الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 119

آرام كربيت

2024 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الدولة الحديثة
عملت الدولة الحديثة منذ بداية القرن التاسع عشر على إخضاع الشعب لإرادتها بالطاعة، بالإرغام، لأنها تعتبر نفسها العقل الكلي للمجتمع.
أما هذا الأخير، فلا يملك أي حق سوى حق خضوع الفرد في الكل.
الموضوع ليس اعتباطيًا أنما مدروس فلسفيا وفكريًا.
وهو اسوأ من الاستبداد الشرقي، لأنه لا يسمح للفرد أن يفكر بعيدًا عن إرادة الدولة وعقلها الكلي كما كان ينظر لها هيجل، وفخته ونيتشه وغيرهم من الفلاسفة الالمان.
هذا التوجه خيم على أوروبا والغرب كله.
الفرد في هذه البلاد فاقد للحرية ومندمج في الجماعة وهذه الجماعة مندمجة في إرادة الدولة.
والدولة كما يقال، ذمتها واسعة، انتماءها للفئة المهيمنة أو المسيطرة.

محمد عبروش
رواية للصديق آرام كربيت
لم يحالفني الحظ في التعرف على الأستاذ آرام كرابيت معرفة شخصية، لكنني دون شك بتُّ أعرفه تماماً الآن !
إن تتعرف على أحدهم من خلال حروفه فهي معرفة تفوق المعرفة الشخصية .
يروي لنا من خلال روايته، في الأرض المسرة، مشاهدة عبدالله (الشخصية الرئيسية) لحدث مأساوي يشبه الصفعة على الوجه.
تتمتع الرواية بسرد جميل وسلس وتوصيف دقيق لأحداث جرت قبل ما يزيد على القرن، ينقلنا فيها إلى استنبول .. بلغاريا .. هنغاريا .. وأماكن من الشمال السوري وتحديداً نهر الخابور.
ويكشف لنا عن طبيعة الشر الكامنة في نفوس البشر بمعظمهم، و أيضاً عن وجود القيمة الانسانية لدى القلة الباقية .
صراع الخير والشر، الحب كَ قيمة، محاولة إبادة لعرقٍ بأكمله وصور و حقائق أخرى بين سطور الرواية.

الاعتذار
مفهوم الاعتذار من أهم المفاهيم الإشكالية في الحياة، يحتاج المرء إلى قراءة الإنسان قراءة نفسية تاريخية عميقة في مختلف جوانب الحياة، لان الاعتذار يتناول البعد النفسي للإنسان، سواء حاضرا أو تاريخيًا.
إن الاعتذار فيه شيء من الفوقية قبل البدء به، أن تتنازل عن علياءك، تكبرك، ومكانتك التي صنعتها خلال تاريخ كامل من حياتك، للثوان معدودات تتلطف بها على خصمك، تبصق عليه او تضمه لا مشكلة، ثم تكمل مسار حياتك بالتكبر ذاته.
من هو الذي يعتذر، من من، وكيف يتم الاتفاق على الاعتذار، وهل هو لحظي، آن، أم دائم؟
هل الاعتذار يغير سلوك الإنسان، أم يرمي المرء كلمته دون أي اهتمام، ثم يعود إلى حياته الطبيعية؟
جميع الناس على مستوى العالم وعبر التاريخ عاشوا، وفي داخل الجميع احساس بالتفوق والاستعلاء، بجنون الدونية والعظمة، هل فعلاً يعتذرون؟
لهذا نسأل:
إذا كانت البيئة التي نعيش فيها سوية، هل سنمارس الفوقية، هل سنعتذر؟

الديمقراطية
نحتاج الى قراءة الديمقراطية في البلدان الغربية قراءة منهجية دقيقة. بالنسبة لي، استغرب المنهجية التي قامت عليها ديمقراطية الغرب، مندهش منها.
هذه الديمقراطية مصاغة بطريقة ذكية جدا:
ـ لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم.
السلطة لا تهتز عندما تتداولها الأحزاب السياسة، وكل حزب يعرف الخطوط التي يتحرك بها. هذا الأمر يحتاج إلى قدر هائل من تنظيم المجتمع المدني الذي يتحرك في فلك السلطة دون أن يمسها أو يخدشها.
النموذج الغربي للديمقراطية منضبط وفق صياغة قانونية ذكية جدا.
لهذا أسأل نفسي:
ـ كيف تم أقلمة الضوابط، أو كيف تمت صياغتها قانونيًا، بحيث من يأتي أو يذهب لا يمس موقع السلطة ومصالح القوى النافذة فيها.
والصحافة تتحرك ضمن الدائرة المرسومة لها، والمجتمع أيضًا.
هذه الديمقراطية تلبي مصالح النخبة بالدرجة الأولى، وتعطي المجتمع حاجته من الحركة والتأقلم.
بالتأكيد أنها ديمقراطية نخبوية جدًا، لكنها حالة متقدمة جدًا عن الدولة الشمولية القميئة جدا.
يوجد قضاء فاعل، وبرلمان ممتثل وديناميكي، يستطيعان امتصاص الاحتقان الاجتماعي وتفريغه، بيد أن الرأسمالية تحتاج إلى هذه النقلة لفض المصالح المتصاربة بأسلوب سياسي متقدم جدا وعقل سياسي براغماتي يتناغم مع ما هو قائم.
برأي أن هذا العصر لا يمكنه إنتاج شكل أخر مخالف عما هو قائم، متطور عن هذه الديمقراطية السياسية. لا يمكن لهذه الديمقراطية أن تتطور إلى ديمقراطية اجتماعية، لأن الشروط الموضوعية للواقع الاجتماعي السياسي العالمي غير مهيأ.
لاحظت:
في الأزمات العالمية، كالحرب على العراق في العام 1990، وأوكرانيا اليوم، تتحول الولايات المتحدة إلى دولة صلبة جدًا، الدولة والبرلمان والصحافة، كلهم يعزفون على نغمة واحدة، كلهم يد واحدة في مواجهة العدو، هناك كذب كثير، ابتذال، تزييف الحقيقة، انتقائية، معايير مزدوجة، لا احترام للرأي أو الأخر، لا احترام للمشاهد أو المتابع.
أنا حزين لما أراه، أصبح الغرب كشيخ عشيرة يأمر فيطاع، كل الدولة والشخصيات الفاعلة فيها، يتحركون كالأطفال الخانعين الخاضعين.
على الصعيد الشخصي لم يعد هناك رجل دولة في الغرب يعتد به، كديغول أو تشرشل، شيء يوجع القلب

اعتبر هذه الحضارة ولدت معوجة، عوجة، منتجة لتراتبية القوة والسيطرة، الاعتذار فيها شيء إيجابي، بيد أنه لا يغير فيها أي شيء.
هي حالة شكلانية لا تمس جوهر الموضوع.

مشكلتنا اليوم مع هذه، الثنائية، عندما نعري الولايات المتحدة يظن الأصدقاء أننا إلى جانب روسيا.
أرى القبح الامريكي أكبر مما يبلعه الإنسان. الصحافة الامريكية موجهة بالكامل، صحافة لا ديمقراطية. امريكا دولة لا ديمقراطية، لا تقبل لها شركاء في العالم، تريد أتباع أذلاء.
هذا أكثر من واضح.
تهدد كل دولة تخالف توجهها بالقوة، بالحرمان، بالقطع، بالعقوبة، أسلوبها في التعامل مع الدول والبشر سوقي، فوقي عنجهي ومبتذل.
بايدن، وهدهده بلينكن، تكلما مع كل دولة على حدا، أن يقطعوا علاقتهم مع روسيا، أن لا يتبادلوا معها تجاريًا. ومنعت أوكرانيا من الوصول إلى أتفاق مع روسيا، بل هي من يتفاوض من وراء الستار
أين هي الديمقراطية بكل هذا القمع أمام نظر الجميع، وتحت سقف عقولهم.
تصوروا أن كل الدول الديمقراطية شفرت الاعلام الروسي، ومنعت المواطن الغربي من متابعة ما يحدث.
انتقلت الحرب اليوم من الجيوش إلى الأمن السيبراني، إلى الاقمار الصناعية إلى الدولار، إلى طرد الدبلوماسيين، إلى معاقبة ناس عاديين لا علاقة لهم بالصراع القائم، كزوجة لافروف.
أساسًا أكبر عار في التاريخ أن يكون أقوى دولة في العالم، رئيسها إنسان فاقد الذاكرة، مريض بأخطر مرض في الحياة، الزهايمر، ويقود أخطر دولة في العالم.
اشعر بالألم لمَ يحدث في عالمنا.
كنّا في السابق ندافع عن الديمقراطية على أنها طريق الخلاص، اليوم تتكشف لنا خواءها، وخروجها عن التداول في الصراعات الخارجية.
خضوع مخجل لكل زعماء اوروبا وبريطانيا واستراليا وكندا ونيوزلندا واليابان للولايات المتحدة دون اي حس بالمسؤولية.
هوفانيس فاهيه تمزجيان
قراءة في "في الأرض المسرّة، لآرام كرابيت.
في هذه الرواية يأخذ الجمال كما القبح لغة الجسد النيّئة، وتأخذ الرّقة كما العنف لغة التراب.
الجمال مكثّف في جسد المرأة، ففي عريها تكشف الحياة وجهها البريء، وغايتها في سعادة الإنسان بكل بساطة، كبساطة السهوب الممتدّة، كنسم المساء، ولذّة الطعام الموصوف لدرجة تكاد تحس بها بطعم ما على السفرة و كأنّك مدعو إليها من خلال قراءة الكلمات ذاتها.
و بذات البساطة يتجاورالقبح مع ذلك الجمال في صورة السفير التركي و هو يأكل بشراهة إلى حد الإختناق و الإقياء، في ساحات الوغى و الجثث المتراكمة في تناوب رهيب يقحم فيه القبح نفسه من دون إذن و يكشف عريه بالأجساد المسلوخة و الرؤوس المقطوعة و عذاب الجسد البطيء على الخازوق السّادي و "فنّ إيلاجه" الذي تتناقله الثقافة الشفاهية بالبلاهة التي تنقل بها الدين والأشعار و الإيقاعات و المقامات الموسيقيّة و الحكايات.
ذروة الصدمة الروائية تأتي في هذا التناقض الرهيب بين الضباط الساديين و مجنّديهم في المذابح و الإغتصابات الجماعية و السلطان المهووس ... بالأوبرا !
نعم، إنّه يكتب الشعر و يؤلّف الموسيقا ! في فصام تام بينه و بين شعبه الذي يركّزه الكاتب في صورة الجندي "صاحب الكهف" بطريقة مذهلة، و كأنّه الخيال المقلوب المصغّر و المعكوس كما ضعفه أمام عملاء الغرب بالنسبة لجبروت طاغوته على رعاياه أكانوا جلّادين أم ضحايا.
الفصام الرهيب بين هذه الشخصيات كفصام عالم الأوبرا ذاته عن عوالم الموسيقا الشعبية، عوالم العود و الدودوك و مع ذلك تنجح لغة آرام كربيت الأدبيّة في توحيد تجلّيات الموسيقا في توصيف نادر في الرقي و السمو يجعل الموسيقا تتحدّث عن نفسها بكل شفافيّة.
هذا التجاور بين القبح و الجمال يتغيّر تدريجيا من تناوب فج إلى شيء آخر ريثما تدخل شخصيتان إلى عالم الرمزيّة و من خلالهما أترك القارئ مع لغز، فأنا لا أكشف اللماط عن رواية يجب أن تُقرأ - و أذكّر القارئ إنّي أكتب هنا عن قراءتي أنا - إذ يبدو لي أن آرام كرابيت أرمني دون أن يتعمّد ذلك، وأقولها لأن الأمر أستغرق منّي أشهرًا قبل أن أدرك لديه أيضا تلك القدرة الغريبة المتناقضة في التعبير عن الأمل بمفردات اليأس الأكثر سوداويّة.

اعتقد أن الغطاء السياسي السوفييتي الذي وفره للأحزاب الشيوعية في العالم جعلهم بمنأى عن الانكشاف السياسي والفكري، وفقرهم على كل المستويات بما فيها السلوكية.
بغيابه تعرت هذه القوى الدوغما، المتفسخة من الداخل. وتعرت الشخصيات النافذة في المعادلة السياسية التي كانت قائمة في يوم من الأيام. وكان يعتد بها كرمز أو رموز.
اليوم نحن على بساط أحمدي كما يقول المثل.
وكل حزب عليه ان ينقب شوكه من قدمه.
وإن خروج أو غياب الأنظمة الاستبدادية والشمولية والعسكرية من الساحة السياسية الدولية ستفسح المجال لإنقراض كل القوى التي لا تمثل الحياة، والحياة السياسية المعاصرة.
وجود الاحزاب السياسية العارية سياسيًا كان وما يزال بدعم من دول متفسخة من الداخل.
المستنقع المتفسخ يحمي بعضه بالمزيد من الاستنقاع.
وإننا ننتظر الوقت لندفن الأموات باسم الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟