الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نقد نظرية الانفجار الكبير والتمدد الكوني _ مقدمة عامة
حسين عجيب
2024 / 4 / 8العولمة وتطورات العالم المعاصر
المجرب المحايد في الفيزياء الكلاسيكية ، أيضا في فيزياء الفلك ، تحول إلى شريك حقيقي في فيزياء الكم . بمعنى ، صار المجرب أو المراقب أحد عناصر التجربة الأساسيين ، وقراره يحدد النتيجة الواقعية ، من بين عدد كبير من الاحتمالات الممكنة بالفعل .
( المجرب والمراقب ، العالم أو الفيلسوف والشاعر أكثر ، يمكنهم التمييز بالفعل بين الحاضر والماضي والمستقبل ، عبر الوعي بالطبع ) .
هذه الفكرة ليست جديدة ، بل كانت معروفة بشكل أولي في الفلسفة وفي النقد الأدبي منذ قرون : أثر القرار ، ثم التنفيذ ، على النتيجة .
بعبارة ثانية ، فيزياء الكم غيرت دور المراقب أو المجرب بالفعل .
بعبارة ثالثة ، لا تتعلق المشكلة بالمراقب فقط ، بل هي مشكلة الحاضر أولا ، وكيفية تصوره بين المنطقين الأحادي أو التعددي .
في المنطق السائد حتى اليوم ، ينظر إلى الحاضر بوصفه مفردا ، وبسيطا ، يتحرك في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل ( للزمن والحياة معا ) ؟!
هذا خطأ موروث ، ومشترك بين الفلسفة والعلم كما أعتقد . والطريقة الصحيحة لفهم المشكلة ، تكون عبر الانتقال إلى المنطق التعددي في النظر للحاضر أو الماضي او المستقبل . الحاضر ثلاثي المكونات والبعد ، وثلاثي النوع أيضا على الأقل ، وثلاثي الحركة وهذه الفكرة ( الجديدة ) والأهم في الموضوع :
حركة حاضر الزمن ، من الحاضر إلى الماضي ، وتتمثل بتناقص بقية العمر أيضا يمكن للقارئ _ة اختبارها عبر عملية القراءة نفسها ...
( فعل القراءة ، يتحول مباشرة إلى الماضي ، وليس المستقبل ) .
حركة حاضر الحياة ( الحضور ) بعكس حركة الزمن ، وتنتقل إلى المستقبل بكل لحظة ، وتتمثل بعملية التقدم بالعمر ، وهذه الحركة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
والحركة الثالثة ، حركة حاضر المكان ( المحضر ) ، وهي تنتقل في الحاضر المستمر ، من الحاضر 1 إلى الحضر 2 ...إلى الحاضر س .
( أكتفي بهذا التلخيص السريع والمكثف جدا للمشكلة ، نظرا لأهميتها وضرورة فهمها ، بالنسبة للقارئ _ة الجديد _ ة خاصة ) .
مثال تطبيقي : قطة شرودنجر الشهيرة :
أقترح على القارئ _ة المهتم ، قراءة قصة ( قطة شرودنجر ، مع تحديثاتها الهامة جدا لفهم مشكلة فيزياء الكم ) بأكثر من ترجمة .
ملاحظة ثانية ، في العربية المترجم _ ة أهم من الكاتب _ة والمؤلف _ ة .
بسبب بؤس الثقافة العربية بالطبع ، حيث المترجم _ ة للعربية غالبا ما يشكل النص على مزاجه وبما يتفق مع معتقداته .
وملاحظة أخيرة : الرطانة ، أو الحذلقة ، موزعة بين التأليف والترجمة في موضوع الزمن . ودرجة الفذلكة ، الفاقعة ، تفوق الحد لأي توقع طبيعي .
بعد فهمك لتجربة قطة شرودنجر ، يمكنك متابعة القراءة .
بدون ذلك ، يصعب فهم الفكرة ...
بدلا من قطة شرودنجر ، وعجائب الزمن ، والمراقب البطل والسوبر مان وغيرها من عبارات التفخيم والمبالغات الفجة ، سأكتفي باقتراح حالة بسيطة ويعرفها الجميع :
صداقة بين امرأة ورجل قبل ، وبعد ، احتمال تحولها إلى علاقة عاطفية أو فشل علاقة الصداقة ، بسبب قرار أحدهما تغيير نوع العلاقة .
القرار مرحلة ثانية ، متوسطة ، في سلسلة من المراحل ( 4 على الأقل ) :
1 _ الموقف العقلي الروتيني ، الاعتيادي يتضمن ثنائية الشعور والفكر .
2 _ قبل القرار ، ينفصل الفكر عن الشعور ، إلى حالة من التركيز العالي على المشكلة (تحويل الصداقة إلى علاقة غرام وحب ) .
3 _ بعد القرار ، يتحدد اتجاه الفرد ( صاحب _ة الرغبة والقرار ) شعوريا وفكريا نحو المستقبل .
( هذه المرحلة ، تسمى وضع التراكب في فيزياء الكم ، حيث الطرف الثاني لم يعرف بعد بوجود مشكلة لدى الصديق _ة ، ورغبة بتغيير نوع العلاقة )
4 _ التنفيذ ، يسأل الطرف الراغب بتحويل العلاقة الشريك _ ة الثاني ، عن إمكانية تحويل العلاقة إلى غرام وجنس .
الحلقة المفقودة هنا ، توجد بين المرحلتين قبل ، وبعد القرار . لحظة القرار ثنائية ، ومثلها لحظة التنفيذ ، ...
بالطبع ، النتيجة احتمالية بطبيعتها :
1 _ يكون لدى الطرف الثاني أيضا ، مشاعر ورغبات جنسية تجاه الصديق _ ة ، وتتكلل المحاولة الجريئة بالنجاح والمكافأة .
2 _ كما يحدث معي عادة ، تفشل علاقة الصداقة بلا ندم .
بالعودة إلى المشكلة ، الفرق بين النتيجة الاحتمالية والنتيجة اليقينية ؟!
تتوضح عبر المثال الثاني ، أكثر :
شخص يفكر بالانتحار ،
قبل لحظة التنفيذ ، النتيجة احتمالية .
( كلنا نعرف هذه المرحلة )
لكن ، لنفترض ، أنه قفز من الطابق العاشر ....
لا يمكنه تغيير رأيه في الطابق السادس أو الرابع ، بالطبع .
....
الفكرة الجديدة ، التي حاولت توضيحها عبر الأمثلة ، أن المشكلة ليست في فيزياء الكم وليست مشكلة فيزيائية من الأصل . بل هي مشكلة الموقف الثقافي السائد حاليا في الثقافة العالمية ، خلال القرن الماضي والمستمر بنفس درجة العناد ، بين العلماء والفلاسفة خاصة !!!
المشكلة بوضوح شديد : مشكلة الحاضر ...
ما هو الحاضر ، وهل يمكن تحديده ، وتعريفه بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) ؟!
فهم المشكلة أولا ، شرط الحل المناسب والصحيح ، أو المناسب فقط .
الخبر السيء : لا أحد يعرف الجواب ، ولا أحد يهتم أصلا .
الخبر الجيد : هذا مشروع النظرية الجديدة ، وتم قطع نصف الطريق إلى الحل المتكامل ، الصحيح والمناسب ...
وهذا ندائي المتكرر للمثقف _ة العربي ، إذا كان له وجود سواء في الداخل أو الخارج ، للمشاركة في الحوار عبر توصيل الفكرة لمن يهمهم _ ن الموضوع ....لقد أسمعت لو ناديت حيا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال
.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف
.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2
.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24
.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله