الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان بين وهم استعادة دور مفقود وعقل مغامر بافق مسدود.

حسن عماشا

2024 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لست ممن يعتقدون ان ارتفاع منسوب التحريض ضد المقاwمة، بدءا من البطريرك الراعي بدرجة اولى والمطران عودة بدرجة اقل ومرورا بالأحزاب السياسية التي تدور في فلك الكنيسة الى اصغر طامح للظهور في البيئة المسيحية، هو تعبير عن مخطط سياسي مدروس لهذه البيئة وقواها السياسية. اي مخطط مدروس لاحداث تغيير بالواقع السياسي يلبي المشاريع والمخططات الأمريكية تجاه لبنان والمنطقة دون أن يعني ذلك تبرئة هؤلاء وبعض العناصر الهامشية في البيئات الأخرى ومنها البيئة الشيعية خاصة من التبعية لاميريكا والغرب.
فأن هؤلاء الاطراف المذكورة مجتمعين لا يشكلون في ميزان القوة أي قيمة ولا يشكلون قوة فعالة يمكن الاستثمار فيها في المواجهة القائمة على مستوى المنطقة ولبنان جزء منها. وبحكم الجغرافيا ان مركز ثقل ونفوذ هؤلاء هو في دائرة جانبية لا تؤثر على حركة القوة الفاعلة في حركة الصراع ما يجعلها عبئ لا طائل منه على الداعم الخارجي ويختلف واقعها مثلا عن كردستان العراق الغنية بالنفط وجذور الأكراد الانفصالية الضاربة في عمق الوعي الجماعي.
لذلك لا قيمة يمكن أن تغري اميركا لتبني اوهام هؤلاء في خدمة مشاريعها في المنطقة.

من هنا فان دوافع هؤلاء برفع الصوت لها اسباب خاصة ولو ان رفع الصوت ضد المقاwمة يفيد باطار الدعاية اميريكا والغرب لكن الدوافع الخاصة هي المحفز بسبب شعورهم بالتخلي عنهم وهامشية دورهم التي تكرست منذ العام ١٩٩٠ وتحولهم إلى ملحق بعد العام ٢٠٠٥ بقوى أخرى تحظى بالرعاية السعودية.
ومع شح الموارد بعد سقوط الرهانات السعودية-الأميركية في أحكام السيطرة على لبنان ازدادت هامشية هؤلاء مما أدى إلى تفاقم ازماتهم وانسداد الأفق أمامهم بعد فقدانهم العديد من المواقع في السلطة وابرزها موقعي رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان، إلى جانب خسارتهم للوزارات التي توفر موارد ومكاسب لهم ما انعكس على البيئه المسيحية سلبا وزيادة منسوب هجرة شبابهم. ومع انعدام الأمل باستعادة الدور المفقود ولو بالمناصفة
تشكل هذه العوامل الحافز الأساسي لرفع الصوت عاليا بوهم اعادة دورهم والالتفات لهم واستعادة الرعاية الدولية. ازادات الأوهام هذه حرارة بعد عملية "طوفان الأقصى" والتي نقلت المزاج السني العام إلى مواقع المقاwمة بعد أن كانت معبئة ضدها سابقا.

وهنا اذا ما ترجم هذا التحريض إلى ممارسة عنفية تهدد السلم الاهلي وهم ليسوا على تماس مع المقاwمة ستكون مواجهة مع الجيش اللبناني إضافة البيئات الأخرى السنية اولا والدرزية ثانيا وتهديد وحدة الكيان اللبناني الذي ما زال يمثل حاجة اميريكية غربية في إطار ترتيب وضع المنطقة فيما لو تحققت مشاريعها.
وبالتالي اي مغامرة محكومة بالفشل وأولى ضحاياها ادواتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة