ايلول، منها قطر؟

كان يستيقظ قبل الضوء بلحظات قليلة, أو عند نقطة انفصال الليل عن النهار, لحظة انقطاع الليل عن أليفه, النهار. اللون الأسود الداكن يبتعد ليفسح المجال للضياء أن ينفتح على الضوء. في هذه اللحظة الكونية المختلسة يستيقظ, شيء ما في داخله يحفزه على ترك الفراش والجلوس أمام الضوء القادم من البعيد.
كان صديقاً لهذا الالتباس الدائم.
صديقًا للشفق ونقيضه. وولد من ذاك الرحم المتأرجح, ما بين بين.
مارس هذه الهواية نفسها. لم يترك بقعة جافة, إلا وذهب إليها مثل العاشق الولهان لملاقاة عشيقته في موعد جميل. يقف مرات كثيرة, يقول لي:
ـ آه ما أجمل هذه الأرض. وما أجمل رائحتها ورنق ترابها. أنظر, تمتع بجمالها.

في طريق العودة إلى الحسكة، عرجت إلى مطعم في مدينة تدمر لاشرب كاساً من الشاي مع القليل من الخبز.
دخلت إلى الحمام لاغسل يدي ووجهي.
رأيت مرآة معلقة على الجدار.
لأول مرة أرى وجهي بعد سنوات طويلة من حجزي في سجن تدمر العسكري، ويا هول ما رأيت. قلت:
ما هذا يا إلهي؟ ماذا فعل بي الجلاد؟ أين وجهي وشعري ولون الفرح في أهدابي؟
أين تلك الابتسامة المحلقة فوق باقات الورد على خدودي؟
وجه اصفر جاف، متعب, منذورللضياع والتشتت. وكثير التغضنات والتجاعيد. وخال من أي لون له علاقة بالحياة أو يشيء بالحياة. وجه عصبي الصورة, انواله مقطعة الأبعاد. فيه حفر كثيرة, موزعة على قسماتي هنا وهناك. تزحف على خارطة جمجمتي، كاوردة أو كخطوط متنافرة, كخرائط متباعدة.
وجه مرتبك خال من أي لغز أو تعبير, ينزع إلى المتاهة, إلى حكاية عارضة. إلى خيال عابث, بلا حلم أو أمل.
رأيت نيرون بجانبي, في الجهة المقابلة لجهتي, إلى الوراء, إلى الميمنى والميسرى, محتلاً كل المساحة التي أنظر فيها إلى نفسي. كان واقفاً بكامل قامته, وزينته وسطوته, سيفه خارج غمده, مشرع, صولجانه وعصاه بيده وقوف. وينظر إلي مبتسماً ابتسامة صفراء ساخرة. وعلى مبعدة قليلة منه كانت روما تشتعل تحت لهب أسود. حرائق روما الملتهبة, دخانها في أنفي وفمي, صوت الاستغاثات الموجوعة للموتى والجرحى والمنكوبين في أذني. النارتتأجج وتشتعل, تأكل الأخضر واليابس

لقد ورثونا الحزن والخوف والقلق.
جاؤوا مهزومين, مكسورين, جائعين, السيوف والبنادق فوق رؤوسهم. جاؤوا هربًا من الموت, يحملون سرهم, جلد أجسادهم, قحف ذاكرتهم, انتماءهم إلى كيانات شكلت عبر التاريخ.
هربوا لأن هذا التشكل كان سببًا للقضاء عليهم.
عندما عبروا الحدود من تركيا إلى سوريا، عراة, بعد فترة قصيرة، بنوا المدن والقرى في الجزيرة السورية, بيد أن الخوف من ذلك القدر الغريب، الإبادة التي قام بها الأتراك، بقي قابعًا في أعماقهم مائة عام. ورثوها لنا، لأبناءهم
صوت آهاتهم, أوجاعهم, بكاءهم المر لا زال قابع في ذاكرتي. مرات كثيرة سألت الكثير منهم:
ـ لماذا فعلوا بكم هذا, لماذا أرادوا اقتلاعكم من الوجود؟
ـ لا نعرف لماذا فعلوا بنا هكذا! نحن لا نحسن القراءة والكتابة, ولم يكن لدينا مدارس أو دور تعليم. أغلبنا أمي. نحن فلاحون, أصحاب حرف, تجار, وعمال.
قرأت كثيرًا عن الإبادة, بيد أني إلى اليوم, لا أعرف لماذا تم إعدام مليوني إنسان في الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى, وما الهدف من ذلك؟
هذا حال الشرق, مجانين, معتوهين، مرضى, ساديين بأمتياز, أحدنا يريد أكل أخيه بمجرد أن يملك القوة.
نحن مرضى, كيانات كاملة مريضة بحاجة إلى مصحات مفتوحة.
أعرف أن الأرمن كانوا ضد دخول تركيا الحرب العالمية الأولى لعدم جاهزية الدولة من الناحية اللوجستية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وحذروا الحكومة من المغامرة في أخذ الدولة العثمانية إلى الهلاك, بيد أن هذا ليس مبررا على الأطلاق لإبادة مليوني إنسان, وكاد اليونان والروم الأرتذوكس أن يذهبوا فرط حساب أيضا, لكن الأكيد أن حكومة الاتحاد والترقي كانوا مجموعة صبيان, أولاد, مغامرين غير ناضجين على المستوى السياسي أو الاجتماعي ولم يكونوا على قد إدارة صف في مدرسة، فما بالك بقيادة دولة ومجتمع مريض.
وكما هو معروف لولا الأقدار وقيام ثورة اكتوبر البلشفية في روسيا القيصرية لما كانت تركيا موجودة على الخارطة الأن.
لقد تم أخذ قرار الإبادة رجل واحد موتور, مريض بجنون العظمة, هو رئيس الوزراء طلعت باشا.
وحكم عليه بالاعدام بعد الحرب بسبب هزيمة تركيا العسكرية. وكما أعرف تشكلت لجنة لمحاكمته بسبب إبادة الأرمن, وبعدها انطوى هذا الملف إلى الأبد في ملف النسيان.
عطالة الدولة الاستبدادية لا تنتج إلا بيض فاسد, وأشباه بشر, وعقول مغامرة ومغلقة ومريضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر




.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة


.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات




.. نشرة إيجاز - إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة ستستغرق حتى ع